انشغل مواطنو مدينة القدس، خلال السَّاعات الماضية، في الاستماع إلى ردّات الفعل المحلِّية والعربيَّة والإسلاميَّة وحتى الدوليَّة حول الخطوة المرتقبة للرَّئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بمدينة القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها.

تسود أوسط المقدسيين حالة من التَّرقب، وسط أجواء متوترة تعكس حالة السّخط والغضب والتَّذمر من الموقف الأمريكي، في الوقت الذي انشغل فيه نُشطاء المدينة المقدَّسة، وخارجها من فلسطينيي الوطن والشَّتات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وعبر مجموعات متنوعة على مواقع "الواتساب" و"الفيس بوك" و"تويتر" وغيرها، والتي دعت بمجملها أبناء الشَّعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، خاصة أبناء المدينة المقدَّسة، بالخروج إلى السَّاحات والميادين للتَّأكيد على أنَّ القدس عاصمة الشَّعب الفلسطيني ودولته المستقبلية، وللتعبير عن رفضهم لخطوة ترامب المرتقبة والمتوقعة، ولأي قرار أو خطوة من أي دولة من شأنه شرعنة الاحتلال على حساب الشَّعب الفلسطيني..

وحيّا كثيرون، عبر تلك الوسائل، موقف القيادة الفلسطينية وتحركها العاجل وموقفها الحازم من مثل هكذا خطوة، كما أبدوا ارتياحهم من حالة الوحدة الفلسطينية التي نشأت بسبب القدس، وأشادوا باستنفار وسائل ورجال الإعلام الفلسطيني للرد على خطوة ترامب، "ولشحذ همم الشَّعب الفلسطيني وتسليط الضوء على تداعيات مثل هذه القرارات والخطوات التي من شأنها شرعنة الاحتلال والقضاء على أي إمكانية لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس".

وحدثت هبات شعبية في بعض الأحياء والبلدات المقدسية، وذلك بمواجهات استباقيَّة ومبكِّرة ومتفرِّقة يوم أمس، شملت المدخل الرَّئيسي لبلدة الرام شمال القدس المحتلة، وبلدة عناتا شمال شرق مدينة القدس، والعيسوية ومخيم شعفاط وسط المدينة، وعدد من أحياء بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وفي بلدتي العيزرية وأبو ديس جنوب شرق القدس المحتلة، في حين يتوقَّع أن تمتد المواجهات لتشمل مدينة القدس بأكملها، تزامناً مع خطاب ترامب المتوقَّع مساء اليوم.

وكان نشطاء علّقوا اللَّيلة الماضية علم فلسطين يحمل شعار "هنا القدس عاصمة دولة فلسطين" على جدار البيت الأمريكي التابع للقنصلية الأمريكية وسط القدس المحتلة.

قوات الاحتلال، من جهتها، أعلنت حالة الاستنفار في القدس، ونشرت المزيد من عناصر وحداتها المختلفة في الشَّوارع والطرقات ومحاورها، وعلى مداخل العديد من أحياء وبلدات المدينة المقدَّسة، كما شرعت بتسيير دوريات عسكرية وشرطية راجلة ومحمولة وخيّالة وسط المدينة، وعزّزت من إجراءاتها وتدابيرها الأمنية على الحواجز العسكرية الثَّابتة على المداخل الرَّئيسية لمدينة القدس، خاصة حاجز قلنديا شمال القدس، مّا أعاق حركة المركبات والمواطنين خلال دخولهم وخروجهم من وإلى القدس المحتلة.

وعلى بعد ساعات فقط من خطاب "ترامب" يبقى فلسطينيو القدس، كما سائر الوطن، في حالة ترقب واستعداد للرد على ما سيتضمنه الخطاب بخصوص مدينة القدس، والتي كانت وما زالت سبباً رئيسياً لانتفاضات الشَّعب الفلسطيني، قدَّم فيها الفلسطينيون أرواحهم وأبناءهم فداءً لها ولمقدساتها، فهل يفعلها ترامب ويكون سبباً في انتفاضة جديدة، ستتعدى حدود القدس لتعمّ الوطن الفلسطيني برمته؟!!.