في تطور مقلق، من شأنه أن يعزز المخاوف من انفجار الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة، أقدم مسلح مقنع عند الثامنة مساء الخميس، على إطلاق النار من سلاح حربي باتجاه الفلسطيني أحمد عبد المجيد عيسى الذي ينتمي الى حركة فتح، وهو ابن عم العميد محمود عبد الحميد عيسى "اللينو".

وهذا الحادث الأمني هو الثاني في غضون أيام قليلة الذي يطال أحد أقارب اللينو، إذ كان وقع انفجار شحنة ناسفة مساء الجمعة الماضي بعد دقائق على مرور موكب للينو يقل أفراداً من عائلته عند المدخل الغربي للمخيم، كما يأتي غداة تعرض عنصر في القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة لاعتداء من قبل مسلحين ملثمين.

وتتزامن هذه الأحداث مع حالة من الترقب تشهدها الساحة الفلسطينية والبيت الفتحاوي تحديداً، بانتظار قرار يتوقع صدوره عن اللجنة المركزية في فتح بفصل اللينو وتجريده من رتبه العسكرية على خلفية قيادته لحركة اعتراضية داخل فتح بوجه عدد من رموز وقيادات الحركة على الساحة اللبنانية، وعلى خلفية علاقته المالية بالمسؤول الفتحاوي السابق المفصول من فتح - العميد محمد دحلان.

 

فماذا حدث في عين الحلوة مساء الخميس.

قرابة الثامنة مساءً، وبينما كان الفلسطيني أحمد عبد المجيد عيسى، خارجاً من عزاء في حي طيطبا، داخل المخيم. ولدى مروره في أحد الأزقة، تعرض لإطلاق نار من سلاح حربي من قبل مسلح ملثم أصابه إصابات مباشرة في بطنه وخاصرته وفر الى جهة مجهولة. ونقل أحمد عيسى على الفور الى مستشفى النداء الإنساني داخل المخيم ومن ثم الى مركز لبيب الطبي في صيدا لخطورة إصابته.

وعلى الأثر شهدت بعض أحياء المخيم استنفاراً لمناصرين لـ"اللينو" وأقفلت المحال التجارية أبوابها في الشارع الرئيسي للمخيم تحسباً لتفاعل الحادث. وتداعت لجنة المتابعة الفلسطينية اثر ذلك الى اجتماع طارئ في منزل أمين سر القوى الإسلامية في المخيم الشيخ جمال خطاب لتدارس الوضع المستجد في ضوء هذه الحادثة.

 

"اللينو"

وفي أول تعليق له على ما جرى، وخلال استقباله في مكتبه في المخيم وفوداً متضامنة، اتهم "اللينو" من وصفهم بـ"القتلة المعروفين الذين يسرحون ويمرحون في شوارع المخيم" بالوقوف وراء محاولة اغتيال قريبه. وقال: "هناك من يحاول أن يصطاد في الماء العكر ونحن سنفوت الفرصة عليهم، ولكن أعتقد أن على إخواننا في كافة الفصائل أن يتحملوا مسؤولياتهم. فهناك أكثر من حادثة وقعت هذا الأسبوع ضد أبناء شعبنا وضد القوة الأمنية نفسها وضمن جو المجموعات المعروفة نفسها، فلا يجوز السكوت على قتلة يراهم الناس يسرحون ويمرحون على طرقات المخيم، لأن السكوت يعني أنهم يرتكبون جريمة بحق أبناء شعبنا. من هنا، أدق ناقوس الخطر لكل الفصائل وليتحملوا مسؤولياتهم بعيداً عن الإعلام. سأكتفي بهذا الكلام الآن، ولكن في ما بعد سأحكي أكثر ولدي معطيات كثيرة أقولها. يُفترض أن يتم توقيف هؤلاء القتلة الذين يسرحون ويمرحون، وإذا لم يوضع لهم حد، فنحن سنتحمل مسؤوليتنا على أكمل وجه، وهذا أقل واجب ممكن تجاه أبناء شعبنا".

 

المتابعة الفلسطينية تدين

وصدر عن لجنة المتابعة الفلسطينية في مخيم عين الحلوة لاحقاً بيان، دانت فيه محاولة اغتيال أحمد عيسى متمنية له الشفاء العاجل. ودعت أهالي المخيم إلى التضامن والوحدة وعدم الانجرار إلى الفتنة، وأعلنت تكليف لجنة تحقيق بالعمل الفوري لكشف ملابسات الحادثة وتحديد هوية الفاعل وأهدافه. كما كلّفت وفداً من قبلها للتواصل مع عائلة عيسى للتضامن معها. وأكدت لجنة المتابعة على دور القوة الأمنية الفلسطينية والمطالبة بتعزيزها ودعمها لما فيه مصلحة المخيم واهله.