فتح ميديا/  لبنان، وقّعت الكاتبة الفلسطينية روايتها "ليمونة..تان" في حفل أقيم في قاعة ناجي العلي في مخيم عين الحلوة، حضر التوقيع قيادات فلسطينية ومؤسسات وجمعيات أهلية وبعض من المجتمع المدني والمحلي.
 أُفتتح الحفل بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ثم قدمت الحفل الشاعرة انتصار الدنان فتحدثت عن ليمون تان عنوان الرواية، فما إن تقرأ هذا العنوان حتى ينتابك شعور بالتساؤل حول هذا العنوان، أتكون الرواية فعلاً تدور أحداثها حول ليمونتين تؤكلان وينتهي الموضوع.

فتحدثت عن قراءتها للرواية، فتفاجأت بالليمونتان تطرح قضايا عديدة، شبابية واجتماعية، ودينية. فلفتها موضوع النجاح، فلسطينية والأولى في دفعتها لكنها لم تحصل على عمل، لأنها باختصار فلسطينية، وهي تفتقر للواسطة.

قضية عمل الفلسطيني في الخارج، طرحتها وبكل جرأة، لتضع الإصبع على الألم الفلسطيني، على الوجع الذي يلازمه من مكان إلى مكان، الفلسطيني الذي دائماً مستقبله وعائلته عرضة للخطر، كما طرحت قضية الفقر، والعمل والتعب والتشرد، جميع هذه القضايا صاغتها بقالب أدبي استطاعت من خلال ليمونتان أن تتطرق إليها بكل جرأة، علّ هناك آذاناً صاغية تتنبه للمخاطر التي يمتلأ بها مجتمعنا، هي فلسطينية من قلب الوجع الفلسطيني نبتت لتطرح هذا الوجع لمن يغفل وينام.

وبعدها تحدثت الكاتبة عن معاناتنا الوجودية اليومية كفلسطينيين تشكلنا، وترسم لوحة حياتنا بالنور، لون النهار، الواحد رغم تعدد طيات أطيافه.

أجل هذا ما نحن عليه، شعب واحد ورؤية واحدة ومصير واحد، حتى وإن انكسر بعامل خارجي، فتراءت للناظر حقيقته، سوف تتبدى هذه الحقيقة لوحة ملونة يشتاقها الجميع، ويحبونها، وينظرون إليها وهم يرفعون الرؤوس.

وقالت، إن "التغيير من واقع مقهوريتنا، ومن حقيقة أحقيتنا بفلسطين الحبيبة، قد يكون بتغيير الموروث اللغوي، الذي يشكل الوعي الجمعي للفئات الاجتماعية المختلفة، ومن هذا المنطلق أقول فلنشيع ثقافة الحب والإخاء، ولنوجد مفاهيم الحق والإنسانية، فلولا أن الكلمة أقرب طريق إلى فهم وأذهان وضمائر البشر، ولولا حقيقة أن اللغة هي الوسيلة الأكثر قابلية للحياة والشيوع والاستمرار والتأثير، لما أوجدها الله واختارها سبيلاً ليخبرنا عز وجل عن نفسه.

أجل هكذا نبقى وهكذا نحمي نضالات أبطالنا، وتضحيات عظمائنا وقاداتنا، وهكذا نتساوى مع الإنسان أي إنسان في كل زمان ومكان، فلنخاطبهم باللغة التي يفهمونها، بكونهم وكوننا بشراً سواسية، نتألم وننكسر كما نفرح ونرقص، علّ أعين الأمهات اللواتي قدمن المهج، وهن يرقصن ألماً أمام عدسات الكاميرات تنام قريرة يوماً.

وإن كنا شعب الجبارين، فتحية للألم الذي صنعنا، ولكنه لم يمت فينا قلوبنا، أليس كذلك؟ وما رقصنا بين شهيدين إلا دليل على إنسانيتنا، فلنقل للعالم الذي يجلد فينا ويقتلنا، باختيارنا لصورة البطل الذي لا يقهر، أن فينا أطفالاً ونساء وأعماراً من الحب والتفاني تستحق أن تحيا، وهي تحمل له غصن الزيتون وإن حملت على كتفها بندقية.

أقول فلنحاول أن نوجد واقعاً مغايراً من خلال الكلمة.

وأقول لكم نحن على هذه الأرض من يستحق الحياة.

وإن كانت الآه نعم فلسطينية فنعم للحياة.

وختمت االشاعرة انتصار الدنان الحفل بشكر جميع الحضور وبشكر من  يساهم في مساعدة هذه الطاقات الشابة التي تستطيع أن تطرح القضايا التي تخص مجتمعنا الفلسطيني، ودعوة للكاتبة ان تمضي في طريقها الأدبي، وان تتحلى دائما بالجرأة في طرح موضوعاتها الأدبية.