لم تكن تتخيل عائلة السائق محمد أبو العينين، أن معيلها الوحيد, سيعود ذات يوم محمولا في سيارة إسعاف وقد شوهت النيران معالم جسده وأجزاء من وجهه، وجعلت من ابتسامته المعروفة أمنية مستحيلة العودة،  وذلك في قصة ظلم تتكرر يوميا في أنحاء قطاع غزة، مع تفاقم الأوضاع المعيشية والإقتصادية للسكان بالتزامن مع ازدياد نسبة تسلط وتجبر سلطة الأمر الواقع على المواطنين البسطاء لجمع أكبر قدر من الضرائب.

ونشر نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي،  صورة السائق أبو العينين، والذي يرقد في مستشفى ناصر بمدينة خانيونس، ووصفت حالته بين متوسطة وخطيرة، بعد أن أقدم على سكب البنزين وحرق نفسه، احتجاجا على قيام عناصر حماس، بتحرير مخالفتين بقيمة 300 شيقل لكل واحدة منهما.

ويعمل أبو العينين سائقا داخليا في قطاع غزة،  لكسب قوت عياله، خاصة مع اقتراب السنة الدراسية الجديدة،  وعيد الأضحى المبارك، ووفقا لأحد أقرباؤه فإن الظروف الإقتصادية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة،  دفعت أبو العينين للعمل سائقا في محاولة لتغطية تكاليف الحياة المتراكمة.

ويضيف:” لدى وصول أبو العينين إلى كراج رفح الشرقي،  أوقفه أحد عناصر حماس، وحرر له مخالفة غير مستحقة،  وترجل قريبي من السيارة للحديث مع الشرطي، ولكن كان التهديد والوعيد بتحرير مخالفة أخرى إذا تكلم أو احتج على تلك الاجراءات”.

ويؤكد أحد أقرباء أبو العينين وهو شاهد على الحادث :” أنه بعد لحظات من الجدال بين الطرفين،  أقدم أحد عناصر حماس،  على تحرير مخالفة ثانية للسائق،  ليصبح مجموعهما 600 شيقل بمعدل 300 شيقل لكل واحدة “ ويردف :” وفي لحظة غضب وانفعال أخرج السائق علبة “بنزين” من السيارة وقام بسكبها على جسده، وأشعل النيران ليحترق ويقدم مواطنون مدنيون على إسعافه “.

وحول موقف شرطة حماس من الحادث، ذكر شاهد العيان :” أن الشرطي الذي قام بتحرير المخالفة للسائق أبو العينين، كان يتضاحك ويقول له :” أقتل نفسك فهناك 2 مليون غيرك”.

ويشتكي مئات السائقين في قطاع غزة، من إجراءات شرطة المرور التابعة لحركة حماس، ويصفونها في بعض الأحيان بالـ”حواجز الإسرائيلية” التي تسعى في بعض الأوقات لمخالفة بعضهم على الكلام، في سبيل جمع أكبر عدد من الأموال والضرائب لخزينة حركة حماس”.