قال الأمين العام للهيئة الإسلامية- المسيحية وخبير القانون الدولي، الدكتور حنا عيسى: إن "إسرائيل ضربت بعرض الحائط أكثر من 84 قراراً صدر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) بشأن مدينة القدس منذ العام 1968 وحتى الآن، والتي وجهت إدانة لإسرائيل في العديد منها، وأكدت على ضرورة الحفاظ على الطابع الديني والثقافي والسكاني للمدينة المقدسة خاصة القدس القديمة".

واعتبر عيسى، أن القرارات الصادرة عن منظمة (اليونسكو) والمتعلقة بدعم الحقوق الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس، تنسجم مع تطلعات المجتمع الدولي وقواعد القانون الدولي الرافضة لسياسة الاحتلال وإجراءاته الباطلة.
وأضاف الخبير في القانون الدولي، عيسى، "رغم صدور مثل هذه القرارات إلا أن إسرائيل على أرض الواقع لم تنفذ حتى الآن قرارات (اليونسكو) المتعلقة بمنعها من الاستمرار في الحفريات تحت المسجد الأقصى المبارك، أو بجواره، أو في مواقع أثرية أخرى في مدينة القدس".
ويتابع عيسى: "إن إسرائيل تحاول جاهدة وبشتى الوسائل انتهاك القرارات التي صدرت عن (اليونسكو) ولجنة التراث التابعة لها بخصوص القدس دون وازع أخلاقي أو قانوني أو اعتراف بالمواثيق والمعاهدات الدولية، مؤكداً خصوصية ما تحتضنه المدينة من مقدسات إسلامية ومسيحية".
وأشار الأمين العام للهيئة الإسلامية- المسيحية، إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية، تمكنت من تسجيل مدينة القدس ضمن قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، وأنها تتخذ جميع الخطوات اللازمة ضمن مسؤوليتها للمحافظة على تراث المدينة المقدسة وصيانته.
وبين عيسى أن السلطة الوطنية الفلسطينية وبالتعاون مع المجموعة العربية في (اليونسكو) ولجنة التراث العالمي، تمكنت من إفشال كل محاولات إسرائيل لإلغاء قرار (اليونسكو) المتعلق باعتبار القدس من المدن التراثية المهددة بالخطر.
ونوه إلى أن المطلوب دولياً هو متابعة تنفيذ قرارات (اليونسكو) المتعلقة بجميع الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها مدينة القدس التي تتمتع بوضع دولي  خاص لمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي من مواصلة انتهاكاتها الجسيمة بحق المدينة المقدسة والأماكن الدينية الأخرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ولفت عيسى إلى أن ذلك يتطلب تفعيل وتنفيذ القواعد القانونية ذات الصلة من قبل منظمات المجتمع الدولي  للحفاظ على مدينة القدس الشرقية الواقعة تحت نير الاحتلال الإسرائيلي، وترميم وصيانة الأماكن الدينية والتاريخية والتراثية فيها، بهدف تحقيق أماني وطموحات شعوب العالم في القدوم إليها وإقامة الطقوس الدينية المتعلقة بأتباع الديانات السماوية الثلاث (اليهودية والمسيحية والإسلام).