أكد رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس، ورئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب، التزامهما بالعمل من أجل التوصُّل إلى صفقة سلام تاريخية.

وشدَّد الرئيسان عباس وترامب في مؤتمر صحفي مشترَك في العاصمة واشنطن، بعيد لقائهما في البيت الأبيض، ضرورة بدء عملية تؤدي إلى سلام حقيقي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأكَّد الرئيس عبّاس أنَّ "خيارنا الاستراتيجي الوحيد، هو تحقيق مبدأ حل الدولتين، فلسطين على حدود العام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام واستقرار، مع دولة إسرائيل".

وقال الرئيس خلال المؤتمر الصحفي، إنَّ "تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتَين يعطي دفعة قوية لتحقيق مبادرة السلام العربية ويعزِّز التحالف الاقليمي والدولي لمحاربة وهزيمة التطرف والارهاب، خاصةً "داعش" الإجرامية التي لا تمتُّ إلى ديننا الحنيف بأية صلة، ويتيح الفرصة لأن تقوم الدول العربية والإسلامية بإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل وهذا بالضبط ما حدَّدته القمم العربية، التي كان آخرها قمة الأردن قبل أسابيع".

وأكد سيادته أنَّ جميع قضايا الوضع النهائي قابلة للحل بما يشمل اللاجئين والأسرى، وذلك استناداً للقانون الدولي والشرعية الدولية والمرجعيات المحددة، وقد نصَّت الاتفاقات السابقة على عدم اتخاذ أية خطوات أُحادية من شأنها استباق نتائج مفاوضات الوضع الدائم".

وقال الرئيس: "آن الأوان أن تنهي إسرائيل احتلالها لأرضنا وشعبنا بعد 50 عامًا من الاحتلال، نحن الشعب الوحيد الذي بقي في هذا العالم تحت الاحتلال، لذلك نريد أن نحصل على حريتنا وكرامتنا وعلى حقنا في تقرير المصير، وأن تعترف إسرائيل بدولة فلسطين كما نعترف نحن بدولة إسرائيل".

وأكَّد أننا نربي أطفالنا وأحفادنا وأولادنا على ثقافة السلام، ونسعى ليعيشوا بأمن وحرية وسلام مثل باقي أطفال العالم، بمن فيهم الأطفال الإسرائيليون.

وقال سيادته: "أحمل معي معاناة وأمل الشعب الفلسطيني لنجعل من الأرض المقدسة للديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام ملاذاً يوفّر الأمن والأمان والسلام والاستقرار والعدل للجميع".

وشكر الرئيس، نظيره الأميركي على دعوته الكريمة وحفاوة الاستقبال، وأعرب عن تطلُّعه للعمل معه للتوصُّل لهدفنا المشترك بتحقيق صفقة السلام التاريخية.

وأكَّد سيادته أنَّه يؤمن بقدرة الرئيس ترامب وإدارته على النجاح، وقال: "لديكم الإرادة والرغبة في هذا النجاح، ولذلك نحن إن شاء الله قادمون على فرصة جديدة ومناسبة جديدة لتحقيق السلام برعايتكم، وسنكون شركاء حقيقيين لكم لتحقيق معاهدة سلام تاريخية".

من جانبه، قال الرئيس الأمريكي: "إنَّ الرئيس عباس يعمل منذ 24 عامًا بشكل حقيقي وشُجاع لتحقيق السلام، وقد وقع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق رابين اتفاقًا لتحقيق الاستقرار والسلام للشعبين وللإقليم".

وأكد الرئيس ترامب التزامه بالعمل مع الجانبين من أجل التوصل إلى اتفاق سلام، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الولايات المتحدة أو أي جهة أخرى، لا تستطيع أن تفرض اتفاقًا على أي طرف، وأضاف: "على الفلسطينيين والإسرائيليين العمل مع بعضهم للتوصل إلى اتفاق كي يعيش الشعبان ويحقِّقا السلام والاستقرار، وسأفعل كل ما هو ممكن وضروري لتسهيل الوصول إلى اتفاق".

وشدَّد على أهمية الوصول إلى اتفاق سلام بين الجانبَين، وقال: "السلام مهم لوضع حد للمجموعات التي تهدد حياة الناس، وتحدثت مع الرئيس عبّاس حول كيفية محاربة تنظيم داعش والمجموعات الإرهابية الأخرى، وقد أكَّدنا ضرورة أن يكون هناك شراكة مع قوات الأمن الفلسطينية لمحاربة الإرهاب".

وأوضح الرئيس ترامب أنّه ناقش مع الرئيس عبّاس جهود إدارته من أجل أن يتحقَّق ذلك، ومن أجل إيجاد فرص اقتصادية للشعب الفلسطيني من خلال الشراكة بين الولايات المتحدة والفلسطينيين، عبر دعم القطاع الخاص ومحاربة الإرهاب وضمان الأمن الإقليمي للتقدم نحو السلام.

وجدَّد الرئيس الأميركي ترحيبه بالرئيس عباس، وقال: "إن هذه الزيارة تظهر عمق العلاقة والشراكة الخاصة التي تجمعنا معاً من أجل العمل لتحقيق التقدم وتوقيع اتفاق مع الإسرائيليين من شأنه أن يؤدي لتحقيق السلام بين الشعبَين".

وشدَّد على أنه سيعمل بكل جدية من أجل ذلك، مشيراً إلى أنَّ لقاءه مع الرئيس عباس "فرصة عظيمة لتحقيق السلام"، وقال: "نريد أن نبدأ عملية تؤدي إلى سلام حقيقي وسأبرهن أنَّ لدينا القدرة على ذلك".