بِسْم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نور الهدى محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

يا جماهير شعبنا الفلسطيني المناضل
بمناسبة الذكرى السنوية الثانية والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، وانطلاقة المارد الفتحاوي نتوجَّه باسم المكتب الإعلامي لحركة "فتح" في مخيَّم نهر البارد إلى شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده بأحر التحيات النضالية والقلبية لصموده وعنفوانه وتحمُّله كافة أشكال القهر والظلم والمعاناة التي حاقت به منذ النكبة الفلسطينية عام ١٩٤٨.
فمن رحم المعاناة، ومن رماد النكبة ومن أزقة المخيمات اشتعل فتيل الثورة الفلسطينية لهيباً ضد الظلم والقهر، وانطلقت حركتنا الرائدة لتعلنها ثورة حتى النصر.
فمن رماد النكبة إلى جمرة المقاومة إلى فكرة الدولة انتصارات تلو انتصارات..
فمن عيلبون كانت البداية إلى معركة الكرامة إلى بيروت الصمود إلى رام الله الأبية، سطّر الرمز ياسر عرفات أروع الملاحم البطولية مع القيادة الأمينة والجماهير الوفية لحركة الشهيد الأول والأسير والجريح الأول.. حركة الثورة والكفاح والنضال.. حركة المقاومة الشعبية والدبلوماسية .. حركة الصمود والشموخ والعنفوان "حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح".

يا جماهير شعبنا المناضل
في الذكرى الثانية والخمسين لانطلاقة المارد الفتحاوي، إننا في هذه الحركة سنواصل نضالنا وكفاحنا بعزيمة وارادة لا تلين على درب الحرية والاستقلال، ولم ولن نتعب من المضي قدمًا في مقاومة المحتل الصهيوني، لتحقيق أهدافنا العليا التي انطلقنا من أجلها منذ الأول من كانون الثاني لعام ١٩٦٥، والمتمثلة بكرامة الأرض والإنسان الفلسطينيَّين والدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
اثنان وخمسون عامًا من الكفاح والنضال 
اثنان وخمسون عامًا من الصمود والعطاء 
اثنان وخمسون عامًا وشعارنا لن يتغيّر "سنعود يومًا إلى فلسطين محررة وسنقيم دولتنا المستقلة والقدس الشريف عاصمة عربية إسلامية أبدية لفلسطيننا".

أيها الشعب العظيم: 
إن نضال حركتنا الرائدة لم يكن مقتصرا على مقاومة المحتل الصهيوني بالسلاح والمقاومة الشعبية فقط، بل كان وما زال فكر حركة فتح يعمل كمنظومة يجمع بين ثناياه العمل المقاوم وبناء الانسان الفلسطيني وتكريس الثقافة الفلسطينية بكل أبعادها التاريخية والدينية والحضارية، إدراكاً منّا أنَّ ما يستهدفه المحتل هو الذاكرة الفلسطينية والثقافة والتاريخ واللغة.

يا أبناء شعبنا المناضل:
"فلسطين وطنٌ لكلّ الفلسطينيين، وليست لفئة دون أخرى أو لفصيل دون آخر"، وإننا إذ نؤكّد ضرورة التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، فإننا نؤكّد أنها طوق النجاة للكلّ الفلسطيني.
لذلك من الحكمة والضرورة والانتماء الصادق لفلسطين الالتفاف حول القيادة الشرعية وعلى رأسها الثابت على الثوابت الوطنية سيادة الرئيس محمود عباس الذين أكّدوا حضور فلسطين الفعّال في كافة المحافل الدولية، فكانت الإنجازات الوطنية واحدة تلو الأخرى، وكان الاعتراف بدولتنا الفلسطينية، ورفع العَلم الفلسطيني ليحلق عاليًا في سماء الأمم المتحدة، وجاء قرار إدانة الاستيطان الاسرائيلي على أرضنا مؤخراً...
إن هذه الإنجازات الوطنية لم تُمنح لشعبنا الفلسطيني، لولا عقود من النضال التراكمي، ولولا الحراك الشعبي والسياسي والدبلوماسي، حيث أجادت قيادتنا السياسية والوطنية ادارة وقيادة كافة المراحل النضالية.
فإننا ماضون بمعركتنا الدبلوماسية ومستمرون بمقاومتنا الشعبية حتى تحقيق النصر والحريّة والاستقلال.

يا أبناء الديمومة:
الرهان اليوم على حركة "فتح" وقيادتها باعتبارها مفجّرة الثورة الفلسطينية والعمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية، وصاحبة المشروع الوطني والقرار المستقل،والأكثر صراحة مع شعبها.
وإن الأخ الرئيس أبو مازن الثابت على الثوابت، والذي يرفض جميع الضغوطات الأميركية والأوروبية والعربية يصرّ على الحقوق الوطنية الفلسطينية، ويرفض المساومة على هذه الحقوق، ويصمد أمام الحصار المالي والاقتصادي الذي تفرضه عليه معظم الدول.. هكذا تعلّم من مدرسة الشهيد عرفات..
نحن نموت واقفين ولن نركع، فقادتنا لا يموتون إلا واقفين.. ونحن لا نبيع ولا نشتري في القضايا الوطنية..

يا شعب الجبارين:
إننا في هذه الذكرى المجيدة، نؤكّد تمسكنا بالوحدة الوطنية ونبذ كافة أشكال الانقسام، فالوحدة الوطنية هي الركيزة الأولى لتحرير الوطن من المغتصبين الصهاينة.
كما إننا في هذه الذكرى نتوجّه بتحية فخر وعز إلى أبناء شعبنا الفلسطيني الذين هبّوا ليقولوا لا للاحتلال، وإلى المرابطين والمرابطات في القدس دفاعًا عن أقصانا المبارك، وإلى شهدائنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم رخيصة فداء للوطن، وإلى أسرانا البواسل "جنرالات الصبر" الذين سطروا بأمعائهم الخاوية أروع آيات النصر على الجلاد الصهيوني.

وأخيرا نسأل الله تعالى أن يمنّ علينا باحياء الذكرى العام القادم، ونحن في ربوع وأحضان وطننا الحبيب فلسطين محرَّرة، والقدس الشريف عاصمة دولتنا المستقلة.

الرحمة للشهداء
الحرية للأسرى
الشفاء العاجل للجرحى
وإنها لثورة حتى النصر

حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"
المكتب الإعلامي لشعبة نهر البارد 
الجمعة ٣٠-١٢-٢٠١٦