ذكرت القناة العبرية العاشرة بأن الأمن الإسرائيلي يدرس بجدية منح المئات من عمال القطاع تصاريح عمل بمستوطنات (غلاف غزة ) للتخفيف من ازمة العمال الزراعيين بالمنطقة .

وذكرت القناة كذلك بان هذا الإجراء الإسرائيلي المتوقع يرتبط بشكل اساسي بالهدوء الذي يشهده القطاع في ظل أحكام حماس سيطرتها على غزة.

وسوف يساهم هذا الإجراء في تعزيز العلاقة بين المستوطنين في مستوطنات (غلاف غزة ) و أبناء القطـــاع على حد زعم القناة العبرية العاشرة .

في نفس الوقت وتعليقا" على خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في المؤتمر السابع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، أبدى بعض قيادات حماس استغرابهم من الموقف السياسي الفلسطيني الرسمي حيث رفضت حماس إستراتيجية الرئيس الفلسطيني في التعاطي مع معطيات الصراع .

ولا أفهم هنا الفرق بين الموقف السياسي الفلسطيني الرسمي وبين موقف حماس الفعلي على الأرض في غزة . ففي حين أن الموقف الفلسطيني الرسمي المعلن هو ما تلتزم به حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، اي برنامجها السياسي؛ على العكس من حركة حماس التي تحافظ على الأمن وترفض المواجهة من غزة، ومع ذلك تراها  ما زالت تتحدث عن التحرير من البحر الى النهر و ترفع شعارات خيبر خيبر يا يهود .

وما زالت حماس تردد و بشكل خاص في الجامعات والمناظرات بأن  الجهاد المسلح (كما تقول) هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين .

حماس تعيش تناقض بين ما تقول وما تفعل وتمضي بممارسة التضليل السياسي علناً بطريقة مكشوفة للجميع .

لست هنا بمعرض إنتقاد حماس إنّما يهمني التأكيد أن علينا ان نعي ما نسمع وأن نفهم ما يٌقـــال. فلا يعقل ان تتحدث حماس عن الجهاد والمقاومة وهي ضابط الأمن الاول والأهم للقطاع الذي تحول الى مثال للهدوء. وبكل صدق انا مع هذا الهدوء، اذ أن القطاع وشعبنا الأبي هناك لا يحتمل مغامرات جديدة واختطاف متكرر بلا مقابل ، ولكن علينا أن نصدق الشعب ونصدق الجماهير ونتوقف عن التحريض خدمةً لمصالح حزبية ضيقة حيث تقوم حماس بالتحريض على المقاومة في الضفة الفلسطينية وتضبط الأمن في غزة الفلسطينية .

إنّ شعبنا بحاجة للتنمية في مختلف الصعد وفي كل مكان. وبحاجة كذلك الى اقتصاد قوي يخلق فرص عمـــل لتمكين المجتمع اقتصادياً واجتماعياً وتخفيف نسبة البطالة المرتفعة .لكن الحاجة الابرز لشعبنا الان هي ان نصدقه الفعل والبرنامج والا نغامر في ما حققناه فالهدف الفلسطيني الحقيقي والواضح بدون تضليل ولا مبالغة للجميع هو اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على أراضينا المحتلة عام 1967.

نريد للقطاع الحبيب ولأهله الكرامة والعزة ونريد لدولة فلسطين أن تكون كما يجب أن تكون على امتداد أراضينا المحتلة عام 1967 بما فيها قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية .

لا نريد صفقات أمنية ولا تسويات مؤقتة، ولا نريد مماحكة تنظيمية فشعبنا بحاجه الى الوحدة الوطنية والدولة الفلسطينية هي البوابة للخروج من كل الازمات الداخلية الحياتية والبوابة للعيش بكرامة وحرية وسلام على أرض السلام.

مقالي هو دعوة للتفكر ..لعلنا نتوقف عن التعاطي مع التضليل الحزبي المقيت ونواجه مشاكل شعبنا اللاقتصادية والاجتماعية والسياسية .

مقالي هو دعوة للوحدة الوطنية لنتجاوز معا" كل ما نتج عن الإنقلاب ولنحتكم جميعا" لصاحب الرأب الأول والاخير ..الناخب الفلسطيني .

ومن جديد أقول لحماس عليكم بالوحدة فهي الطريق لمستقبل أمن، وعليكم بالصدق فهو المنُجي وتذكروا بأن فلسطين اليوم بحاجة الى فعل حقيقي و مؤثر  .. فعل ممكن ومقبول عربيا" بدون إرتهان ودوليا" بدون تفريط وهو ما تقوم به حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والقيادة الفلسطينية .