بيروت في 5 تشرين الأول/ أكتوبر 2016

اجتمع اليوم رئيس الحكومة اللبنانية وممثلون عن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتذكير العالم بأنّ محنة لاجئي فلسطين المشردين من مخيم نهر البارد ما زالت مستمرة بعد مرور عشر سنوات على تدميره.

حتى تاريخه، تمّ استكمال حوالي 50% من مشروع إعادة إعمار هذا المخيم بفضل هبات سخية ومتنوعة. وإذا ما اعتمدنا على التمويل الحالي، من المتوقّع أن تعود 2670 عائلة (أي 11062 شخصا أو 54% من السكان) إلى البيوت المعاد بناؤها بحلول منتصف عام 2017. ولكن ما زلنا بحاجة إلى جهود إضافية لتطبيق الالتزامات الأساسية التي تعّهد بها المجتمع الدولي.

في الوقت نفسه، ما زالت 2264 عائلة (أي حوالي نصف السكان النازحين) تنتظر إعادة بناء بيوتها علمًا أنّ عددا كبيرا منها يعيش في ظروف مأساوية في ظل مستقبل يلفه عدم اليقين بسبب النقص في التمويل الّلازم لاستكمال عملية إعادة الإعمار.

وخلال الاجتماع، ناقش المجتمعون كيفية المضي قدمًا بهذا الشأن وتعهّدوا مجتمعين بتقديم مبلغ إضافي وقدره 36.1 مليون دولار أميركي.  وبفضل المساهمات السخية  المقدمة من ألمانيا (15 مليون يورو) والاتحاد الأوروبي (12 مليون يورو) وايطاليا (1.25مليون يورو)، ستتمكّن 904 عائلات من العودة إلى المخيم وسيتمّ بناء 189 محلا تجاريا.

نتيجة لمساهمات اليوم، سيتمكّن 72% ممن تشرّدوا من العودة إلى بيوتهم.  في هذا الإطار، تسعى الأونروا مع الحكومة اللبنانية والجهات المانحة للتأكيد على إعادة إعمار مخيم نهر البارد بشكل كامل.

 

تساهم إعادة إعمار المخيم في الحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان وتسمح لسكان المخيم بإعادة بناء اقتصادهم وحياتهم الاجتماعية.

ونظرًا لأهمية موضوع مخيم نهر البارد، سلّطت الحكومة الضوء على مشروع إعادة إعماره بصفته واحدًا من مشاريع البنى التحتية الثلاثة الأهمّ خلال مؤتمر سوريا الذي عقد في لندن في وقت سابق من هذا العام.

إلى جانب ذلك، زار أمين عام الأمم المتحدة السيد بان كي مون مخيم نهر البارد في 25 آذار/ مارس 2016 ودعا المجتمع الدولي إلى الاستمرار في دعمه لوضع استكمال هذا المشروع في صلب الأولويات. هذا وأكّد رئيس مجلس الوزراء اللبناني مؤخرا على هذه الأولوية في نيويورك.

شاهدنا اليوم قصصا إنسانية تحمل رسالة قوية مفادها أنّ إعادة الإعمار لا تقتصر على البيوت والبنى التحتية فحسب بل تتخطاها إلى إعادة اللحمة إلى مجتمع تشتت بسبب أحداث عام 2007 ، مجتمع ما زال يعاني للنهوض مجدّدًا. هي قصص تعكس محنة لاجئي فلسطين في المنطقة برمّتها.

لا شكّ في أنّ المساهمات التي تمّ التعهد بها اليوم تشكل دفعًا لا بد من البناء عليه لاستكمال مشروع إعادة إعمار مخيم نهر البارد وإلا فنحن نوشك على عزل من تبقى من النارحين وتركهم أسرى اليأس والإحباط.

نحثّ إذًا المجتمع الدولي على الالتزام للمرّة الأخيرة لجمع مبلغ 105.9 مليون دولار لاستكمال ما تبقى من هذا المشروع.