اعتصم أهالي مخيم الجليل اليوم تضامناً مع أهلي مخيم نهر البارد، وقال عضو اللجنة الشعبية في مخيم الجليل فؤاد حسين، أننا بتنا في عصر الجاهلية، ها نحن نستفيق اليوم على مأساة جديدة بحق أبناء شعبنا، مأساة لم ترحم طفلة ولا مسن، ثلاث ساعات قضتها الطفلة اسراء مصطفى اسماعيل، ابنة الخمسة أعوام وهي من سكان مخيم نهر البارد بانتظار أن تنقل إلى مستشفى قادرة على توفير جهاز تنفس أثر اصابتها بحادث صدم بسيارة عندما كانت تحاول اجتياز الطريق هي وجدتها باتجاه منزلها. رغم براءة الطفولةلم تشفع نداءات الاستغاثة لتترك حتى تموت. لقد بلغ الاهمال بوضعنا حداً لم يعد أحد يستطيع أن يسكت عليه .

فالطفلة اسراء فارقت الحياة في ظل عدم قدرة عائلة اسماعيل الفقيرة على تأمين العلاج لطفلتهم في مستشفى خاص نظراً للكلفة المادية التي تحتاجها لخطورة وضعها الصحي. في حين لم يكن المعنيون في الأونروا مستعدون لسماع نداءاتها ونداءات جدتها. لقد صمت الأونروا آذانها مشاركة في اغتيال الطفولة واغتيال عجز اللاجئ الفلسطيني. ليس في مخيم نهر البارد فحسب بل في سائر المخيمات .

إننا اليوم إذ نقف هذه الوقفة التضامنية استنكاراً للإهمال الطبي بحق الطفلة اسراء والحاجة وداد مصطفى وتضامناً مع كافة أبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان .

لقد دقت اسراء ناقوس الخطر فكلنا معرضون لهذا الواقع أينما كنا وعليه فإننا ندعو الأونروا وبشكل فوري إلى ما يلي:

أولاً: تشكيل لجنة تحقيق للوقوف على حقيقة ما جرى، لأن المعطيات الأولية تشير إلى تقصير من الأونروا التي عجزت عن تأمين مستشفى تخصصي يستطيع مواكبة حالة الطفلة التي هي ضحية جديدة من ضحايا تقليص خدمات الأونروا .

ثانياً: انشاء مستشفى خاص بالأونروا في مخيم نهر البارد .

ثالثاً: تحسين التعاقدات القائمة مع المستشفيات ووقف تقليصها فوراً .

رابعاً: الاستجابة لكافة المطالب المتعلقة بالملف الصحي التي قدمتها اللجان الشعبية .

كفى استهتاراً بحياة اللاجئ الفلسطيني، كفى ظلماً وقهراً بحجة عجز الموازنات .

رحم الله الطفلة اسراء وجدتها .