التقى سفير فلسطين في فرنسا سلمان الهرفي، اليوم الأربعاء، الرئيس الجديد لشبكة التعاون اللامركزي الفرنسية من اجل فلسطين دوني سوريزي والتي تضم عدداً من البلديات الفرنسية التي ترتبط بعلاقات توأمة وتعاون مع بلديات مدن وقرى ومخيمات فلسطينية.
وهنأ الهرفي سوريزي بانتخابه رئيساً للشبكة، معتبراً أنها تعبير عن ثقة المدن الفرنسية المرتبطة بعلاقات مع مدن فلسطينية، مؤكداً اهمية التعاون اللامركزي بين المدن والاقاليم الفرنسية مع المحليات الفلسطينية المختلفة، كطريقة للدفع والارتقاء بالعلاقات الثنائية الفلسطينية الفرنسية، وكإرادة حرة من اجل دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه.
وشدد الهرفي على ضرورة تطوير علاقات التعاون لتصل الى شراكة حقيقية بين المحليات والاقاليم في البلدين بما فيه مصلحة للشعبين الفلسطيني والفرنسي، وبما يساهم في ارساء قواعد السلام والعدل في فلسطين وفي المنطقة ككل.
بدوره، أكد سوريزي مواصلة العمل مع فلسطين بما يخدم قضية السلام والتنمية وتعميق العلاقات الفلسطينية الفرنسية، كما اطلع الهرفي على آخر التحضيرات والترتيبات التي تم انجازها للإعداد للمنتدى المقرر عقده في الخامس من تموز المقبل والذي سيتم خلاله تقييم مشاريع التعاون اللامركزي بين المدن الفرنسية ونظيراتها الفلسطينية والخروج بتوصيات محددة، من اجل انجازها بالصورة الأمثل.
في سياق آخر، بحث الهرفي مع الأمين العام لوزارة الخارجية الفرنسية كريستيان ماسيه في مقر الوزارة، في آخر المستجدات الخاصة بالمبادرة الفرنسية للسلام في الشرق الأوسط.
وعبر الهرفي عن شكر القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس لفرنسا وللقيادة الفرنسية على المجهودات التي تبذلها في سبيل التوصل لحل عادل ودائم وشامل للصراع في منطقة الشرق الأوسط. واعتبر الهرفي أن المبادرة الفرنسية اعادت فلسطين الى صدارة الاهتمامات الدولية ما يؤكد على اهمية التوصل الى حل لقضيتها، حل يضمن حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الوطنية كاملة دون نقصان. واشار الى جهود الرئيس محمود عباس في تحشيد العالم دعماً لها وخاصة دوره في صفوف دول الاتحاد الأفريقي والدول الاسيوية ومنظمة التعاون الاسلامي فضلاً عن الدول العربية.
وتطرق الهرفي الى ضرورة تعميق وتطوير العمل الفلسطيني الفرنسي المشترك باتجاه شراكة حقيقية في كل الاتجاهات، بما فيه صالح الطرفين والشعبين الصديقين.
بدوره، شكر ماسييه السفير الهرفي والقيادة والشعب الفلسطيني على الدعم السياسي والمعنوي الذي قدمته فلسطين لفرنسا في اوقات مختلفة، خاصة بعد ان استهدفتها يد الارهاب، حيث اعتبر ماسييه أن حضور الرئيس محمود عباس للمسيرة الدولية ضد الارهاب في باريس الى جانب الرئيس هولاند كانت لفتة جميلة انطبعت بذاكرة الفرنسيين.
وتطرق ماسييه الى المبادرة الفرنسية، مؤكداً انها جاءت تلبية لضرورات الحفاظ على حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد الممكن لانهاء الصراع المتواصل منذ سنوات طويلة، مؤكدا مواصلة العمل على الصعيد الدبلوماسي مع الدول التي اشتركت في مؤتمر باريس الوزاري ومع دول اخرى من اجل مواصلة مسار المبادرة فيما يخص لجان العمل وكذلك المؤتمر الدولي المنوي عقده قبل نهاية العام.
وقال: "خطاب وزير الخارجية جان مارك آيرولت المرتقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة يتضمن اخر مستجدات المبادرة الفرنسية".
وعبر ماسيه عن قلق فرنسا من عمليات الاستيطان المتزايدة في الضفة الغربية باعتبارها عمليات خطيرة جداً وتهدد فعلياً حل الدولتين.
وأشار الى التعاون الفرنسي الفلسطيني، مؤكداً رغبة فرنسا في تعميق وتطوير هذا التعاون مذكراً بإعادة فتح المركز الثقافي الفرنسي في غزة مؤخراً وبالعديد من المشاريع الفلسطينية الفرنسية سواء على الصعيد المركزي او اللامركزي.
من جهة أخرى تسلم الهرفي رسالة موقعة من وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت، تضمنت آخر التطورات والمستجدات بشأن المبادرة الفرنسية للسلام في الشرق الأوسط ومجموعات العمل المنوي تشكيلها، إضافة الى المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها