ألقى المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، اليوم الخميس، كلمة حول مسألة "الأخطار التي تهدد السلم والأمن الدوليين من جراء الأعمال الإرهابية"، وذلك في جلسة مفتوحة لمجلس الأمن ترأسها وزير خارجية مصر سامح شكري كون بلاده تتولى رئاسة المجلس هذا الشهر.

واستهل منصور كلمته بالإعراب عن الشكر والتقدير للوزير شكري على مشاركته وترؤسه الجلسة ولجمهورية مصر العربية على الجهود التي تبذلها إزاء قضايا منطقة الشرق الأوسط، وعلى وجه الخصوص قضية فلسطين.

وذكر أن مكافحة خطاب وأيديولوجيات الإرهاب التي تعصف بعالمنا، وتسبب الكثير من المعاناة والصدمات النفسية للمدنيين والدمار في العديد من البلدان تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة، وجماعية وشاملة ويجب أن تُرفض أيديولوجيات الجماعات الإرهابية الدينية المتطرفة، سواء كانت مسلمة، أو مسيحية أو يهودية.

وتابع: يجب التصدي لهذه الجماعات الإرهابية وأيديولوجياتها الخاطئة والخطيرة بجهود مسؤولة، وعمل تعاوني يستند بقوة على القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان. في حين يجب أن يبقى مجلس الأمن في طليعة هذا الجهد، فإن القضاء على هذه الآفة يتطلب تعبئة كل قدراتنا في المجالات ذات الصلة من النظام الدولي، سواء كانت سياسية أو قانونية أو مالية.

وأضاف منصور: نحن على يقين أن احترام القانون الدولي وسياسة عدم التسامح مع الإفلات من العقاب قد يحول دون تعميق كثير من المظالم التي يستغلها المتطرفون لدفع أيديولوجياتهم ونموها، هذا بالطبع يشمل الظلم الذي طال أمده لقضية فلسطين، التي لا تزال يساء استخدامها من قبل المتطرفين لتبرير سلوكهم وأيديولوجياتهم البغيضة.

وأضاف أن دولة فلسطين تلتزم بالموقف الشامل لحركة عدم الانحياز ولمنظمة التعاون الإسلامي بشأن الأعمال الإرهابية التي تشكل واحدة من أكثر الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي، وتقوض حقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في الحياة والأمن، والحريات الأساسية للشعوب وتعرض سلامة الدول واستقرارها للخطر وكذلك الأمن الإقليمي والدولي.

وتابع السفير منصور: إن العنف والأعمال الإجرامية التي تهدف إلى إشاعة حالة من الرعب بين الأشخاص، أيا كانت أغراضها، واينما وقعت، وأيا كان مرتكبوها، لا يمكن تبريرها في أي ظرف من الظروف، ولا ينبغي أن يكون هناك أي استثناء أو انتقائية في تطبيق هذا المبدأ، ونحن نسعى إلى مكافحة الايديولوجيات والجماعات المتطرفة ووضع حد لإرهابهم.

واختتم كلمته بالتأكيد مجدداً على ضرورة عدم الخلط بين الإرهاب والنضال المشروع للشعوب الواقعة تحت السيطرة الاستعمارية أو الاحتلال الأجنبي من أجل تقرير المصير والتحرر الوطني.

وقال منصور: إنه وفقا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، فإن نضال الشعوب الواقعة تحت السيطرة الاستعمارية والاحتلال الأجنبي من أجل إعمال حقها في تقرير المصير والحرية، بما في ذلك نضال الشعب الفلسطيني لعقود من أجل تحقيق الحرية والعدالة، لا يشكل إرهاباً.