حسن خير بكير |تصوير: آية العمري
تحت رعاية سفارة دولة فلسطين في لبنان ممثّلة بالمستشار الاول حسان شيشنية، أحيت المؤسسات الأهلية الفلسطينية في مخيم برج البراجنة الذكرى الثامنة والستين لنكبة الشعب الفلسطيني في روضة القسام، صباح الخميس 12\5\2016 عبر نشاطات منوعة من اغانٍ ومعارض صُوَر عن النكبة والعاب رياضية ونشاطات فنية، ورسومات للأطفال، وعرض لتراثيات فلسطينية.
وشارك الى جانب المستشار شيشنية أعضاء قيادة حركة "فتح" في بيروت، وممثلو فصائل الثورة والقوى الاسلامية الفلسطينية واللجان الشعبية وقوى الامن الوطني الفلسطيني، والمؤسسات الفلسطينية الناشطة ضمن مخيم برج البراجنة، ودار الشيخوخة المسنة وحشد من فعاليات وكبار السن واهالي مخيم برج البراجنة.
وألقى شيشنية كلمة من وحي المناسبة قال فيها: "تحل الذكرى الثامنة والستون للنكبة الفلسطينية، وعيون الشعب بأكمله ترنو نحو اهداف الحرية والاستقلال والعودة، والتخلص من وحشية الاحتلال الاسرائيلي. إن احياء يوم النكبة هو تذكير العالم بما حدث ويحدث للشعب الفلسطيني  وان هذا الشعب الذي ما زال يعاني من الاحتلال لم ينسَ مأساته وانه مصمم ومتمسك بحقه بالعودة الى أرضه. ويهدف إحياء هذا اليوم الى ابقاء الذاكرة حية عند المجتمع الدولي وتأكيد مسؤوليته تجاه مأساة الشعب الفلسطيني والتنبيه الى التداعيات الكامنة وراء تجاهله كمجتمع لمأساة اللاجئين الفلسطينيين".
وتابع "يحيي شعبنا العظيم هذه المناسبة الأليمة ليس بالبكاء، والاستسلام أو التآكل والسكون، بل بتحويل ذاكرة النكبة الى قيامة مستمرة، وثورة لا تتوقّف، وتجليات ليس لها حدود، ابتداءً من تسجيل فلسطين حقيقة خالدة في وهج الذاكرة الجماعية، إلى ذاكرة الرصاص وذاكرة الحجارة، وذاكرة المقاومة الشعبية التي حولت النكبة الى اشتباك شامل مع الاحتلال من الجليل والمثلث والنقب الى القدس والضفة وغزة، الى مخيمات الشتات القريب والمنافي البعيدة.
سقطت أوهام الحركة الصهيونية وكيانها إسرائيل، سقطت الأوهام العدوانية حين قالوا إن الحل هو التوطين، أو الحل هو النسيان، أو الحل هو الصيَغ الملتبسة بين غزة وسيناء، سيناء لشعبها المصري ولن تكون غير ذلك، وفلسطين لشعبها ولن تكون غير ذلك ، الذاكرة مستمرة، والثورة مستمرة.
وبالرغم من كافة الظروف الصعبة التي تعصف بالمنطقة العربية والاقليمية، والتي ندرك تماماً ان أحد اهدافها يكمن في جعل القضية الفلسطينية ثانوية، إلا أن القيادة الفلسطينية استطاعت ان تحقق العديد من الانجازات الهامة لصالح قضيتنا وشعبنا، وجعل القضية الفلسطينية على سلم اولويات العالم، وفي هذا الصدد ذهب الرئيس محمود عباس مدعوماً بإيمانه العميق بحق شعبنا في ارضه وفي وطنه فلسطين الى الامم المتحدة ونالت فلسطين صفة الدولة بأغلبية ساحقة، وبانَ للقاصي والداني ان العالم الحر يقف الى جانب حقوق شعبنا، واستكمالاً للرؤية الاستراتيجية التي وضعتها القيادة لتدويل الصراع، وقّع سيادة الرئيس محمود عباس  على الوثائق القانونية اللازمة للانضمام للمؤسسات الدولية وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية واتفاقيات جنيف الاربع اضافة الى اكثر من ثلاثين منظمة ومعاهدة دولية، وتصاعدت الاعترافات الدولية بدولة فلسطين على كافة المستويات، وفرض عقوبات اقتصادية ومقاطعة لمؤسسات الاحتلال الاسرائيلي على كافة المستويات الاقتصادية والتعليمية والثقافية".
وتابع "وبموازاة الدبلوماسية الفلسطينية الناجحة، كانت أيضا حركة الـ(BDS)، لمقاطعة البضائع الإسرائيلية، وما زالت تنشط في كل أرجاء المعمورة، وقد حقّقت نجاحات كبيرة في التأثير على الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية وأدت الى مقاطعة الاحتلال أكاديمياً واقتصادياً في دول كانت في الماضي من أشد الداعمين لدولة الاحتلال. ولا بد ان نذكر بالقرار الهولندي الشجاع العام الماضي، و القاضي بوقف سداد تعويض الناجين اليهود عن ما يسمى ظلم النازية للقاطنين في المستوطنات في الاراضي المحتلة، هذا القرار دقّ مسماراً جديداً في نعش الاحتلال ليفتح الشهية والطريق أمام المزيد من الراغبين في مقاطعة الاحتلال وإخطاره بأن الحصن السياسي المنيع الذي وفرته بعض عواصم القرار في العالم لم يعد قابلاً للحماية والحصانة. فالعالم لم يعد غبياً أو مغيّباً خاصة في ظل ثورة المعلوماتية التي نقلت معاناة الفلسطيني بتجرد ووضوح وصراحة إلى العالم دون أن يتمكن مقص الرقيب من حجب الصورة أو قصها أو تجميلها. واذا تصفحنا الفيس بوك اليوم سنجده قد تحوّل الى مخيم للاجئين الفلسطينيين، هذا بحد ذاته هو العالم الجديد الذي أوجدته النكبة".
وختم كلمته قائلاً: "أنهي بما قاله الشاعر الفلسطيني الراحل الكبير محمود درويش: "الحكاية لا تبدأ من النهاية .. لم ننسَ البداية، لا مفاتيح بيوتنا، ولا مصابيح الطريق التي أضاءها دمنا، لا الشهداء الذين أخصبوا وحدة الأرض والشعب والتاريخ، ولا الأحياء الذين ولدوا على قارعة الطريق، الذي لا يؤدي إلا إلى الوطن الروح، ما دامت روح الوطن حية فينا".
وألقت الأخت أم زاهر السقا كلمة المؤسسات فقالت:  "في هذا اليوم تستوقفنا ذكرى أليمة...ذكرى حفرت في قلوبنا حروفاً من نار ...هي ذكرى احتلال فلسطين ونهبها وسرقة خيراتها وتهجير أهلها. ذاك التاريخ الذي كان وصمة عار على جبين كل حر وشريف يوم تكالبت على فلسطين قوى الشر فقلبت موازين القوى فيها. وتحوّل شعب فلسطين ينتظر استقلاله بثورة شبابه الملونة بدم الاستقلال، الى شعب حُطّمت كل آماله حين اقتلِع من ارضه وسُلِبت منه خيراته وبياراته، وعلى أرصفة الدول باتت صورته البائسة تمر كشريط يمثل مرارة هذه المسيرة. ونحن والذين كنا صغارًا أفَقنَا لنجدَ أنفسنا على قارعة الطرقات بعدما فقدنا الآمان وحُرِمنا لذة الاوطان .. فحملنا كل أحلامنا في صرة ووضعناها تحت رؤوسنا لتصبح وسادة نومنا في مشوار ليلنا في اعناقنا كانت مفاتيح المنازل توحي لنا بأصوات الابواب، وما زلنا نحمل المفاتيح ولو غابت الابواب فمفاتيح الوطن في وثائق نحملها ودماء نقدمها وشباب ثائر لا يستكين يقاتل بالحجر والمقلاع والسكين".