قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله، إنه لا سلام دون القدس، ولا دولة دون القدس الشرقية عاصمة لها".

وشدد "أن على المجتمع الدولي أن يدرك اليوم، أن السكوت عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته خاصة بحق القدس، إنما يؤجج الصراع ويجر المنطقة نحو المزيد من التعصب والكراهية".

وأضاف "لهذا فالمجتمع الدولي مطالب بأن يولي القدس وأهلها الحماية التي تستحقها، وأن يتصدى لكافة الممارسات اللاشرعية التي تتناقض مع مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان، كمدخل أساسي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا، وتجسيد سيادتنا في كنف دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، والقدس عاصمتها الأبدية".

جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر بيت المقدس الإسلامي الدولي السابع، يوم الثلاثاء برام الله، بحضور وزير الأوقاف يوسف ادعيس، ومفتي القدس والديار المقدسة محمد حسين، وعدد من ممثلي الطوائف المسيحية، والشخصيات الرسمية والاعتبارية.

وتابع رئيس الوزراء: "أجتمع بكم في رحاب مؤتمر بيت المقدس السابع، الذي تتضافر وتتحد في إطاره كافة الجهود دعما لصمود القدس وأهلها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وممارساته العنصرية. ويشرفني أن أنقل لكم تحيات سيادة الرئيس الأخ محمود عباس وتقديره الكبير للمشاركين في هذا المؤتمر الحيوي ورعاته والقائمين عليه، فقد تحول إلى تجمع وطني متنام وواسع النطاق، نؤكد من خلاله أن القدس ليست معزولة أو محاصرة أو منسية، وأننا أصحاب الأرض والحق والمكان".

وأوضح: "تزداد وتيرة الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية، في سباق محموم مع الزمن لمحاولة طمس هويتنا الوطنية والإنسانية ومصادرة عروبة وتاريخ المكان، حيث لا تزال القدس، مدينة السلام وأرض الأنبياء، مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ورفعة سيدنا المسيح عليه السلام، مدينة الأقصى والقيامة. وتئن تحت وطأة احتلال عسكري استيطاني وتضييقات تهدف إلى تفريغها وتهجير أهلها، وتتعرض مقدساتها الإسلامية والمسيحية لانتهاكات متعمدة وممنهجة، ويصادر حق شعبنا وضيوفه من السياح والحجاج في زيارتها وممارسة شعائرهم الدينية في رحابها".

وأردف رئيس الوزراء: "يأتي مؤتمر بيت المقدس محملا بالكثير من المسؤوليات، ليس فقط لتطويع أجندته ومخرجاته لتلبي احتياجات أبناء شعبنا في القدس المحتلة، بل ولحشد الالتفاف الدولي لتعزيز صمودهم وبقائهم في مواجهة مخططات التهويد والتهجير القسري. وفي هذا السياق، فإننا نشدد على أهمية الجهود التي تبذلها وزارة الأوقاف ومؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية، لإنشاء متحف المخطوطات والوثائق والفن الإسلامي، وفتح فرع لمؤسسة "السلام عليك ايها النبي"، التي تؤكد الهوية العربية الإسلامية لبلادنا، وتكرس الوعي الوطني والدولي إزاء حقوقنا التاريخية. وأؤكد لكم أن القيادة وعلى رأسها الرئيس محمود عباس والحكومة لن تتوانى عن تقديم الدعم والتسهيلات اللازمة لضمان تنفيذ هذين المشروعين الهامين، بالإضافة إلى دعم صندوق الزكاة".

وأضاف الحمد الله: "إن استمرار انعقاد هذا المؤتمر، الذي يأتي تكريسا لنهج المرحوم الحاج محمد أمين الحسيني، مفتي القدس وابنها البار، إنما يعد فرصة هامة لمراجعة وتقييم تدخلاتنا وأولويات عملنا في القدس، ومراكمة المزيد من العمل لنقف موحدين لحماية مقدساتها وتعزيز صمود أبنائها والحفاظ على هويتها وطابعها وتاريخها. وأتمنى عليكم التركيز على كل ما يخدم المواطن المقدسي ويدعم ثباته على أرضه".

وتابع رئيس الوزراء: "إننا ننظر إلى مؤتمر بيت المقدس، على أنه سلسلة متكاملة من العمل الوطني الدؤوب، ولهذا يجب أن تتركز الجهود حول استكمال توصيات العام الماضي، وأن تتحد جهود اللجنة العليا للقدس والمؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية، وكافة الصناديق الداعمة للقدس، العامة والخاصة والأهلية منها، ضمن خطة وطنية واحدة موحدة، لتحقيق أهدافنا المرجوة وتنمية المزيد من قدرة أهلنا في القدس على الثبات. واسمحوا لي، أن أعبر باسم شعبنا الفلسطيني، وقيادته الوطنية، وعلى رأسها الرئيس الأخ أبو مازن، عن تقديرنا للدور التاريخي والمسؤولية العظيمة التي تضطلع بها المملكة الأردنية الهاشمية لحماية القدس من كل محاولات التزييف والمصادرة والتهويد، وصون مقدساتنا الإسلامية والمسيحية. وأن نثمن عاليا جهود الملك عبد الله ورعايته للمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، ونشكر له مواقفه الملكية السامية تجاه القدس والأقصى المبارك، والقضية الفلسطينية برمتها".

واختتم الحمد الله كلمته قائلا: "سنبقى دائما موحدين خلف القدس، وسيبقى صمود وتضحيات أبنائها المحرك والموجه لعملنا حتى الوصول بمشروعنا الوطني إلى قدره الحتمي في الحرية والانعتاق والخلاص التام من الاحتلال الإسرائيلي ومن جدرانه واستيطانه".

بدوره، قال وزير الاوقاف والشؤون الدينية يوسف ادعيس، "إن مؤتمرنا هذا يأتي بالتزامن مع احتفال العالم باسره، بذكرى هزيمة النازية والفاشية والقهر والظلم، الذي نتطلع كفلسطينيين ايضا الى التخلص منه واقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وان هذا المؤتمر، هو امتداد لمؤتمر بيت المقدس الاسلامي الاول الذي عقده المفتي المرحوم الحاج امين الحسيني على ارض فلسطين عام 1931، وها نحن هذا ماضون في عقده بتوجيهات من سيادة الرئيس محمود عباس، حيث يخصص هذا العام للزكاة، في ظل اوضاع اقتصادية بالغة الصعوبة، وهنا يأتي دور الزكاة في تعزيز الترابط المجتمعي ومساعدة الفقراء والمحتاجين".

واضاف "ان التخطيط الاستراتيجي له اثر كبير في تحقيق اهداف مؤسسات الزكاة وتطوير عملها لتحقيق الامن المجتمعي، الذي ينعكس نموا وازدهارا على الاقتصاد، وللقضاء على الافكار المنحرفة، التي اصبحت مشكلة العصر خاصة في بلاد العرب".

وقال مفتي القدس والديار المقدسة محمد حسين "إن هذا المؤتمر هو تأكيد على حقيقة ان القدس عربية اسلامية بحضارتها العريقة، مشيرا الى ان العزيمة على استمرار عقد هذا المؤتمر، هو تأكيد على كل هذه المعاني في ذكرى الاسراء والمعراج".

واضاف "ان هذه المعاني الاسلامية والمسيحية ذات البعد الوطني منذ ايام العهدة العمرية، والدفاع عن القدس ليس واجبا على الفلسطينيين وحدهم فهم يدافعون بأرواحهم ويرابطون في القدس والاقصى، وهذا واجب على كل عربي ومسلم، وان القيمة الدينية للزكاة عالية جدا فهي الركن الثاني بعد الصلاة، من اركان الاسلام، وهي قيمة تزكي النفس والاخلاق وتعزز العدالة الاجتماعية".

واكد مفتي القدس ضرورة الخروج من المؤتمر بنتائج عن الاقصى والقدس، تعزز الرباط في القدس والاقصى.

من جانبه، اكد منيب المصري، احد القائمين على وقفية القدس، ضرورة توفير كل الاحتياجات لدعم الصمود المقدسي، في ظل ما تتعرض له المدينة من هجمة شرسة من الاحتلال، حيث اعتمدنا في عملنا في صندوق وقفية القدس على التمكين والتنمية.

وقال: كما ركزنا ايضا على دعم التعليم في القدس، وبرامج التمكين الاقتصادي بـ12 مشروعا مدعومة من صندوق المؤتمر الاسلامي، واحياء التراث المقدسي، ومشروع استثماري سكني للشباب المقدسي.

واشار المصري الى انه وبشكل عام فان الكل مقصر بدعم القدس كما يجب وكما هو مطلوب، هذا الامر يتطلب الوحدة ومضاعفة الجهود.