يرى العديد من المحللين والمعنيين بشؤون الأسرى ترشيح القائد الأرجنتيني ادولفو بيريز اسكيفيل الحاصل على جائزة نوبل للسلام سنة 1980، الأسير مروان البرغوثي للجائزة، خطوة هامة تنعكس إيجابيا على قضية نحو 5600 أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، كما تشرعن النضال الوطني الفلسطيني.

ولدعم الترشيح اطلقت يوم أمس الثلاثاء حملة وطنية من قبل هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بالشراكة مع المجلس التشريعي، ونادي الأسير، والهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى، والمؤسسات والفعاليات المجتمعية والوطنية.

ومروان البرغوثي قيادي بارز في حركة فتح، وعضو اللجنة المركزية فيها، اختطفته قوات الاحتلال الإسرائيلي من مدينة رام الله يوم 15-4-2002، وحكمت عليه بالسجن خمس مؤبدات وأربعين عاماً ويقبع الآن في سجن "هداريم".

وقالت المحامية فدوى البرغوثي زوجة الأسير مروان إن ترشيح زوجها الذي قضى 22 عامًا في سجون الاحتلال، وسبعة أعوامٍ في الإبعاد والإقامة الجبرية، للحصول على الجائزة، "يشكل دعمًا للشعب الفلسطيني ولنضاله المستمر ضد المحتل، فالترشيح للشعب الفلسطيني كله وهو تأكيد أنه سينال الحرية والاستقلال".

وأكدت أن هذه الخطوة "مهمة في شرعنة النضال الوطني فلسطيني والتأسيس لحلف عالمي كبير من كل الأمميين المؤمنين بالسلام والحرية، ليقفوا إلى جانب القضية الفلسطينية، وإيصال رسالة للعالم أجمع بأن الأسرى هم مناضلون ضحوا بحياتهم وحريتهم من أجل تحقيق الحرية، وليسوا ارهابيين كما تدّعي إسرائيل".

وأوضحت أن هذا "الترشح يعبر بالدرجة الأولى عن ارادة المناضل الحقيقية في الحصول على الحرية والإستقلال، بالتالي فإن ترشيح البرغوثي هو ترشيح للكل الفلسطيني، ويخرج الشعب الفلسطيني من حالة الفصائلية والحزبية".

وقالت فدوى البرغوثي إن الفكرة بدأت حين قام المناضل اسكيفيل، عضو اللجنة الدولية العليا، بتسجيل كتاب ترشيح، يتحدث فيه عن أهمية ترشيح البرغوثي، حيث قام بتسليم هذا الكتاب الى لجنة جائزة نوبل في العاصمة النرويجية أوسلو.

وعن إمكانية قيام اسرائيل بالحيلولة دون ترشحه، قالت "إن اسرائيل واللوبي الصهيوني يعملان من أجل حرف البوصلة عن النضال الوطني وسحب شرعية مقاومة الشعب الفلسطيني، ونحن ندرك تمامًا بأنه سيقوم بعمل كل شيء من أجل الحيلولة دون حصول مروان على الجائزة".

من جانبها، قالت محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام إن الترشح للجائزة "من شأنه قرع جدران الخزان عالميًا للتنبيه بقضية الأسرى، وإيصال رسالة للعالم أجمع بأن آخر وأبشع احتلال على وجه الأرض يأسر شبابنا بتهمة أنهم فلسطينيون أحرار يريدون العيش بحرية وسلام على أرض فلسطين، وبالتالي يجب على العالم أجمع أن يعي قضية أسرانا لما يعانوه من ظلم في سجون الاحتلال".

وأشارت الى أن الجائزة لها دلالات معنوية لكافة الأسرى، وقد ترفع من معنوياتهم وتعزز من صمودهم.

من جانبه، بين رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى أمين شومان أن ترشيح أسير فلسطيني للمرة الأولى، "يعني أن النضال الوطني الفلسطيني هو نضال مشروع وله الحق في إنهاء الاحتلال والاستيطان".

"عندما يتم ترشيح البرغوثي بجائزة نوبل للسلام، هذا يعني أننا طلاب سلام، وأننا نريد دولة تنعم بالسلام، ولا نريد القتل، لذلك في هذا اليوم ينتصر النضال الوطني الفلسطيني بترشيح البرغوثي، كم أنه يفتح الباب أمام الأسرى داخل السجون بأنهم أسرى حرية وليسوا إرهابيين كما تصفهم إسرائيل، التي تصر على إبقائهم في السجون مدى الحياة" قال شومان.

واضاف: أن ما جرى من حملة دولية للتضامن مع مروان البرغوثي في جنوب إفريقيا سابقا، يعني أنه سيكون نموذجًا كنموذج مانديلا في حال حصوله على هذه الجائزة بعد ترشحه لها.

الى ذلك، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى عيسى قراقع إن لهذه الجائزة "معانيَ وأبعاداً سياسية وقانونية، وتؤكد للعالم ضرورة عدم تجاهل من ضحى بحريته وحياته، في سبيل تحرير الوطن ونيل الحرية والكرامة".

وأشار قراقع إلى أنها تمثل دعمًا لحقوق الشعب الفلسطيني، سواء على المستوى المحلي أو المستوى الدولي، معتبراً انها خطوة نحو اعتراف العالم بشرعية النضال الشعبي.