عبرت الجماهير الفلسطينية في مخيمات صيدا عن رفضها وسخطها لسياسـة الأونروا التقليصية والتي باتت تطال كافة الملفات والتقديمات الصحية منها بشكل خاص وحيث باتت تمس كل بيت وكل عائلة فلسطينية، ولذات الغاية نظمت اعتصاماً جماهيرياً حاشداً شاركت فيه الفصائل والقوى الوطنية والتجمعات الشبابية والمبادرة الشعبية، ومؤسسات المجتمع المدني، ولجان القواطع آمين سر منظمة التحرير الفلسطينية والأحياء، والعميد ماهر شبايطة .

بدأ عريف الحفل محمود أبو سويد بالاشارة إلى حجم المؤامرة التي تستهدف الأقطار الخمسة بشكل عام ولبنان بشكل خاص، وتقدم المتحدثين أبو بسام المقدح بإسم اللجان الشعبية في صيدا فاشار من خلالها لحجم المؤامرة التي تحيكها الأونروا بهدف النيل من ملف اللاجئين وشطب حق العودة والاطباق الكامل على حقوق شعبنا الوطنية، وأكد على أنه سيتم التصدي بكل الطرق السلمية وبشكل تصاعدي لمواجهة المؤامرة .

وفي نهاية الاعتصام قدمت اللجان الشعبية في صيدا مذكرة احتجاج إلى مدير خدمات المخيم عبد الناصر السعدي بإسم المعتصمين وجاء فيها:

 السيد ماتياس شمالي المدير العام للأونروا في لبنان، إننا وبإسم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان المحرومين من كافة حقوقهم المدنية والاجتماعية والانسانية ويعانون الكثير من الازمات التي تهدد حياتنا ونحن نعاني ونكابد ونكافح من أجل البقاء حيث لا ضمانة لمستقبل أجيالنا، ومع إنتشار البطالة والفقر والحرمان الذين يهددون حياة أبنائنا وأجيالنا، ونحن ندرك تماماً أن تمسكنا بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين أصبح الحفاظ عليها مطلباً ضرورياً من أجل تأمين الخدمات المنوطة بالأونروا اللازمة لتخفيف الأعباء عن كاهل اللاجئين، وفي الوقت الذي يواجه فيه اللاجئين أسوأ ظروف يمرون بها وهم بحاجة الى دعم يمكنهم من العيش بكرامة، نحن نرى أن الأونروا تتعاطى مع ملف حقوق اللاجئين باستخفاف دون الالتفاته إلى الظلم ومرارة العيش الذين يواجهونهم، فقد طالعنا سيادتكم بقرارات صادمة كان لوقعها في نفوس اللاجئين أسوء أثر على واقع حياة اللاجئين الفلسطينيين.

السيد المدير العام إن السياسة التي تنتهجونها من خلال إصداركم قراراتكم الظالمة شكلت طعنة غادرة وقوية في ظهر كل لاجئ، وأنتم حضرتكم الذين اتيتم من مدرسة الصليب الأحمر الدولي التي تحمل الصفة الانسانية والحيادية وتعملون في ظروف صعبة وكنتم قد أطليتم برسالتكم الانسانية على واقع وحياة الشعب اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ومعاناته، وكنا نأمل خيراً بإستلامك لهذا المنصب الا انه مع بداية تقلدك هذا المنصب تم الاعلان مباشرة عن أزمة العجز المالي وأصدرتم القرارات الظالمة تحت ذريعة الازمة وكان أخطرها وقف التوظيف للاجئين، ولا نستغرب اليوم السياسة المتبعة والتي تمثلت بعملية تدوير موازنة قسم الصحة بالأونروا وأنتم الذين تدركون حجم الألم والضرر الذي يقع على اللاجئين الفلسطينيين، وفي الوقت الذي كان يجب على الأونروا النظر من زاوية واجباتها في تأمين خدمات الاغاثة والتشغيل للاجئين، من هذا المنطلق نضع ملاحظاتنا على سياسة التعديلات الاستشفائية، إن المقاربة التي تفضلتم بها عن تقديمات الأونروا في المجال الصحي وبين تقديمات وزارة الصحة اللبنانية لا تستند هذه المقاربة إلى اية حقيقة واقعية، نحن وأنتم ندرك حقيقة أن وزارة الصحة اللبنانية لا تقدم اية مساعدة في المجال الصحي للاجئين الفلسطينيين، إن وزارة الصحة اللبنانية تتحمل ما نسبته 85% على كامل كلفة الفاتورة الاستشفائية وتتعاطى مع كافة الحالات المرضية دون استثناء، كذلك تتعاقد مع كافة المستشفيات وتقدم الدواء لكل الحالات المرضية وخصوصاً أصحاب الأمراض المستعصية والنادرة وأمراض الدم، ينما الاونروا تتعامل مع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان كالتالي: لديها تصنيفات تتعلق بالمستشفيات ولكل مستشفى تسعيرة خاصة، إن النسبة التقديرية لتسعيرة الاستشفاء بمستشفيات المستوى الثالث تبلغ 60% الإثني عشر يوماً بكلفة 5000$ كحد أقصى وهي لا تتناسب مع النسبة المئوية التي حددتموها، المعايير الخاصة بالحالات المرضية لا تتضمن كافة الحالات المرضية ودون الخوض بالتفصيليات، إن المستفيدين من المستوى الثاني هم الاكثر تضرراً من هذه التعديلات كونهم يمثلون ما نسبته 80% من اللاجئين وهم الأكثر فقراً وحاجة وتضرراً.

 حضرة المدير العام انكم لا تعلمون مدى انعكاس سياسة التعديلات الاستشفائية على المرضى والالم الذي يعانونه حيث انهم سيصبحون متسولين من أجل تأمين ثمن الدواء واجرة الطريق وفرق كلفة الاستشفاء خصوصاً في المستوى الثاني من المستشفيات، لذلك لم ولن نرضى أن يكون مرضانا ضحية سياسات ظالمة وقاهرة ولن نقبل أبداً لهم التسول، إن مطالب أبناء شعبنا الفلسطيني اللاجئ تتمثل بالتزام الأونروا بمطالبة المجتمع الدولي تأمين كل مقومات الحياة وزيادة الموازنة العامة للأونروا في لبنان وخصوصاً موازنة قسم الصحة وبما يتناسب وتغطيه نفقات تكلفة الاستشفاء.

  1.  ان تتحمل الاونروا ما نسبته 85% من كلفة الاستشفاء على كامل الفاتورة.
  2. ان تتعاطى الاونروا مع كافة الحالات المرضية دون استشناء.
  3.  الغاء تحديد النسب المؤوية للاستشفاء بالمستشفيات المتعاقد معها.
  4. الغاء الحد الاقصى لعدد ايام الاستشفاء.
  5.  زيادة كلفة الاستشفاء بحيث لا تنحصر التكلفة كحد أقصى 5000$ دولار اميركي من قيمة الفاتورة .

 بإسم اللجان الشعبية الفلسطينية والقوى الاسلامية والوطنية في صيدا نؤكد على تمسكنا بمطالبنا المحقة بخصوص سياسة الاستشفاء، ورفضنا المطلق لهذه السياسات الظالمة، ونطالبكم بالعودة عن قرارتكم المجحفة.

وتفضلوا بقبول التحية والاحترام فصائل منظمة التحرير الفلسطينية القوى الاسلامية فصائل قوى التحالف الوطني الفلسطيني اللجان الشعبية في منطقة صيدا.