هجمة كلام – قادة جهاز الامن يطلقون التهديدات نحو دمشق

يديعوت أحرونوت– من يوسي يهوشع:23/5

اشتعال فوري في الساحة الشمالية ودخول الى حرب متعددة الساحات – هذا هو السيناريو الذي يتكرر في تصريحات قادة الجيش وجهاز الامن في الايام الاخيرة، ويبدو أنه يدل على التوتر الشديد في الجبهة السورية والتخوف من التدهور الى مواجهة.

وأمس جاء دور قائد سلاح الجو، اللواء أمير ايشل الذي قال في خطاب في ندوة في معهد فيشر للبحوث الاستراتيجية في مقر سلاح الجو في هرتسيليا ان "الحرب يمكن أن تبدأ بشكل مفاجيء بالكثير من الاشكال، بما في ذلك أحداث منفردة تفترض منا استخدام كل طيف سلاح الجو في غضون بضع ساعات". واضاف اللواء ايشل بانه "في العام 2013 يمكن الانتصار في الحرب بشكل ذي مغزى، ولكن لم تعد هناك انتصارات بالضربة القاضية – والصليات الاخيرة هم الذين سيطلقونها. فالتفوق الجوي هو شرط للانتصار، والانتصار السريع. ويفهم الطرف الاخر ذلك، وعليه فقد استثمر الاسد المليارات في شراء صواريخ مضادة للطائرات، مثل S-300 التي توجد في طريقها من روسيا. يجب الحذر من الادمان الزائد على التكنولوجيا – اذا كان احد ما يعتقد باننا سنكبس زرا وننتصر، فانه مخطيء. لن تكون وصفة للحرب القادمة. يتعين علينا ان نعرف كيف نتصدى ايضا للاخفاقات والمفاجآت".

وفي وقت لاحق ألقى في الندوة أيضا وزير الدفاع موشيه بوغي يعلون كلمة قال فيها ان "الواقع قد ينقلب رأسا على عقب دفعة واحدة ويجب أن نكون جاهزين. وحتى لو كان الاسد يبث مؤخرا ثقة – فليس لهذا أساس في الواقع. في هذا الواقع نحن لا نتدخل في الحرب الاهلية، ولكن عند تعريض مصالحنا للخطر، مثلما في حالات نقل وسائل قتالية نوعية الى جهات معادية كحزب الله أو نقل سلاح كيميائي، من ناحيتنا يعد هذا خطا أحمر. كما أن من المهم لنا الحفاظ على الهدوء في الجولان وعلى سيادتنا هناك. يجب أن نكون جاهزين لكل تطور، ولكي لا أرى أن احدا في الطرف الاخر يسارع الى المعركة – فهو يفهم ما هو الثمن الباهظ الذي سيدفعه اذا ما فتح جبهة أمامنا".

وتحدث رئيس الاركان بيني غانتس في هذا الموضوع أول أمس في اعقاب تبادل لاطلاق النار على الحدود السورية فقال انه "اذا دهور الاسد هضبة الجولان فانه سيدفع الثمن وسيتعين عليه ان يتحمل النتائج. سنعرف كيف ندافع وكيف نرد عند الحاجة". اما أمس فقد ألقى غانتس كلمة في ختام دورة للقيادة فقال انه "في ضوء عدم الاستقرار في المنطقة فان الجيش يوجد امام سيناريو حقيقي من المواجهة متعددة الجبهات".

والى ذلك، تناول وزير الخارجية الامريكي جون كيري ما يجري في سوريا لدى زيارته الى عمان وقال ان الاف مقاتلي حزب الله وجنود ايرانيين يساعدون الاسد ويقاتلون الى جانب جنوده.

نُسخن أنفسنا فقط

يديعوت أحرونوت – من اليكس فيشمان:        23/5

اذا كانت دمشق والعالم لا يعرفان حتى يوم أمس ما هي خطط اسرائيل بشأن سوريا، فقد جاء قائد سلاح الجو أمير ايشل وبدد الغموض.

فقد كشف ايشل النقاب عن ان الجيش الاسرائيلي جاهز لحرب مفاجئة مع سوريا – أي أنه توجد خطط عملياتية، مقرة، يتدرب عليها الجيش. وتحدث بين السطور عن حرب قصيرة تبدأ بضربة نارية كبيرة. بل انه ألمح باوضاع تعمل فيها اسرائيل بالقوة في سوريا: اختفاء الاسد على نحو مفاجيء وفقدان السيطرة على ترسانة السلاح الاستراتيجي السوري. ولمثل هذا السيناريو معنى وذلك لانه اذا كان هدف الهجوم هو ترسانة السلاح، فلا يدور الحديث عن عملية جوية موضعية، بل عن هجوم على عشرات الاهداف على طول وعرض سوريا.

وكيفما نظرنا الى ذلك، فان ايشل نقل أمس رسالة تهديد الى سوريا. وهو لم يكن الوحيد. هذه الرسالة تنضم الى سلسلة أقوال تهديد أطلقها مسؤولون اسرائيليون كبار في الاسابيع الاخيرة. بدءاً بتسريب "المسؤول الكبير" الى "نيويورك تايمز" عن أن الاسد لن يبقى اذا هاجم اسرائيل، عبر وزير الدفاع وانتهاء برئيس الاركان. ويمكن للمواطن العادي ان يفترض بانه في سوريا تجري هذه الايام خطوة سرية ودراماتيكية، تؤدي الى مواجهة عسكرية قريبة مع اسرائيل.

وليس هذا. فليس معروفا عن أن سوريا تعتزم الهجوم على اسرائيل، واسرائيل، من جهتها، لا تعتزم الهجوم على سوريا. العكس هو الصحيح. في غضون عشرة ايام سيمدد مجلس الامن بشكل تلقائي التفويض لمراقبي الامم المتحدة في هضبة الجولان، وفي الاسابيع الاخيرة لم يحصل اي شيء جديد في الشمال يبرر ارتفاع درجة الحرارة اللفظية. فسوريا تتفكك، وهذا وضع متفجر، دائم. والى داخل الحريق يمكن أن تقفز في الاشهر القريبة القادمة عناصر جديدة، مثل وصول صواريخ S-300. في مثل هذا الوضع من المعقول أن تستخدم اسرائيل القوة. وهذه الرسائل تلقاها السوريون حتى الان من كل القنوات. اما الان، فاننا في واقع الامر لا نسخن الا أنفسنا.

في نهاية حزيران سينعقد مؤتمر دولي في جنيف في محاولة لاقتحام الطريق السوري المسدود. وفي الاردن بدأ أمس مؤتمر أصدقاء سوريا الذي يضم ممثلين عن فصائل الثوار والدول المؤيدة لهم. كما أن وزراء الخارجية الاوروبيين سيلتقون هذا الشهر كي يبلوروا موقفا. وفي هذه الاثناء تنضج خطة روسية أمريكية يفترض أن تقدم جوابا أيضا على الخوف الاسرائيلي من الفوضى. وفي قلب الخطة: الحفاظ على الصيغة الحالية للجيش السوري، وعدم تكرار الاخطاء التي كتبت في العراق. ويفترض بهذا أن يقدم حلا، في الفترة الانتقالية، لمسألة تسرب السلاح الاستراتيجي والقدرة على التصدي للمتطرفين الاسلاميين.

عضو فريق المفاوضات في محادثات مغلقة: حل الدولتين ليس معقولا

معاريف – من ايلي بردنشتاين:23/5

تبث وزيرة العدل والمسؤولة عن المفاوضات مع الفلسطينيين تسيبي لفني، في الفترة الاخيرة تفاؤلا بالنسبة لاحتمالات العودة الى اتصالات سياسية ذات مغزى مع السلطة، في ظل مهاجمتها بحدة سواء يئير لبيد أم نفتالي بينيت ووزراءه على مواقفهم السياسية. ولكن يتبين الان ان بالذات اليد اليمنى والمستشار القريب لها، د. تل بيكر، أعرب في عدد من الاحاديث المغلقة التي جرت في الاسابيع الاخيرة عن تشاؤم شديد بالنسبة لفرص الوصول الى تسوية دائمة مع الفلسطينيين، على الاقل في السنوات القريبة القادمة.

وجاء اقوال بيكر الحادة على خلفية وصول وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى القدس اليوم، في اطار مساعيه المكثفة لاعادة تحريك المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، والتي علقت قبل سنة ونصف السنة في طريق مسدود. غير معقول، شرح بيكر لمحادثيه، الوصول الى تسوية دائمة وحل الدولتين، على الاقل ليس في المستقبل القريب. والسبب في ذلك على حد قوله، هو رئيس السلطة، ابو مازن. وشرح بيكر بانه في الطرف الاسرائيلي يسود احساس صعب بان ابو مازن لا يتحمس للعودة الى المحادثات مع اسرائيل، التي من جانبها تبث بالذات رغبة في العودة الى المحادثات.

وعلى حد قول بيكر، ففي فتح توجد معارضة شديدة للعودة الى المحادثات، وهكذا ايضا في الشارع الفلسطيني. وأبو مازن على علم بكل هذا ويخشى دفع الثمن السياسي اللازم من أجل العودة الى المحادثات. ومع ذلك قدر بيكر بان الضغط الامريكي الشديد كفيل بان يفعل فعله وابو مازن، الذي لن يرغب في اغضاب الامريكيين الذين سيلقون عليه الذنب والمسؤولية، سيوافق على العودة الى المحادثات مع اسرائيل بل ولقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ومع ذلك، فان احتمال الوصول الى تسوية دائمة بتقدير بيكر متدنٍ جدا.

وأكد موظف كبير في القدس ضالع في الاتصالات لاستئناف المفاوضات أقوال بيكر. "المشكلة هي ابو مازن ورئيس الفريق المفاوض لديه، صائب عريقات. حتى لو استؤنفت المحادثات فلن يخرج منها شيء، أساسا بسبب الفلسطينيين". ويشار الى أن احساسا مشابها بثه موظفون اردنيون كبار في أحاديث أجروها مؤخرا مع محافل اسرائيلية وأمريكية.

بيكر، الذي يشغل اليوم منصب نائب المستشار القانوني في وزارة الخارجية، كان في أعوام 2006 – 2009 المستشار السياسي للفني حين كانت وزيرة الخارجية وقاد الفريق المفاوض في محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين في أنابوليس. وفي اتفاق تحقق بين لفني وبين نائب وزير الخارجية زئيف الكين وافق الاخير على أن يعود بيكر الى الفريق المفاوض برئاستها. ومع ذلك فانه لا يتواجد في المحادثات نفسها. وطلب بيكر الا يعقب على النبأ.

والى ذلك يعمل الان الجنرال جون الن، المسؤول الكبير السابق في الجيش الامريكي، في محاولة لمساعدة كيري على تقليص الفجوات بين اسرائيل والفلسطينيين في مسألة الترتيبات الامنية. ومع ذلك، لم يخفِ الن مشاعره المتشائمة من احتمالات نجاح المفاوضات. وتلقى موظفون اسرائيليون كبار توقعه المتكدر الذي يقول ان "الحد الاقصى الذي تبدي اسرائيل استعدادا له، لا يصل الى الحد الادنى الذي يطالب به الفلسطينيون".

وكيري نفسه سيلتقي اليوم بنتنياهو ويوم الجمعة بابو مازن. ويوم الاحد سيلتقي في عمان بالرئيس بيرس وبابو مازن. وسيحاول كيري الوصول الى توافقات بين اسرائيل والفلسطينيين حتى منتصف حزيران وبلورة أساس مشترك للعودة الى المفاوضات. في هذه اللحظة يعارض نتنياهو كل بادرة طيبة من جانب اسرائيل – سواء بتحرير سجناء أو باقرار مشاريع اقتصادية واسعة في المنطقة ج – كشرط مسبق لاستئناف المحادثات. اما ابو مازن، من جهته، فيواصل اشتراط استئناف المفاوضات بعدد من الشروط المسبقة: تحرير سجناء، تجميد البناء في المستوطنات والموافقة على استئناف المحادثات على اساس خطوط 67 مع تبادل للاراضي.

 

مفاوضات سياسية؟ كيري وهيغ سيتحدثان أساسا عن سوريا

اسرائيل اليوم – من شلومو تسزنا وآخرين:23/5

يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس اليوم بوزير الخارجية الامريكي جون كيري. وبعد بضع ساعات من ذلك يلتقي نتنياهو في مكتبه بوزير الخارجية البريطاني وليم هيغ والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الذي يوجد في اسرائيل في زيارة خاصة. والموضوع المركزي الذي سيبحث في اللقاءات هو التوتر المتواصل على الحدود مع سوريا.

ومع أن درة التاج في زيارة كيري هي حملة اخرى في مساعيه لاستئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، فان كيري، مثل رئيس الوزراء، منشغل بالتغييرات المتواصلة في سوريا وفي المنطقة وبالمخاطر النابعة عنها. فقد قال كيري أمس ان الاف مقاتلي حزب الله يقاتلون ضد الثوار في سوريا الى جانب جيش الرئيس بشار الاسد. وفي مؤتمر صحفي في الاردن، حذر كيري من أن حزب الله يجر بذلك لبنان الى الحرب في سوريا. وقبل ذلك قال كيري ان الولايات المتحدة ودولا اخرى ستنظر في تعزيز الدعم للثوار اذا لم يعرض الرئيس الاسد استعدادا للبحث في حل سياسي للازمة في بلاده. وعني وزير الخارجية البريطاني هو ايضا بالموضوع وقال امس ان رحيل الاسد عن السلطة في سوريا وحده كفيل بان يسمح بتسوية في الدولة.

والى ذلك، وبعد أن زار اسرائيل الاسبوع الماضي وزير الخارجية الالماني غيدو فاسترفالا والان تزور اسرائيل وزيرة العدل الالمانية يتبين أن لاسرائيل انجازا هاما في الصراع الدبلوماسي ضد حزب الله: المانيا تؤيد ادراج المنظمة في قائمة منظمات الارهاب لدى الاتحاد الاوروبي. وكان رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان هما اللذان قادا الموضوع والان تنال الامور زخما بعد أن غير جهاز الاستخبارات الالماني تقديره بان النظام السوري كفيل بان يسقط قريبا وهو يعتقد الان بان جيش الاسد يمكن أن يصمت أمام قوات الثوار.

وسيبحث الاتحاد الاوروبي مرة اخرى في الاسابيع القريبة القادمة في امكانية الاعلان عن حزب الله كمنظمة ارهابية بعد أن فشلت المحاولات في السنوات السابقة. وبين الدول التي ستقود الخطوة ستكون بريطانيا، التي انضمت رسميا الى مجموعة الدول في الاتحاد المؤيدة للخطوة. وينبع التغيير في موقف بريطانيا ضمن امور اخرى، من القول ان حزب الله كان مسؤولا عن العملية ضد باص السياح الاسرائيليين في بورغاس، إذا اقرت الخطوة فانها ستقود الى اتخاذ عقوبات ضد المنظمة، كتجميد الاملاك وتقييد تحركات نشطائها.