سرعان ما يفرض علينا الواقع قوانين ومصطلحات بليدة وجائرة بما يسمى ب(العانس) وذلك من خلال قاموس مفرداتنا اللغوية (الذكورية) في مجتمعاتنا العربية، فربما تكون أسباب متعددة لرفض بعض الفتيات من الإقبال على الزواج إما لرؤية استراتيجية تتعلق بإكمال دراستها او من خلال علاقة عاطفية تتلاءم مع قناعتها وسيكولوجيتها، فسواء اختارت الفتاة أن لا تتزوج لعدم وجود شخص مناسب أو لأسباب أحرى فالنتيجة المشتركة في النهاية هى ان يطلق عليها (عانس) رغم ذلك لا زالت بعض العقليات العربية من (أولياء الأمور) تمنح الذكر البالغ حق الاختيار فى الزواج ليشبع مشاعره ورغباته وغرائزه كما يشاء لمجرد كونه ذكر،  ولا تمنح الفتاة هذا ألحق وأنا هنا أعنى البعض وليس الكل، بينما تبقى الفتاة طوال تاريخها محرومة من تلك المبادرة الشخصية والإنسانية والأخلاقية لكونها أنثى فبالرغم من ادراكى الشديد والملحوظ، ان الأزمنة قد تغيرت وتطورت وبشكل نسبي حول كيان واستقلالية المرأة ومكانتها، ولكن وللأسف الشديد لا تزال تلك الظاهرة تمارس بحق بعض الفتيات بل الكثير منهن لا يمتلكن حق الاختيار مطلقاً، في الوقت الذى يمتاز ويتميز فيه الذكر من هذا الحق، فمهما اشتدت قسوة الزمن والظروف عليه بكافة اتجاهاته سواء تجارب عاطفة فاشلة او سواء كانت مادية، يبقى فى نظر الجميع (ذكر) اذن لما هذا التمييز والتصنيف حتى بالمسميات والألقاب ؟؟ومتى سنخرجها من هذا الالتزام ونضعها أمام اختيارين اما تكون زوجة، وربما يكون مغلوب على أمرها، وأما أن تكون عانس تلاحقها ألألسن البليدة ؟ الى متى ستبقى هذه العقليه عاجزة عن تقدير واحترام عواطف الفتاة ومتى ستقبلها تلك العقليه المريضة كفرد أساسى في المجتمع في كل مجالاته؟؟ ومتى سنمنحها حق القبول او الرفض إذا لم تجد نفسها في احتياج له،  او اذا وجدت انه لن يضيف الى حياتها ماينقصها؟ اذن علينا ان نزرع داخل بناتنا وأولادنا الثقة بالنفس والقدرة على التمييز واتخاذ القرارات نحو أهداف ذاتية واجتماعية أكثر إيجابية وإنسانية فعالة، ونعلمهم الاعتماد على انفسهم ونعلمهم ايضا المعنى الحقيقي والصحيح للزواج وذالك لصنع حياه أجمل وأرقى فالحياة واسعة وغنية باتجاهاتها إن امتلكت الفتاة بالذات العزيمة والإرادة لتكون متميزة، وذلك باستثمار طاقاتها وقدراتها الخلاقة الكامنة لديها بشكل متميز وراقٍ بحيث تكون فعالة، لا منفعلة بالحياة والأحداث والتطور الحاصل بكل جوانبها، لتحقق عندها النتائج كما ترغب لذاتها ولأنوثتها وإنسانيتها، ولتثبت للجميع أنها قادرة وجديرة بالحياة كغيرها، فمن منطلق هذه المساواة الطبيعية بين الرجل والمرآة أصبح من حق المرأة أن تحصل على حقوقها وتمارس حرياتها الشخصية كاملة مثلها مثل الرجل، فالمرأة تمتلك من المشاعر والرغبات اضعاف ما يمتلكه الرجل إذن لابد من تمكينها وتأهيلها وإعطائها الحق والسيطرة والحكم على رغباتها وحياتها، ولابد اخراجها من سجن الثقافة الغبية القديمة المظلمة إلى فضاء الحرية الطليقة.