يتم تداول العديد من التقارير التي تشير الى أنه يجري العمل على ترتيب زيارة خاصة للرئيس الفلسطيني محمود عباس الى إيران، طبعا" هذه الزيارة ستكون الثانية للرئيس الى طهران عاصمة الجمهورية الإيرانية .
من المعروف والمعلوم بأن إيران دولة خلافية في المنطقة وذلك بسبب سياستها في المنطقة وبسبب  تدخلها الدائم في شؤون الغير من خلال خلق تنظيمات طائفية تابعه لها ومسؤولة عن تنفيذ سياستها و تحقيق طموحها الأقليمي التوسعي بالمنطقة، والحديث هنا يدور بشكل أساسي عن حزب الله وتنظيمات شبيهه به من على شاكلة (الحوثيين) في اليمن وغيرهم، وهناك تنظيمات أخرى متحالفة مع إيران و تربطها مصالح مع طهران وبالطبع تتقاضى المال والدعم من إيران مقابل الإصطفاف مع إيران وتحقيق مصالحها في المنطقة، والحديث هنا يدور عن حماس وتجربتها المعروفه للجميع مع ما أٌطلق عليه (الممانعه) وبالطبع هناك تنظيمات أخرى تتلقى مساعدات مشروطة من إيران منها ما هو إسلامي ومنها ما هو ماركسي فهذه التنظيمات بالنسبة لإيران تنظيمات درجه ثانية والتحالف معها مدفوع الثمن.
بعيدا" عن الطائفية ولغة العديد من مسؤولي طهران التي تنم عن عنصرية وطائفية غير مسبوقة وبعيدا" عن تكرار تصريحاتهم حول (إمبراطورية إيران وعاصمتها بغداد)، وبعيدا" عن محاولتهم المتعددة للتدخل في شؤون العديد من الدول العربية ومنها فلسطين ، حيث أصطفت طهران بلا تردد مع الإنقلاب الذي قامت به حماس في غزة ضد منظمة التحرير الفلسطينية وضد السلطة الوطنية.
بالطبع لي تحفظاتي الكثيرة على سياسة  إيران  في المنطقة وأعتقد بأن تجاوز هذا موضوع وهذه التحفظات  ليس سهل أبدا" ولكننا يجب أن نتناول زيارة الرئيس محمود عباس من زاوية فلسطينية نابعه من كوننا أصحاب قضية تتطلب التنسيق مع الجميع .

على كلٍ...
الرئيس أبو مازن هو رئيس الشعب الفلسطيني وهو رئيس معتدل واضح السياسة يرفض التدخل في شؤون الدول مهما سنحت له الفرصه  ويرفض التورط الفلسطيني في أي صراع قائم بالمنطقة، وهذا هو سر بقاء شعبنا بعيدا" عن العديد من القضايا الخلافيه بين الأنظمة ومعارضيها حيث تحولت هذه الخلافات الى صراعات دموية ولكننا حافظنا على شعبنا بعيد عنها بالحد الأقصى، بالمختصر  إن حكمة ورؤية الرئيس أبو مازن ساعدتنا على المرور من أزمات كثيرة في المنطقة .
هذه السياسة الحكيمة التي تعبر عن رؤية وطنية  خالصه لم تلتزم بها حمـــاس طبعا" ، فحماس وللأسف بإعتبارها جزء من جماعة (الإخوان المسلمين) تورطت في كل ما تورطت فيه الجماعه .. في سوريا تحالفت حماس مع (إخوانجية سوريا) وفي مصر تحالفت حماس مع الجماعة الأم فسخرت إعلامها ورجالها لخدمة المرشد الإخواني ونسيت فلسطين .
في كل مكان تدخلت فيه حماس في شأن الأخرين دفع شعبنا الثمن.
حماس ورطتنا في سوريا فتورطت حماس مع الداعم الرئيسي لها إيران  وتورط شعبنا هناك في صراع دامي أثر سلبا" على وجودنا وصمود شعبنا .

كذلك ...
حماس ورطتنا في مصر وها هي تجد نفسها أسيرة لحلول بلير التي تسعى لإيجاد حل لحماس لا لفلسطين مما يُضعف قضيتنا ويعود بنا الى سنوات ما قبل الثورة والإنطلاقه .
بالمقابل الرئيس أبومازن بعيد كل البعد عن هذه التدخلات الضارة بشعبنا الساعي للتحرر وحريص على أن لا يتورط شعبنا في أي صراع إقليمي، بل إن الرئيس أبومازن وبالرغم من خلافه مع بعض الدول في المنطقة بفعل علاقات هذه الدول مع (الإخوان المسلمين) مثلا" إلا أنه حافظ على علاقات مع الجميع بالقدر المطلوب  فنحن أصحاب قضية ونحتاج الجميع ولا يمكن لنا أن ننكر فضل أحد علينا .
ولهذا يجب أن يكون حاضرا" في ذهن الجميع فلسطينيا" وعربيا"  بأن زيارة الرئيس أبو مازن لطهران زيارة لا تعني أبدا" الإنتقال من محور الى آخر فالرئيس يذهب الى طهران رئيسا" لفلسطين وليس باحثا" عن دعم وصفقه  ..ويجب أن يكون الجميع واعيا" بأن زيارة الرئيس الى طهران لن تكون على حساب أي دولة عربية  بل لن تكون على حساب أصغر مواطن عربي في أقصى دول العرب ..فلا يمكن لنا ولرئيس الثوابت الحافظ للعهد إلا أن نكون بمعسكرنا العربي فنحن مع مصر والسعودية والأردن والإمارات والبحرين والمغرب والصومال حتى ... إذا هي زيارة سياسية بإمتياز من رئيس فلسطين (محور الجميع) و(قبلة الأحرار) و(قضية العرب الأولى)...زيارة يعتقد البعض أنها على خلفية تراجع علاقة حماس مع إيران  وهذا حتما" ليس في وارد الرئيس أبدا" فحماس تبحث عن نفسها وعن سلطتها الإنقلابية والرئيس يتحدث عن قضية ووطن وشعب ،  بالنهاية نحن نعلم سر علاقة إيران مع حماس ونحن نعلم  بأن إيران لن تقدم لنا الدعم لأننا لسنا أتباع  لهم فنحن نتبع فقط فلسطين .
حتما" الحامل لعهد الشهيد الراحل أبوعمار والحامي للثوابت لن يقبل بأن نكون جزء من مشروع سياسي أو طائفي على حساب أمتنا العربية وإستقرار شعبها ودولها .
الرئيس الثابت على الثوابت لن تنحرف فيه البوصلة عن القدس وفلسطين ولهذا يذهب لطهران بلا ضرر لأننا أصحاب القضية وهو الحافظ للعهد والثابت على الثوابت.