ناصر شحادة

أقامت جبهة التحرير الفلسطينية مهرجاناً سياساً مركزياً بمناسبة ذكرى انطلاقتها في مخيم البرج الشمالي السبت 27/4/2013، بحضور أمين سر إقليم حركة "فتح" في لبنان رفعت شناعة وأعضاء قيادة الإقليم، وقيادة وكوادر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف"، والقوى والأحزاب والفعاليات اللبنانية والفلسطينية الوطنية والإسلامية وحشد من جماهير مخيمات منطقة صور.

بدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت لأرواح الشهداء، وعزف النشيدَين الفلسطيني واللبناني، ومن ثمَّ ألقى عميد أسرى جبهة التحرير الفلسطينية الأسير المحرَّر محمد التاج كلمة عبر الهاتف من فلسطين، فوجَّه التهنئة بمناسبة اليوم الوطني لجبهة التحرير الفلسطينية، مستذكراً شهداء الثورة الفلسطينية وفي مقدمهم الشهيد الرمز أبو عمار، ولافتاً إلى أن الأسرى الأبطال يخوضون اليوم أشرف معركة ضد العدو الصهيوني، وموجِّهاً التحية إلى الشعب اللبناني الصامد الصابر الداعم للقضية الفلسطينية.

وبعدها ألقى عضو المكتب السياسي لحركة أمل محمد غزال كلمة شدَّد من خلالها على أهمية تضافر الجهود لمجابهة العدو الصهيوني، داعياً لتغليب المصلحة الوطنية العليا سواء أكان في فلسطين أم خارجها، ومشيداً بتضحيات الشعب الفلسطيني في سبيل تمسُّكه بثوابته.

كما دعا غزال الدولة اللبنانية لإعطاء الحقوق المدنية للشعب الفلسطيني المقيم على الأراضي اللبنانية لتمكينه من مواصلة النضال والمقاومة.

ومن ثمَّ كانت كلمة اللقاء اليساري العربي ألقاها مسؤول العلاقات السياسية في الحزب الشيوعي اللبناني كامل حيدر فوجَّه التحية لجبهة التحرير الفلسطينية في يومها الوطني، وللأسرى الأبطال في يومهم، ولعميد أسرى جبهة التحرير الفلسطينية محمد التاج، منوهاً لأهمية معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها الأسرى الفلسطينون.

أمَّا كلمة "م.ت.ف" فألقاها شناعة موجِّهاً التحية والتقدير إلى الأمين العام للجبهة وأعضاء المكتب السياسي والمركزي وكافة الأعضاء، خاصَّاً بالذكر الشهيد أبو العباس لأنه كان قائداً مقرَّباً من الشهيد الرمز أبو عمار وكان يؤدي الدور الذي يعجز عنه البعض، ومؤكَّداً أنَّ الساحة الفلسطينية حالياً تعيش مفصلاً تاريخياً بعد انتزاع الرئيس أبو مازن لصفة الدولة لفلسطين، بالتزامن مع سياسة الرئيس الأميركي أوباما التي شدَّدت على متانة العلاقة الإستراتيجية مع إسرائيل.

كما استنكر شناعة الصمت العربي إزاء ممارسات إسرائيل التعسُّفية، مضيفاً: "لقد وعدت القمة العربية بدفع مليار دولار ولكن أميركا تمنع دفع أي شيء لأنها الصديق الوفي لأسرائيل. فأميركا اليوم تقوم بوساطة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل عبر وزير خارجيتها كيري للعودة إلى المفاوضات، ولكن كيري في الحقيقة لا يريد سوى إعطاء الفرصة للاحتلال لقتل المشروع الوطني الفلسطيني. فأمام هذا الواقع ليس أمامنا غير تجسيد المصالحة الفلسطينية، وإنهاء الانقسام، وإعلان الوحدة الوطنية من أجل أخذ القرار الحازم بالمقاومة الشعبية ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي".

 كما شدَّد شناعة على أن من يريد حماية الثورة الفلسطينية عليه حماية المخيمات في لبنان، مناشداً الدولة اللبنانية لمساعدة القوة الأمنية من أجل حفظ الأمن الوطني والاجتماعي داخل المخيمات الفلسطينية، ومطالباً هيئة الأمم المتحدة والقيادة الفلسطينية بالعمل لمساعدة النازحين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان لأنهم يعيشون حياة إنسانية غاية في الصعوبة.

من جهته أكَّد عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية عباس دبوق أن صمود الشعب الفلسطيني طوال هذه السنين سيمكِّنه من النصر، منوهاً إلى أن معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها الأسرى لقَّنت العدو الصهيوني درساً لن ينساه.

كما وجَّه دبوق التحية لكافة شهداء الثورة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية الوطنية والإسلامية، مشدِّداً على أن "م.ت.ف" ستبقى هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني.