نظمت سفارة دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" حفلاً تأبينيًّا يوم الخميس 4\6\2015، لعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" القائد المناضل ماجد توفيق النجمي (راجي النجمي) الذي وافته المنيه في 2\6\2015 في رام الله، وذلك في قاعة الشهيد ياسر عرفات

وكان في استقبال المعزين: سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور واركان السفارة، وامين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو العردات، وأمين سر حركة فتح إقليم لبنان رفعت شناعة واعضاء الاقليم، وعضوا المجلس الثوري جمال قشمر وآمنة جبريل، وقائد الامن الوطني اللواء صبحي ابو عرب، وعائلة الفقيد .

ومن الشخصيات الرسمية والحزبية اللبنانية والفلسطينية المشاركة في حفل التأبين: ممثلو فصائل منظمة التحرير وممثلو فصائل التحالف، وممثل قائد الجيش اللبناني العقيد سامر شمس الدين، وممثل المدير العام للأمن العام اللبناني المقدم محمد السبع، وممثل حركة امل محمد جباوي، ومسؤول الملف الفلسطيني في حركة امل سامي علوي، وممثل التيار الوطني الحر رمزي دسوم، وممثل حركة الناصريين المرابطون محمد قليلات، وممثل الحزب التقدمي الاشتراكي بهاء ابو كروم، ومعالي الوزير السابق طراد حمادة، ومنسّق الحملة الاهلية لنصرة فلسطين معن بشور على رأس وفد، وممثل التنظيم الشعبي الناصري محمد ضاهر، وممثل حزب الاتحاد عبد الفتاح ناصر، وممثل حركة المرابطون محمد درغام، ود.عصام نعمان، وممثّل وكالة الانروا مدير منطقة لبنان الوسطى محمد خالد، وجهاد الخطيب، وطوني الحلو على رأس وفد، وممثّل السفير الايراني صابري ذاده، حسن هاني فحص، ورابطة أهالي تل الزعتر، رابطة اهالي كويكات، ورابطة رئيس ابناء بيروت ابراهيم كلش، ووفد اطباء جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني، ووفد من المشايخ، إلى جانب ممثلي مؤسسات المجتمع المدني اللبناني والفلسطيني، وضباط وكوادر حركة "فتح" وحشد من ابناء المخيمات.

وتليت ايات من الذكر الحكيم على روحه، ثم كانت كلمة السفير أشرف دبور جاء فيها: "اخونا، كنّا نناديك فيها، لأنّ في حضرةِ الشتات نبحثُ بالأساسِ عمّا وعمّن ننتمي إليه، ومن مثلك أهلٌ لذلك؟ بل ومن مثلُك علّمنا أنَّ في الغروبِ شروقًا ما؟ من مثلُك أيضاً علّمنا أنّ لولا الليلُ البهيمُ لمَا نبتَ فألٌ وما كان النشاط من صفاتِ الصباح.

على ما يبدو أنَّك كنتَ تُدركُ ومنذُ البدايةِ أنَّ قطرةَ ماءٍ لا تحدِثُ أيَّ شيىء حينَ تسقطُ على الصخرة، لكنّكَ كنتَ تدركُ أيضاً أنَّ قطرةً تِلوَ أخرى حتماً تحدِثُ في الصخرةِ حفرة، أنت أيّها النجميُّ كنتَ لنا القطرةَ الأولى وعَمِلتَ على أن نكونَ من بعدك نهراً من القطراتِ في العملِ النضاليِّ والوطنيِّ الذي لا مَحالَ يوصِلُنا إلى مرامِ فلسطين.

بطبعِ الإنسانِ أن يعملَ منفرداً باحثاً عن نجاحاتهِ الفرديّةِ غيرَ مكترثٍ بالآخرين من حولِه نجاحاً أو فشلاً، ولكنّكَ كنتَ استثناءً إذ توقفتَ عندَ أخطاءِ الآخرين لتعالجَها من بابِ الصالحِ العام، ولعلَّ من أبرزِ صفاتِك أنّكَ كنتَ متريّثاً إلى أبعدِ الحدود في إدانةِ من أخطأ، فلا تقرُّ بخطئهِ حتّى تقتنعَ أشدَّ اقتناعٍ بأنّه أخطأ فعلاً. ألا يكفي هذا لنسميكَ بطلاً؟ بطلاً في الدعمِ معترفاً بنجاحاتِ من معك على اختلافِ مستوياتِهم؟ بل وأبرزُ ما في هذه الصفة أنّكَ كنت بطلَ الأبطالِ في ثقافةِ الدعمِ المعنويّ.

ولأنَّ فلسطينَ بستانُنا الأجملُ، كنتَ لها مزارعاً بارعاً فزرعتَ فيها الكثيرَ من الشجيراتِ المثمرة، ومن بينِ تلك الشجيرات كان تعبئة الشباب الفلسطيني واللبناني للالتحاقِ بالحلم عبر القواعدِ الفدائية. أمّا ثاني تلك الشجيرات أنّك أسستَ لفكرةِ تغييرِ واقعِ المخيّماتِ من أحزمةِ البؤس والظلم والحرمان إلى أحزمةٍ من معسكراتِ الصمود.

ولأنَّ الحياةَ كالأرضِ دائريةٌ، نعودُ إلى البدايةِ: فنناديكَ بأخينا الحبيب مرّةً أخرى، ونواسي أنفسَنا بأنّك ستنتقلُ إلى جنانِ الخلدِ، فيما نحنُ هنا نواسي أزقّةَ المخيّمات حين تسألُنا عن خطى من جالَها ليطمئنَّ على نواحيها".

كلمة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين  ألقاها ماهر الطاهر، وجاء فيها "الأخوات والأخوة نقف في هذه اللحظات لنقدّم قامة فلسطينية كبيرة أمضت حياتها من أجل فلسطين والأمة العربية، هذه الحياة التي نعيشها شاطئ من الرمال يسير عليه الناس، منهم من يترك أثر، ومنهم من لا يترك، وشهيدنا الكبير راجي ترك أعمق الأثر لأنه اسس وبنى الكثير من المناضلين، اليوم نقول انه استشهد على أرض فلسطين، نودّعه في ظل ظروف صعبة وخضم هائل وبركان شديد الانفجار تعيشه الأمة العربية ومؤامرة كبرى تستهدف عالمنا العربي، وكونوا على ثقة ان الهدف الأساسي هو تصفية قضية فلسطين باعتبارها القضية المركزية .

عندما كان راجي يبني المقاتلين على أرض لبنان قبل عقود جنباً الى جنب وكتفًا الى كتف كنا نقول لنتنياهو وقادة العدو الصهيوني اذا كنتم تتوهمون انكم ستنهون قضية فلسطين ستقعون في وهم كبير، وهذا الشعب سيتمكن من النهوض ويواصل الكفاح سواء داخل فلسطين او خارجها، نم قرير العين ولا تقلق سنواصل الدرب من كل الفصائل الفلسطينية يوماً بعد يوم حتى تحقيق كافة الاهداف لنرفع علم فلسطين فوق القدس."

ثمّ كانت كلمة الدكتور سعود المولى، حيثُ قال: "نعزيكم أولاً يا أهل المخيمات ويا شعب فلسطين العظيم، ونعزي الإخوة في السلطة الوطنية والإخوة اللبنانيين الذين التقوا بالنجمي العظيم الذي عمل في لبنان وقدّم للبنان أعظم ما في حياته. إذا قلنا انه نجم فلسطين فهو نجم لبنان وفلسطين والكل يعلم ذلك كان مثال التواضع والخط الفتحاوي، كان يجسّد كل ما مثله الفدائيون وكل حقيقة وأصالة الشعب والأمة، كان ابن الأمة التي أنجبت فتح من أجل الوحدة الفلسطينية كل هذا تعلّمناه في منهج قدمه لنا النجمي .

أمّا كلمة رابطة تل الزعتر فألقاها الدكتور حسن الناطور، وجاء فيها "أبكي وهل يشفي البكاء غليلاً، أبكي وليس من البكاء فائدة، أبكي على رجل صلبٍ لا يخاف، أبكي على رجل والرجال قليل، لقد كان رحيل المناضل النجمي صدمة كبيرة والماً اكبر فقد كان الوطن بأمس الحاجة اليه  خاصة ونحن نعيش بمرحلة خطيرة حيث انه شكل حالة من العطاء والتضحية. عشق ارض الوطن وسيبقى في ذاكرة شعبه وأهله إنه ليوم حزين وأليم على ابناء فلسطين والمحبّين من اهل تل الزعتر، لهذا الرجل الرائع العظيم الذي كان يملك شخصية قوية صلبة مؤمنة اشد الايمان بالقضية وبالله رب العالمين وبنضال مستميت بوجه الطغاة وبرغم المعاناة من الالم والمرض،  إنه رجل مِن مَن أنبتتهم الأرض المقدسة، وقد عاش في قلبه ووجدانه، هو المدافع عن كرامة تل الزعتر، هو الشهيد الأبي للقضية الفلسطينية، كان رمز للتضحية والفداء، لم تهزه قسوة الجلاد، ولا الجوع والعطش، لم يركع ولم ينحنِ وتابع المسيرة دون تراجع، إن الشرفاء لن يرحلوا فهم باقون وذكراهم ستبقى لتحرير فلسطين، ستبقى في حياتك وبعد مماتك وسام شرف. أهل تل الزعتر سيشتاقونك ايها الرمز في أرض فلسطين، نسأل الله ان يجعله من أهل الجنة، تحية إكبار وإجلال الى اهل تل الزعتر .

وبعدها كانت كلمة منظمة التحرير الفلسطينية القاها فتحي ابو العردات، فقال: "المناضل ابو راجي الحبيب والصديق صاحب الهمة الفدائي والمناضل السياسي الذي حمل راية فلسطين، بحسه الامني الكبير حمى الثورة وساهم في حماية وجودها وسياجها متعدد المهام انه القائد راجي النجمي.

يعز علينا ان نقف اليوم لنؤبّن القائد عضو المجلس الثوري لحركة فتح اللواء ماجد توفيق النجمي ابو راجي كونه صديقًا ورفيقَ درب. هذه الوقفة اليوم هي وقفة تحية اجلال واكبار لروحه الطاهرة فقدنا اليوم وفقد شعبنا الفلسطيني اخًا عزيزاً وقائداً مناضلاً ومكافحاً افنى عمره وحياته في خدمة قضيته ومدافعاً عن قضايا شعبه فدائياً مقاتلاً بامتياز نشأ على حب فلسطين وآمن بمبادئ حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح طريقاً لتحرير فلسطين والعودة اليها وآمن  بنهج الكفاح المسلّح الذي اطلقته هذه الحركة العظيمة منذ انطلاقتها في 1-1-1965 في مواجهة الاحتلال الصهيوني الغاصب لأرضنا الفلسطينية وكان من أوائل من التحق بصفوف الحركة في العام 1966. في ذكرى تأبينك ايها الاخ الصديق القائد ابو راجي في يوم وداعك نلتقي ونجتمع تحت راية فلسطين القضية والشعب تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية الممثّل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج انت الذي رفعت الراية والبندقية الفلسطينية في احلك الظروف واصعبها وادقها منذ البدايات فكنت من الرواد الاوائل قبل اكثر من نصف قرن حملت راية فتح ومنظمة التحرير وفزت بشرف صانعي البدايات ومُطلِقي مشروع ثورتنا حتى النصر مشروعنا من اجل الحرية والاستقلال والعودة وبناء الدولة وعاصمتها القدس الشريف والخلاص من التشرد والذل والبؤس والحرمان والوصاية والتبعية التي تمرّدت عليها بوصلتك دائماً نحو فلسطين، فلذلك انت كنت متميزًا كما ارادها الشهداء وشيخ الشهداء ابو عمار ورفاقه الابرار وشهداء الامة العربية وكل الشهداء الذين سقطوا على درب فلسطين ومن اجل فلسطين واستمريت مع الرئيس ابومازن في حركة الشعب الفلسطيني هذه الحركة التي كان منطلقها فلسطيني، وكانت عربية القلب اسلامية الوجه عالمية الامتداد لا شرقية ولا غربية بل هي جزء من الامة العربية ونضالنا جزء من نضالها لقد كانت سيرتك العطرة ومواقفك الصلبة جزءًا من سيرة فتح ومسيرة منظمة التحرير الفلسطينية مسيرة الشعب الفلسطيني التي ضمّت في صفوفها ابناء شعبنا الفلسطيني واللبناني الاوفياء الذين كانوا على العهد وكل المناضلين العرب والاحرار في العالم، فأنت من جسّدت بدورك ونضالك روح الثورة وعنوان المناضلين وصلابة الثوار ومروءة  الاخوة الداعين للوحدة واللقاء فوق ارض المعركة تحت عنوان الارض للسواعد التي تحررها وتحت عنوان المصلحة الوطنية العليا لشعبنا الفلسطيني. انت يا اخي من صانعي عهد الصفاء والنقاء الثوري فبرحيلك خسرنا العقل المنير المنفتح الذي لا يجادل في وجهة غير فلسطين والذي لا يبخل بعطاء من اجل فلسطين وشعبها فأي قلب توقّف عن الخفقان لتودعك رام الله وفلسطين والمخيمات ولبنان الذي يفيض حباً بالحرية لفلسطين فأنت الفلسطيني الفدائي اللبناني العربي المؤمن بقضيته وامته. ايها القائد عشت مناضلاً صلباً عفيف النفس نظيف الكف، ايها القائد الفلسطيني العربي الفتحاوي الكبير سلاماً لك وسلاماً عليك والى جنات الخلد مع الشهداء والصديقين ايها الراحل الكبير.

ثمّ كانت كلمة العائلة ألقاها شاكر النجمي، حيث قال: "لن نطيل الحديث لأن مسيرة الشهداء هي التي تعبر، اتوجه بالشكر الى كل من قام بواجب التعزية وشاركنا العزاء بما أصابنا. المجد والخلود لشهدائنا والحرية لأسرانا والشفاء العاجل لجرحانا وإنها لثورة حتى النصر".