نفى الرئيس محمود عباس أن تكون جهود المصالحة الوطنية قد وصلت إلى طريق مسدود، مؤكداً أن الهدف هو "أن نذهب موحدين الى استحقاق أيلول" في حين أكد انه لا يجوز ان يكون للولايات المتحدة حق النقض" الفيتو" ضد توجهات أعضاء اللجنة الرباعية الدولية التي دعاها الرئيس الى تحديد مرجعيات عملية السلام على أساس حدود 1967 وتبني وقف الاستيطان من أجل إتاحة الفرصة لاستئناف المفاوضات.
وقال الرئيس في اتصال هاتفي مع إذاعة "صوت فلسطين" بمناسبة احتفالها بمرور 17 عاماً على انطلاقها : ما نريده من اللجنة الرباعية أن تتبنى وقف الاستيطان وأن تتبنى أساس المفاوضات، وأن يكون لها موقف واضح، ولا يجوز أن توافق ثلاث دول على شيء وتأتي أميركا وتقدم "الفيتو" وتعترض عليه، هذا ما نطالبهم وأتمنى أن يحصل هذا.
وقال إن "المفاوضات أولاً وثانياً وثالثاً هي الخيار الفلسطيني شرط أن تجرى وفق مرجعية قانونية هي الحدود المحتلة عام 1967 والطلب من إسرائيل وقف الاستيطان خلال فترة المفاوضات".
وأضاف : نريد من العالم أن يقف إلى جانب الحق والطريقة المثلى للوصول إلى المفاوضات، وقلنا إذا لم تنجح المفاوضات فنحن سنذهب إلى الأمم المتحدة لنشكو إلى العالم بأن الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد في كل العالم الذي بقي تحت الاحتلال منذ 63 عاماً.
وقال الرئيس : المصالحة لم تصل إلى طريق مسدود إطلاقاً.
وحول تشكيل الحكومة قال : حكومة التوافق حكومتي وتتبع سياستي، ومع الأسف "حماس" لم تستطع أن تستوعب هذا، هذه الحكومة ليست حكومة وحدة وطنية، يعني ليست حكومة مشاركة، ومن واجبنا جميعا أن نقدم أسماء مستقلة لها كامل الاستقلال، وتكنوقراط يعني أن كل إنسان في مكانه المناسب، وهذه الحكومة انتقالية لأشهر محدودة، وبعدها انتخابات تحدد لمن ستكون الحكومة في المستقبل حسب الأغلبية أو حكومة وحدة وطنية وهذا ما نريده'.
وتابع: ليس من حق أحد أن يقول لي أريد رئيساً للوزراء أو هذا وزيراً للخارجية، إنما يقترح اقتراحات ندرسها ونقرر بالنهاية من الشخص المناسب في المكان المناسب، ولم نقرر حتى الآن من الرجل المناسب في المكان المناسب، هذه المشكلة ما زالت قائمة، لكن في النهاية لا بد أن نأتي إلى حل لها، نحن لم نيأس ولم نرفع أيدينا، ومصممون على استمرار المصالحة وتشكيل الحكومة، لأننا نريد الذهاب إلى الأمم المتحدة موحدين، وعلينا أن نفهم وعلى "حماس" وغيرها أن تفهم أن هذه الحكومة ليست حكومة وحدة وطنية، هذه حكومة تكنوقراطية، يستطيع أي إنسان أن يقدم مقترحاً باسم ما، لأنني أنا من أتحمل عمل هذه الحكومة من الألف إلى الياء وليس التنظيمات'.
وأضاف: هذا ما قلته بصراحة، أريد حكومة تدفعني إلى الأمام ولا تؤخرني إلى الوراء.
وأضاف: 'لا يفهمون أننا في ظرف حساس ومهم جدا، نحن ندخل معركة حامية جدا في الأمم المتحدة، وهم الآن يفكرون هذا الوزير لنا وهذا الوزير لكم، ليس الوزراء لأحد، ولن أقبل أن يكون الوزراء محسوبين على أحد أو لأي جهة بما فيها "فتح" أولاً، وبالتالي إذا لم يفهموا هذا لا يريدون المصلحة؛ ولا أدري لماذا وقعوا على اتفاق المصالحة، وبعدها يقولون يريدوا هذا وهذا، ولا يريدون، هذا عمل غير مسؤول إطلاقاً'.
وأضاف: كنت أريد أن التقي خالد مشعل في القاهرة، لكن عندما يقولون نحن قررنا أن فلان يكون وفلان لا يكون، قلت لا فائدة من الحوار والحديث، ولا يحق لك أن تقرر وتقول مؤسستي قررت، أنت لا تقرر من رئيس الوزراء ومن يكون وزيراً هنا ووزيراً هناك، إذا لم يفهموا هذا لا حول ولا قوة إلا بالله، سنستمر بمساعينا وجهودنا ولن نتراجع أو نقول أن المصالحة قد فشلت'.
وأعرب عن تمسكه بترشيح الدكتور سلام فياض لرئاسة حكومة التوافق "لأنه شخص له خبرة كافية ومستقل وهو الرجل المناسب لهذه المرحلة".
وأضاف: 'قلت بصراحة لـ "حماس" وغيرها أن سلام فياض شخص مجرد، له خبرة كافية ومستقل، مضى عليه كذا سنة وزيراً للمالية ورئيساً للوزراء، وهو الرجل المناسب لهذه المرحلة، أما أن يقولوا نريد فلان ولا نريد فلان هذا ليس من حقهم مطلقاً'.

حول المفاوضات واستحقاق أيلول
وقال الرئيس: نريد المرجعية القانونية للمفاوضات وهي حدود عام 1967، ونطلب من إسرائيل وقف الاستيطان، وهو ما ورد في مشروع فرنسا الذي قدمه لنا وزير الخارجية آلان جوبيه، والحكومة الإسرائيلية رفضته.
وأشار إلى أنه في 12 من الشهر الجاري ستجتمع لجنة المتابعة العربية التي سيكون لها أمر تقويم كل الأحداث وتأخذ القرار الذي تراه مناسباً، لنذهب به في الأشهر الثلاثة المقبلة وأيضاً إلى الأمم المتحدة.
وقال الرئيس 'لا شك أن العالم كله ليس على موقف رجل واحد، إنما هناك الكثيرون الذين لا يرون حكمة بخطوة ذهابنا إلى الأمم المتحدة في أيلول المقبل، ويريدون عرقلتها، نحن من جهتنا نتحدث مع كل دول العالم، ولدينا وفود من كندا إلى اليابان لتشرح موقفنا وتحدد معالم سياستنا التي نريد أن نوصلها إلى العالم'.
وتابع: 'نحن قلنا للعالم إذا لم تنجح المفاوضات سنذهب إلى الأمم المتحدة لنشكو للعالم بأن الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد في كل العالم الذي بقي تحت الاحتلال، الشعب الوحيد المحتل منذ عام 1967 حتى الآن، ونريد أن نحصل على دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس على حدود 1967، وإذا رفض العالم أو رفضت بعض الدول نقول لهم ما هو الخيار الآخر الذي يمكن أن تقدموه لنا، فشلتم بإقناع إسرائيل بالمفاوضات وأنتم ترفضون أن نذهب إلى الأمم المتحدة، دلونا على طريق ثالث، أو قولوا لنا أين أخطأنا أو بماذا أخطأنا، ومتى أخطأنا حتى نعيد النظر فيها، أما أن نبقى بهذا الشكل محكومين لإرادة رئيس الوزراء الإسرائيلي ما يريده ينفذ وما لا يريده لا ينفذ!'.
وأضاف الرئيس: 'واجبنا تجاه شبعنا أن نكون صريحين وواضحين معه، أن نعمل من أجل شعبنا ومصلحته ومستقبله، لا يوجد أحد يعترض على سياستنا الداخلية إطلاقاً، والكل موافق عليها، سواء ما يتعلق بالأمن أو الاقتصاد أو التنمية، أو الشؤون الاجتماعية أو الثقافية أو غيرها، ولا أحد يعترض على سياستنا الخارجية، علاقاتنا مع جميع دول العالم جيدة، حتى الآن هناك 117 دولة تعترف بدولة فلسطين، وخلال شهر سيكون حوالي 130 دولة تعترف بدولة فلسطين، يعني أكثر من دولة إسرائيل'.
وتابع: '130 أو 117 دول تعترف بنا، ونحن لسنا دولة، نحن نريد دولة مستقلة تعيش جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل؛ أين الخطأ في ذلك؟، نتمنى من أي دولة في العالم من أستراليا إلى أميركا أن تقول لنا ما الخطأ في ذلك'.

نحن مع كامل حرية التعبير
وقال الرئيس : نحن مع كامل حرية التعبير، مع كل إنسان يريد أن يعبر عن رأيه ومواقفه وعقيدته وسياسته التي يريد، لأننا نحن في عصر الحرية وعصر الديمقراطية، وهذا ما تبنيناه ونتبناه دائماً وأبداً، وبالتالي كل إنسان محمي بالقانون، محفوظة حقوقه بالقانون، من أجل أن يعبر بالطريقة الحضارية التي يريدها.
وكان الرئيس استهل لقاءه على صوت فلسطين بالقول : صباح الخير لصوت فلسطين، بمناسبة مرور 17 عاماً على إنشاء هذه الإذاعة التي لعبت دوراً هاماً في التوعية والإعلام والسياسة، هذه الإذاعة التي تصل إلى كل قلب وعقل فلسطيني، ونحن فخورون بهذه الإذاعة التي تنقل أيضا المواقف الصحيحة السياسية التي نريد من خلالها أن نصل إلى دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.