عادت نظرية المؤامرة في أحداث باريس للظهور حيث يعتقد الكثيرون من الشبان الذين يتداولون الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي بوجود مؤامرة وراء أحداث باريس مثلما ظهرت الشكوك نفسها بعد أحداث سبتمبر في الولايات المتحدة. وانضم عدو لدود للمسلمين في فرنسا هو جان ماري لوبن مؤسس الجبهة الوطنية الفرنسية اليمينية إلى نظرية المؤامرة حيث كرر في مقابلات صحفية رغم تجاوزه الثمانين من عمره اتهامه للمخابرات وراء أحداث باريس. رغم أن هذا العجوز مشهور بعدائه للإسلام كما أن ابنته التي تتزعم حزبه رفضت تصريحاته هذه.
لوبن يقول لماذا عثر على هوية أحد الأخوين كواشي في سيارة مثلما عثر على جواز سفر أحد منفذي هجمات سبتمبر في نيويورك؟ ولم يكن هؤلاء أسبق من العرب في اعتناق نظرية المؤامرة، لأن الكثيرين عبروا عن ذلك علناً منذ وقوع الأحداث.. وبالطبع ينطلق هؤلاء من موقع حساب الأرباح والخسائر من وراء عمليات باريس ففي المحصلة فإن أعداء الإسلام هم المستفيدون من الهجوم على المجلة وإسرائيل استفادت من الهجوم على المتجر اليهودي.
بل ذهب البعض للقول إنه حتى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" هو تنظيم وهمي مختلق غير موجود على الأرض وأن من يمارسون دوره هم أجهزة مخابرات مختلفة كل يمارس عمله في منطقة معينة، لأن التنظيم غير محدد الهياكل والأسماء والقيادات.. فكل شخص يستطيع الإدعاء أنه من داعش باعلان البيعة اللفظية فقط.
إذاً كل ما يحدث في عالمنا الآن مؤامرة بدءاً من الربيع العربي وثوراته وقحطه ودمويته إلى هجمات باريس وغيرها. ففي المحصلة لا مصلحة عربية إو إسلامية فيما جرى ويجري في عالمنا العربي منذ ثلاث سنوات، والدليل هذا الدمار وهذه الفتن وهذا القتل. فكل الغرب والشرق والدول الإقليمية غير العربية استفادت من المذبحة الجارية في العالم العربي. لا انفي المؤامرة طالما ان هناك اغبياء يقعون في فخ الآخرين وما اكثرهم، لأن ارجاع كل شي يحل بنا الى مؤامرة هو بحد ذاته مؤامرة.