علمت "الدستور" الاردنية من مصادر موثوقة في غزة، أن حركة حماس تواجه داخل قياداتها خلافات حادة، يصفها خبراء بأنها تصل لحد الانشقاق. وأوضحت المصادر أن مسؤولا أمنيا سابقا في الحركة لديه خلافات عميقة مع القيادة بعد أن خرج من دائرة السلطة المباشرة، نتيجة ما سمي بالمصالحة الوطنية.

وأضافت هذه المصادر أن هذه الشخصية قد شكلت فصيلا عسكريا مستقلا عن كتائب القسام الجناح العسكري للحركة أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة، وكانت هذه الشخصية عملياً قد فشلت في انتخابات حماس الداخلية، ولكنها تملك نفوذا على قواعد الحركة في الشمال بحكم أنها كانت مسؤولة هناك.

واتهمت المصادر هذه الشخصية بأنها تحاول استغلال أزمة رواتب الكوادر الأمنية لإيجاد قلاقل وخلافات في غزة. وأوضحت المصادر أن كتائب القسام بعيدة عن هذا الصراع.

واستغربت مصادر "الدستور" في غزة قصة التفجيرات التي حدثت شمال غزة، ومحاولة تغطيتها بما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، معتبرة أن الأمر بات مكشوفاً لمعظم الفصائل في غزة والقيادات السياسية والعسكرية.

وناشدت هذه المصادر قيادة حماس بأن تبادر فوراً وبجدية للجم هذه التصرفات من قبل البعض الذي لا يرغب بالمصالحة الوطنية، وبالتالي لا يريد مصلحة الشعب الفلسطيني حفاظاً على مصلحته الشخصية. وقال أحد السياسيين الفلسطينيين انه اقترح على احد قيادات حماس البارزة اعلان الحركة تخليها عن السلطة في غرة بالكامل، والطلب من كوادرها العسكرية الالتحاق بأجهزة السلطة والالتزام بقوانينها بما لها وعليها، او الالتحاق بالقسام بشكل كامل كمقاتلين في صفوفها حتى يتسنى لعملية المصالحة الوطنية الخروج من حالة الانسداد التي تعصف بها.

 وأوضح السياسي الفلسطيني أن الطرح لاقى ارتياحا في داخل حماس، لكن قوى الشد العكسي داخل الحركة تقف عائقا في وجه هذه الخطوة.

وفي اتصال لـ"الدستور" مع أحد قيادات فتح في الداخل، أكدت هذه الشخصية أن هناك بالفعل أطرافا في حماس، تسعى لإفشال المصالحة الوطنية وذلك حتى لا تخسر مكاسبها الشخصية من كل النواحي التي تحققت لها نتيجة الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة.