من أسباب غضبة الجيش المصري على حكم الرئيس المعزول محمد مرسي هو ما بدأ يثيره الأميركيون والإسرائيليون عن مشروع دولة فلسطينية في غزة مع امتداد لها في العريش. وهو أمر لم ينفه الاخوان المسلمون في حينه، وعندما طرحت حركة حماس مشروع المنطقة الحرة في رفح, اتضح أن المنطقة الحرة تتوغل لمسافة 15 كيلومترا داخل مصر، فأصدر الجيش المصري أمراً عسكرياً بمنع نقل ملكية الأراضي في سيناء دون رقابته وعدم بيعها للأجانب، حيث إن عمليات بيع وشراء للأراضي في منطقة العريش ازدهرت في العقد الأخير ووصلت ذروتها في عهد الاخوان, وقيل ان رجال أعمال من حماس أو من يحملون جنسيات مصرية عقدوا صفقات عقارية لهذا الغرض.
نذكر هذا لدحض ما نشر إسرائيلياً عن أن الرئيس المصري السيسي عرض إقامة دولة فلسطينية في غزة, وامتداد لها في شبه جزيرة سيناء، فكيف لجيش عارض بيع الأراضي وعارض مشروع تطوير منطقة قناة السويس حتى لا تحتكره قطر وتركيا يعود ويفرط في أرض مصرية لصالح غزة ظاهريا ولكنه لتصفية القضية الفلسطينية ضمناً.
غزة لا تواجه كارثة إنسانية جراء العدوان فقط بل ستواجه انفجاراً سكانياً أيضاً, وقلة في الموارد الزراعية والمياه ولا حل لمشاكل غزة بمعزل عن الضفة، ولا حل لمشكلتنا إلا بإقامة دولتنا المستقلة المترابطة وذات السيادة. ولهذا يجب أن نتحد ونقترب من تجسيد الدولة بإنهاء الخلافات السياسية والاتفاق على إقامة الدولة وهي معركتنا المقبلة في الأروقة الدولية.