كنت أعلم بأن حماس غير قادرة على تقبل النقد والمراجعه لكل ما حصل منذ العدوان على غزة وخاصه بعد ظهور مجموعة من الحقائق التي أثرت في حمــــاس  وجعلت موقفها في العدوان ومن ثم الهدنة غير واضح وغير مفهوم وقد يكون غير مبرر .

في بداية العدوان على غزة كرر مشعل ومعه قيادات حماس بأن حماس في حالة دفاع عن النفس مما زاد من حالة التعاطف الفلسطيني والعربي والدولي معنا فماذا يمكن ان نفعل إتجاه عدو لا يجيد سوى القتل !!! ولكن لاحقا" لذلك  وفي لحظة إستعراض أعترف أحد قيادي حماس بانهم وكما قالت إسرائيل ورفضنا هم من خطف المستوطنين الثلاثه في الضفه وبان حماس من قامت بقتلهم ..بهذا الاعتراف اكدت حماس ما كانت تقوله إسرائيل وبهذا ثبت بأن ما تحدث به مشعل غير صحيح  وهذا كذلك زعزع الثقة بيننا وبين حماس .

 أما في نهاية العدوان على غزة  فلقد اعتبرت حماس الهدنة نصر لها ومن ثم تبين بوضوح بأن ما تحقق كان يمكن تحقيقه من الأيام الأولى للعدوان على غزة وبخسائر أقل مما جعل العديد من أبناء شعبنا يضعوا العديد من علامات الاستفهام على مواقف حماس وسياستها .

كل ذلك يمنحنا الحق بالتفكير والتساؤل والنقد الوطني من على خلفية الشراكة والانتماء الواحد .

بعد توقف العدوان حاولت حماس أن تتجاوز أي فرصه لانتقادها من خلال الاشارة للوحدة الوطنية باعتباره وسيلة للحماية من النقد وهنا نؤكد بأن الانتقاد والتقييم لا علاقة له بالوحدة الوطنية التي نقدسها ونرى بأنها حق لشعبنا على حماس وفتح .

المشكلة بأننا بحاجه عاجلا" لتطوير أطار مشترك مع حماس يجعلنا نوجه النقد والاستفسارات لها من خلال هذا الإطار!!!

لم تتقبل حماس النقد وتعاملت مع كل من ينتقد حماس بأنه ينتقد المقاومة والصمود وهذا غير صحيح ولذلك قامت حماس بشن حملات تهجم عبر إعلامها على من يمارس النقد وقام قيادات من حماس من على شاكلة الزهار بالهجوم على الجميع بطريقة غير مقبولة أبدا" .

من ضمن ما لم تتقبله حماس ..أنها لم تتقبل ما تحدث به السيد الرئيس محمود عباس عبر قناة عودة الفضائية .

فلقد تحدث الرئيس عن قرار الحرب والسلم وعدم السماح بإمتلاكه من حماس لوحدها وتحدث عن جدوى الحرب واستمرارها وتحدث عن الهدنة وكشف تفاصيلها وما كان يمكن تحقيقه منذ البداية وتحدث عن حكومة الظل في غزة ووو.

تلك التفاصيل أزعجت حماس فقام مشعل بالرد عليها بطريقة مؤدبة حيث عاتب الرئيس وأكد على إحترامة للوحدة الوطنية وضرورة التسمك بهــــا وهو حديث جيد ولا يختلف عن أحاديث كل قيادة فتح ولكن في فتح ظهر عامل جديد ومهم ومؤثر وهو الاعتداء على مناضلي فتح في غزة من قبل أجهزة حماس وتوقف هذا العدوان هو  أحد الشروط الواجبه للحفاظ على الوحده الوطنية بالاضافه الى منح الفرصه للحكومة الشرعية لكي تستلم زمام الأمور في غزة وإن كنا ننتقد عدم ظهور الحكومة بمظهر الحكومة القوية حتى الان .

تلك التفاصيل التي أزعجب مشعل وجعلته يعاتب الرئيس أزعجت أبو مرزوق فجعلته يتهجم على الرئيس وعلى السلطة الوطنية بطريقة تتسم بالاسفاف .

لم يعد من المقبول بالنسبة لنا جميعا الاستمرار في لعبة (الشد والرخي ) ..نريد موقف محدد من الاخوه بحمــــاس يكون واضح ومحدد وقائم على أسس وحقوق لنا جميعا" وكما يلي :

  • من حقنا تقييم العدوان على غزة والحديث عن النتائج بواقعيه بعيدا" عن التهويل .
  • من حقنا معرفة ما حصل حول العديد من القضايا وأهمها ..التصفيات في حماس والاعتقالات والاعتداءات على مناضلين فتح .
  • من حقنا ان نناقش الاعمار والمساعدات فانا شخصيا" لا أثق بالإعمار على يد حماس ولا بعدالة توزيع المساعدات واطالب بأن تقوم حكومة الاتفاق الوطني بدورها بالملفين .
  •  من حقنا أن نفهم ماذا تريد حماس !!!هل تريد تحرير فلسطين من النهر للبحر كما يقول الزهار أم تريد دولة فلسطينية وعاصعمتها القدس الشرقية على أراضينا المحتلة عام 1967 م كما يقول مشعل سرا" وعلنا" .
  • من حقنا ان نفهم طبيعة علاقة حماس مع الاخوان المسلمين وتأثير ذلك على القرار الوطني وما هي أولوية حماس الاخوان ام فلسطين ومن حقنا ان نطالب حماس بعدم توريط شعبنا في صراعات لسنا على علاقة بهـــا مع دول عربية شقيقه .
  • من حقنا أن نعي طبيعة الاتصالات المباشرة والغير مباشرة بين حماس وإسرائيل وبين حماس والولايات المتحده الامريكية وهدف هذه الاتصالات .
  • من حقنا كذلك ان نرى حماس جزء من المؤسسات الوطنية ليكون لدينا القدرة على حسابها وانتقادها أصوليا" .

كل تلك الحقوق هي حقوق مرتبطة بقضيتنا الوطنية ومعرفتها (وإن كنا نعرف الكثير منها ) تؤثر في شعبنا وفي حقوقنا وفي قضيتنا وبالتالي على حماس ان تتقبل الانتقاد وعليها أن تجيب على الأسئلة المطروحه بدلا" من الإستمرار في (الشد والرخي) كوسيلة للتعامل مع النقد وكأننا في لعبة .

 علينا وعلى حماس أن نٌقيم ما حصل بدلا" من الاستمرار بحفلات الفرح المبالغ فيهــــا على حساب أبناء شعبنا وتضحياتهم ومع حفلات الفرح والرقص وهز الأكتاف حفلات الشتم التي لا تٌفيد أبدا" .

هناك الكثير من النقد للإخوه بحماس وهذا لا يٌعيب حماس فمن يعمل يخطأ ولكن ما يٌعيب حماس هو عدم تقبلها للشراكة في غزة وعدم تقبلها للنقد وعدم فهمنـــا لأولوية حماس المتداخلة بين كونهم إخوان مسلمين وكونهم فلسطينين.

بقلم: ماهر حسين