الى أختى التي لامتني لأمر وهي محقة في ذلك أقول:
أنتِ مواطنة وأنا مواطن، وأنا مثلك، لم أقم وزنا يوما لأي موقع استلمته لأن الوزن أراه فقط بإيماني بالله وعقلي فقط ، ثم بانتماءاتي التالية سياسيا او اجتماعيا او ثقافيا، وهذا التدريج له المغزى والمعنى لديّ ما تدركينه جليا.
وأنا أقدر فيك العمل العقلاني والشعور الانساني والفكر الثائر المقاوم ما لا نختلف فيه.
وإن اختلفنا في بعض القضايا أو التفاصيل هنا وهناك فهذا من النافِلة المباح ان نختلف فيها بلا ضرر او ضرار.
لذا اعتقد أن الوعي الحقيقي أسبق على الموقف، وأرى أن الفكرة أسبق على الفعل، وأن البناء أسبق على العطاء، وأن الإنسان محور الأكوان، وأن الله ان كان غايتنا فجلب السعادة للانسان بأن نكون له خداما أولوية.
لننتقل للشأن التنظيمي : حركة فتح في رأيي سبيل ناجح، ضمن سُبُل، وهي حتى الآن صالحة للعمل لأسباب لا تجهلينها، فهي برأيي على الأقل تمثل التعدد والتنوع والتجدد والتفكير الحر فلا تحيز ولا عقل مغلق ولا إدعاء سلطان إلهي ولا تعصب مقيت أو غلو، ولا إقصاء للآخر ولا تكفير ولا تخوين ....الخ من اللاءات التي أجد منها عند عدد من التنظيمات (السبل) الأخرى نسب كثيرة مما ذكرت
وهذه المساحة أو الرحابة التي تتميز بها حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح لها من الايجابية: التنور والتعددية وحرية الحركة والوسطية والاعتدال والوطنية والاستقلالية، والتقبل للأخر الخ، ولها من السلبية: تسلل الشللية والانتهازيين والمتسلقين والمدعين الذين يتحلقون حول الغنيمة كاللئام حول موائد الكرام، وطوال المسيرة وحركة فتح تنظف نفسها من السموم والنباتات المتسلقة ولا تكلّ، ولم تقف يوما لتقول إنني خالِ من الشوائب أو تنزه نفسها أو تؤله ذاتها أو تدعي القداسة مطلقا، ما تحاول السُبُل (التنظيمات) الأخرى أن تعكسه على الأطر والذوات ما يخالف عقيدتي.
لندخل في المفهوم الثالث أي الثورة والكفاح والمقاومة حيث لا نختلف معا أبدا، وإن كان لي من رأي تحليلي فيما يحصل اليوم من عدوان همجي صهيوني على فلسطين وغزة، فلا يعني بالمطلق أن يرفض أحد الثورة أو الكفاح أو المقاومة أبدا، فلذلك انطلقنا وهذا حقنا، ولكن في النقطة هذه الكثير مما سأقوله من تجربتنا وتجارب الشعوب وتحت شعار الثورة حتى النصر او المقاومة مستمرة.
أما الباب الرابع هنا فهو فلسطين الحقيقة: هي كلها لنا 27000 كلم2 لنا من بلدي حيفا حتى الشمال فالجنوب فالشرق فالبحر لماذا؟ لأنه ببساطة الأغراب لم يكونوا هنا بالمطلق لا بالتاريخ ولا الجغرافيا وهذا كلام علمي مدعم حيث لم يصل هذا البلد مطلقا لا ابراهيم ولا لوط ولا موسى ولا سليمان ولا داوود صلوات الله وسلامه عليهم ( رغم عدم علاقتهم باليهودية كدين مخترع، وعدم ارتباطهم قوميا بيهود اليوم فكل الانبياء المذكورين عرب اقحاح لم يصلونا أبدا)
ويهود اليوم متهودين خزر أوربيين، ولكنهم أخذوا (كيان سياسي) فوق أرضنا فلسطين لذا لا نعترف بما يسمونه "يهودية" الكيان، اذن هذه كانت وستبقى أرضنا الى قيام الساعة.
خامسا: أنتِ، أنت محور الحقيقة وأداة الله في البناء، ومعقل الاستخلاف، وغاية النهضة، أنت وأنا وكل عقل انساني بشري أعزه الله بالتفكير والعمل والابداع والاستخلاف والإعمار، مكلف بالتحري والتفتيش والتنوير والكشف والتصدي والتخزين والتفكير وانتزاع الأفكار والتصارع العقلي المنطقي والابداعي طاعة لله وخدمة للهدف.
ولتحقيق الاستخلاف الذي غايته إسعاد البشر "فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفيرٌ وَشَهِيقٌ خٰلدِينَ فِيهَا مَادَامَتِ السَّمٰوٰتُ وَالْأَرْضُ إلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا ففي الْجَنَّةِ خٰلِدِينَ فِيهَا مَادَامَتِ السَّمٰوٰتُ وَالْأَرْضُ إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ" (هود/106-108)
عموما سرني جدا ان تختلفي معي لاقترب اكثر من عقلك الواسع والبهيج، سلامي لعائلتك الكريمة، ولست بمتخلٍ عنك كأخت كريمة تجعل عقلي يتصدع ويشقى ويستفز ايجابا فينطق، ولنا الصبر والثبات والنصر والسعادة ان شاء الله.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها