يعرف آدم حداد مواعيد فعاليات نصرة الأسرى برام الله والبيرة، ولا يتأخر عن المشاركة، فأضحى بسني عمره الاثنتين، الناشط الأصغر سنا ربما، في حقل الدفاع عن حقوق وحرية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
آدم هو العضو الأصغر في عائلته الصغيرة وتكبره شقيقتاه تولين (11عاما)، سدين (9 أعوام) ، وإبراهيم (6 أعوام)، ووالدتهم تمارا حداد التي تصحب وتنظم مشاركة الأسرة اللافته في الاعتصامات.
تمارا، فلسطينية عاشت حياتها وأنهت تعليمها المدرسي والجامعي في الاردن حيث تقيم عائلتها، وعادت وهي زوجة وأم ترعى أسرتها في مدينة رام الله، حيث تعود أصولها.
لا يوجد لعائلة حداد هذه، أقارب من أي درجة او أصدقاء ومعارف مقربون اسرى في سجون الاحتلال، لكن تمارا ترى الأسرى أبناء لكل عائلة فلسطينية وللشعب برمته، ومن هذا المنطلق الإيماني الراسخ تخرج للتضامن.
تحتجز سلطات الاحتلال اليوم، نحو 6000 أسير بينهم 21 امرأة ونحو 400 طفل ومثل عددهم من الإداريين ومن احكام المؤبدات في نحو 23 سجنا ومعتقلا ومركز توقيف وتحقيق، أغلبها تقوم داخل الخط الأخضر
وتخوض الحركة الوطنية الاسيرة معارك فردية وجماعية للمطالبة بتحسين أوضاعهم واحترام كرامتهم الإنسانية والوطنية، وسلاح الأسرى الابرز هو الاضراب المفتوح عن الطعام حيث سجل في طوله ارقاما قياسية، لكن زخم الحراك الشعبي اليومي الداعم راوح منذ اواخر عام 2010 في خانة عنوانها دون المستوى الضاغط والمؤثر نظرا لضعف المشاركة وخصوصا من قبل اهالي الاسرى انفسهم.
يتوشح آدم واشقاؤه كوفيات سمراء موشاة بالعلم، ويرفعون يافطات متواضعة أعدوها بأيدهم، وخطوا عليها بأقلامهم وقلوبهم بأقل الكلمات شعارات بسيطة لكنها عميقة في تعبيرها، من قبيل "الاسرى شرفنا"، و"تحرير الأسرى همنا"، ويحرصون على رفعها امام مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر بالبيرة.
تقول تمارا بمعنى القرابة الضيق ليس لعائلتنا اسرى في سجون الاحتلال، أهلي جميعا في الأردن، وارى الأسرى شرفنا واهلنا وضميرنا اليقظ ولهذا نأتي للتضامن و للمطالبة بحريتهم، وحفظ حقوقهم وكرامتهم الوطنية والإنسانية.
واضافت "إسناد الأسرى مسؤولية وواجب وفرض عين على الجميع، وليس على عائلاتهم وتنظيماتهم هم أولاد الشعب الأوفياء. وبيتنا يتحول قبل الفعالية الى خلية عمل، الاولاد ينهضون ويستعدون وينهمكون بسرور في اعداد اليافطات التي يرون انها مناسبة لرفعها، وانا أحضهم على المشاركة في هذه السن ليتعلموا ويتربوا على الانتماء لوطنهم وشعبهم مبكرا، ونحن عائلة فخورة بمشاركتنا".
قبل أيام علق الاداريون اضرابا مفتوحا عن الطعام دام 63 وعلق ايمن اطبيش اضرابا دخل شهره الخامس، تابعها وانتصر لها الشارع الذي يستعد لجولة جديدة عنوانها الاسرى المرضى وسياسة الاهمال الطبي المتعمد، وحرية الدفعة الرابعة من قدامى الاسرى، وهي معركة يقدر امين عام الهيئة العليا امين شومان انها بحاجة الى جهد ميداني أوسع وأكثر زخما لتحقيق اختراق، زخم يستعد ادم وأشقاؤه ليكونوا طليعته ورواده.