واصلت قوات الاحتلال أمس ولليوم الثامن على التوالي عدوانها حيث قتلت طفلا واصابت واعتقلت العشرات بالضفة وواصلت غاراتها الجوية على قطاع غزة.
وفيما جددت الرئاسة تحذيرها من استمرار العدوان، طالب منسق الأمم المتحدة الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط سلطات الاحتلال باحترام قواعد القانون الدولي، في حين اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تعزيز القوات العاملة ميدانيا للوصول الى المستوطنين الثلاثة.
وكان المئات من جنود الاحتلال اجتاحوا فجر أمس بلدة دورا وقتلوا الفتى محمد جهاد دودين (15 عاما) حيث اصيب برصاص حي في الصدر وداهموا عشرات المنازل واغلقوا جمعية دورا للأيتام وداهموا مؤسسات وصادروا ملفات وحواسيب.
وواصلت قوات الاحتلال حملتها العسكرية واسعة النطاق في قرية بيت كاحل فتشت خلالها المنازل وسرقت أموالا ومصاغا ذهبيا، وقامت بعمليات إنزال جوي، على أراضي القرية وبلدة إذنا ومنطقة فرش الهوى شمال الخليل.
واقتحمت قوات معززة من جيش الاحتلال مخيم قلنديا فجر أمس وشنت حملة مداهمة وتفتيش طالت منازل عدد من الأسرى المحررين وذويهم فيما تصدى الاهالي لجنود الاحتلال داخل ازقة المخيم وفي محيطه.
واطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي والمعدني وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع ما تسبب في جرح 3 شبان بالرصاص المباشر. ووصفت اصابة الشاب مصطفى حسني اصلان "22 عاما" بالخطيرة. كما اقتحمت قوات الاحتلال قرية عارورة.
واعتقلت قوات الاحتلال عددا من المواطنين خلال عملية عسكرية واسعة في محافظة بيت لحم، شارك فيها مئات الجنود تركزت في مخيم الدهيشة، واستولت على أجهزة حاسوب وملفات ورقية تابعة لمؤسسة ابداع الدهيشة لتنمية قدرات الطفل، جنوب بيت لحم.
ونفذت قوات الاحتلال فجر أمس عملية عسكرية واسعة في بلدة بيت فوريك اعتقلت خلالها 20 مواطنا واقتحمت عشرات المنازل. كما اقتحمت اطراف مدينة نابلس والمخيمات المحيطة بها.
واقتحمت قوات الاحتلال فجر امس مدينة جنين ومخيمها، وبلدة عرابة، وداهمت ثلاثة منازل نواب في المجلس التشريعي وصادرت ملفات وأجهزة حاسوب، وملفات من الجامعة العربية الأمريكية واحتجزت حراس الأمن وأصابت شابا بالرصاص والعشرات بحالات الاختناق.
واندلعت فجر أمس مواجهات عنيفة في مدينة سلفيت بين الشبان وجنود الاحتلال ما ادى الى اصابة شاب بالرصاص المطاطي، وآخر نتيجة الضرب المبرح.
وأصيب ستة مواطنين بينهم اربعة اطفال في قصف جوي فجر أمس على أهداف مختلفة في عدد من مدن قطاع غزة.
وأعلن نادي الأسير مساء أمس عن ارتفاع عدد المواطنين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال في عدوانها الواسع في الضفة على مدار الاسبوع الأخير ليصل إلى 388 مواطنا على الأقل بينهم 47 أمس، مشيرا الى ان هذا العدد يشمل المواطنين الذين أوقفوا لعدة أيام واعتقلوا وما زالوا محتجزين حتى الآن.
وفرضت قوات الاحتلال قيودا مشددة على دخول المصلين للمسجد الأقصى المبارك أمس ومنعت المواطنين الذين تقل اعمارهم عن خمسين عاما من دخوله واداء صلاة الجمعة فيه.
واضطر مئات المواطنين الى اداء صلاتي الفجر والجمعة في شوارع القدس، وعلى أبواب المسجد الأقصى.
وحذرت مؤسسة الرئاسة مجددا أمس من استمرار الإجراءات الإسرائيلية التصعيدية، والتي أدى آخرها إلى استشهاد الفتى محمود دودين "13 عاما". وأكدت الرئاسة، في بيان لها، أن هذه الأعمال مدانة ومرفوضة، وتخلق الأجواء المدمرة، مطالبة الحكومة الإسرائيلية بتحمل مسؤولياتها إزاء هذه التصرفات الخطيرة.
وشددت الرئاسة، على أنه لا يجوز استغلال الحادث الذي جرى قبل أسبوع لاستمرار هذه الإجراءات، والأعمال التي أدت إلى الإضرار بحياة الأبرياء، وعطلت الحياة اليومية لمئات الآلاف من أبناء شعبنا.
وبناء على توجيهات الرئيس محمود عباس تفقد رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله أمس الأوضاع في محافظة الخليل التي تتعرض لحملة شرسة من قبل سلطات الاحتلال يرافقه رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج ورئيس جهاز الأمن الوقائي اللواء زياد هب الريح.
وأكد الحمد الله ان القيادة والحكومة على تواصل مع جميع دول العالم لرفع الحصار عن الخليل مضيفا انه تم تشكيل لجنة مصغرة لحصر الاضرار وتقديم المساعدات للمواطنين للتغلب على الأزمة التي سببها الاحتلال داعيا الجميع للتكافل والتوحد لتجاوز هذه الأزمة العصيبة وزوال الاحتلال.
ومنعت سلطات الاحتلال رئيس الوزراء من زيارة مدينة دورا للمشاركة في تشييع جثمان الشهيد الطفل محمد دودين.
وطالب منسق الأمم المتحدة الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري سلطات الاحتلال باحترام قواعد القانون الدولي خلال عملياتها العسكرية في الضفة. ودعا سيري إسرائيل إلى عدم الاستخدام المفرط للقوة، واحترام حياة وكرامة ومعيشة المواطنين الفلسطينيين، والسعي إلى تقليل تأثير العمليات الأمنية على الفلسطينيين.
وأعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تعزيز القوات العاملة ميدانيا للوصول الى المستوطنين الثلاثة. وقال نتنياهو اثناء استقباله عائلات المستوطنين الثلاثة أمس "ان مهمة العثور على الأبناء تأتي قبل كل شيء آخر". واضاف: "هذه هي الغاية الأساسية من الأنشطة العملياتية والاستخباراتية التي نقوم بها وتم استدعاء جميع الوحدات المختصة لتنفيذ هذه المهمة. لقد عززنا القوات العاملة ميدانيا ونبذل جهودا هائلة من شأنها الوصول إلى الأبناء".
من جانبه قال وزير جيش الاحتلال موشيه يعالون أمس في لقاء مع مجندين في القوات الخاصة تشارك في العدوان على الضفة: "في حال جرى الاشتباك مع الخاطفين، فإن عليهم التصرف على أساس ان المختطفين على قيد الحياة". وأضاف: "العمليات التي نفذها الجيش في الأيام الأخيرة جبت ثمنا باهظا من حماس في الضفة الغربية، أشد إيلاما من الضربات الجوبة" حسب تعبيره. وتابع: "العديد من مؤسسات حماس في الضفة الغربية تضررت بشكل كبير".
ونقلت القناة العاشرة الإسرائيلية، مساء أمس عن مصدر وصفته برفيع المستوى قوله إن التقديرات ترجح ان "المستوطنين المختطفين الثلاثة لا يزالون في الضفة الغربية وعلى قيد الحياة، وأن الخاطفين لم ينجحوا بنقلهم إلى سيناء أو الأردن"، وزعم أن الطوق يضيق حول الخاطفين.
وقالت القناة: "إن سلوك الخاطفين الحالي وعدم ارسالهم أية إشارة، يذكر بعمليات سابقة انتهت بقتل المختطفين. ورغم ذلك إلا أن الأجهزة الأمنية لا تزال تؤمن بأن المختطفين الثلاثة على قيد الحياة، طالما لم تتوفر أي معلومات منافية لذلك".
وأضافت: "الحملة العسكرية الحالية تتجاوز عمليات البحث عن المختطفين، ولها عدة أهداف سياسية واضحة، مثل إضعاف حركة حماس سياسيا واجتماعيا وتفكيك حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية".
من جانبه قال وزير المالية الإسرائيلية يائير لبيد ان "الحملة العسكرية على الضفة تهدف الى ثلاث قضايا حاسمة تتمثل في اعادة المخطوفين الثلاثة وتدمير حماس وتفكيك حكومة الوحدة الفلسطينية". وأضاف في مقابلة مع القناة الاسرائيلية الثانية "أنا ضد الاحتكاك مع السكان الفلسطينيين ويجب أن ندير العملية العسكرية بعقلانية خاصة أن شهر رمضان على الأبواب وانا ضد اندلاع انتفاضة ثالثة".
وأكد ان "العملية العسكرية على الضفة خاصة الخليل معقدة ولا نريد انتفاضة جديدة، والأمن الإسرائيلي متأكد مئة بالمئة ان حماس هي التي نفذت عملية الخطف". ودعا لبيد إلى "تدمير البنية التحتية لحماس ومسؤوليها السياسيين". وطالب بأن يمضي أسرى صفقة "شاليط" فترات محكومياتهم.
وقال وزير العلوم الاسرائيلي يعقوب بيري وهو رئيس أسبق لجهاز الأمن العام (الشاباك) إن "العملية العسكرية قد تستغرق فترة طويلة تمتد لأشهر بل لسنوات". ورجح "استمرار وجود مجموعات مسلحة في الضفة الغربية رغم ضغط الحملة الأمنية الواسعة الجارية حاليا" التي وصفها بـ "المتوازنة والمدروسة والمحكمة التخطيط والتنفيذ".
وأكد بيري المنتمي إلى حزب "هناك مستقبل" الوسطي "ضرورة العودة إلى مسار التفاوض مع الفلسطينيين بعد انتهاء أزمة الاختطاف باعتبار التسوية السلمية مصلحة إسرائيلية وجودية".
من جانبه رأى رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية القطب الليكودي اليميني زئيف إلكين "وجوب تسديد أي ضربة ممكنة لحماس دون استبعاد عمليات تصفية لعناصرها" حسب قوله.
وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" أمس ان تقديرات جهاز "الشاباك" تشير الى "أن الأسرى الفلسطينيين يقفون خلف التخطيط لتنفيذ عمليات خطف جنود واسرائيليين، وأصبحت لديهم قناعة بأن تنفيذ عملية الخطف كانت مسألة وقت".
وأضافت "يعتمد الشاباك على هذا التقدير لارتفاع عدد عمليات التخطيط لخطف جنود والتي احبطها الجهاز بمساعدة مصلحة السجون منذ شهر أيلول عام 2013 حتى اليوم، حيث تم احباط 11 محاولة تخطيط لعمليات خطف جنود أو اسرائيليين، وقد استعان الأسرى بأجهزة الهاتف الخلوي التي كانت تهرب لهم داخل السجن".