دشَّنت شحنة منتج غذائي ممهور بعبارة «صنع في فلسطين» أول تبادل تجاري بين لبنان ودولة فلسطين. فيوم الأربعاء الماضي حطَّت طائرة «الميدل ايست» في «مطار رفيق الحريري الدولي»، قادمة من «مطار عمان الدولي»، تحمل معها طناً من التمور الفلسطينية لمصلحة إحدى الشركات في لبنان.

باستثناء حالات الاستغراب التي بدت على ملامح المخلصين الجمركيين الذين دوّنوا اسم المنشأ «دولة فلسطين»، لأول مرة في تاريخ الجمهورية اللبنانية، جرت معاملات إخراج المنتج الغذائي بالطرق القانونية الـمُتَّبعة، وبكل سهولة، بعد أن انسابت حركة المعاملات الإدارية طبيعياً.

وأهم ما في عملية الاستيراد من فلسطين التي ستكون باكورة التبادل التجاري بين لبنان وفلسطين، وإن اقتصرت على كمية متواضعة جدا من التمور، بأنها وصلت إلى لبنان من دون أي ختم أو عبارة إسرائيلية على أي مستند أو كرتونة، بعد أن انطلقت جواً من مطار عمان قادمة من أريحا براً عبر جسر الملك حسين، وبذلك تكون الشحنة منتجاً فلسطينياً 100 في المئة.

لا يجد نزيه بقاعي، وهو من الناشطين الفلسطينيين في لبنان، سوى التعبير عن اعتزازه بهذه البادرة التي تصنف في خانة الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي لم تمْحُهُ كل الاعتداءات الصهيونية، والحصار المفروض عليه الذي كسره، وأثبت جدارته في التصنيع الغذائي، لكن ينقصه الدعم العربي، وإن كان مطلوباً على الأقل في دعم إنتاجاته الزراعية والصناعية.

يُذكَر أن فكرة الاستيراد من فلسطين قد تبلوَرَت في لقاء جمع تجّاراً لبنانيين وآخرين من فلسطين، وكغيره من الإنتاجات العربية فإن الإنتاج الفلسطيني المعفى من ضريبة الاستيراد والرسوم في إطار اتفاقية التيسير العربية التي وقعت عليها دولة فلسطين ولبنان أيضاً.