طالب الاتحاد الأوروبي كافة الأطراف، بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب أية أعمال أحادية الجانب من شأنها زيادة تقويض جهود السلام وإمكانية تطبيق حل الدولتين، كاستمرار التوسع الاستيطاني، مؤكدا أنه سيواصل المراقبة عن كثب للأوضاع والآثار الأوسع نطاقا، وسيتصرف بناء على ذلك.
وقال الاتحاد في بيان له عقب عقد مجلس الشؤون الخارجية، امس، اجتماعا حول عملية السلام في الشرق الأوسط في بروكسل، إن الحل التفاوضي القائم على وجود دولتين هو الوسيلة الأمثل لحل الصراع حلا جذريا حاسما.
وعبر عن أسفه لعدم إحراز الطرفين لتقدم أكبر في المحادثات، رغم الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة، حاثا الطرفين على استغلال الأسابيع القادمة لإيجاد أرضية مشتركة والتوصّل للقوة السياسية اللازمة لاستئناف هذه العملية ولاتّخاذ القرارات الجريئة اللازمة.
وشدد الاتحاد الأوروبي على أنه سيبذل كل ما بوسعه لدعم ذلك الهدف، من خلال عرض إقامة شراكة ذات امتيازات خاصة من شأنها أن تضمن تقديم الدعم الاقتصادي والسياسي والأمني غير المسبوق للطرفين في حال توصلهما إلى اتفاق حول الوضع النهائي.
وأضاف البيان "لقد دأب الاتحاد الأوروبي على دعم جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية بناء على شروط واضحة ومحددة، وتحقيق المصالحة بناء على هذه الشروط يشكل عنصرا هاما بالنسبة لوحدة الدولة الفلسطينية المستقبلية وللتوصل إلى حل قائم على دولتين وسلام دائم، ويتطلع لمواصلة تقديم دعمه، بما في ذلك المساعدات المالية المباشرة للحكومة الفلسطينية المحتملة التي ستتألف من شخصيات مستقلة وتلتزم بالمبادئ التي أعلنها الرئيس عباس في خطابه في 4 أيار- مايو 2011".
وتابع: "يتعيّن على حكومة كهذه أن تتمسك بمبدأ اللاعنف، وتبقى ملتزمة بتحقيق حل قائم على دولتين والتوصل إلى تسوية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي من خلال المفاوضات، وقبول الالتزامات والاتفاقيات المبرمة سابقاً بما فيها حق اسرائيل الشرعي في الوجود'، مشيرا إلى أنه سيستند في انخراطه مع الحكومة الفلسطينية الجديدة بناء على تقيّدها بهذه السياسات والالتزامات".
ورحب بإمكانية إجراء انتخابات ديموقراطية حقيقية تشمل كل الفلسطينيين، مشددا على ضرورة بقاء الرئيس محمود عباس، بصفته رئيساً لمنظمة التحرير الفلسطينية، مسؤولا بالكامل عن عملية التفاوض، وأن يبقى مخوّلا بالتفاوض نيابة عن كل الفلسطينيين، واستئناف مفاوضات السلام.
وقال البيان: "يشعر الاتحاد الأوروبي بقلق بالغ حيال التطورات الأخيرة فيما يتعلق بعملية السلام، حيث أيّد الاتحاد بالكامل مساعي السلام التي بذلها وزير الخارجية الأميركي جون كيري وفريقه وأثنى عليها، ويعتقد بأن هذه المساعي الواسعة النطاق التي بُذلَت خلال الشهور الماضية يجب ألا تذهب سُدى".
واستذكر الاتحاد الأوروبي الاستنتاجات السابقة التي خلص إليها المجلس وأرسى فيها رؤيته بشأن حل قائم على دولتين من شأنه أن يفضي إلى التوصل إلى اتفاق حول كافة قضايا الوضع النهائي ويُنهي كافة المطالب ويحقق التطلعات المشروعة للطرفين، وأن واقع الدولة الواحدة لن يكون منسجما مع تطلعات كهذه.