ثلاث مناسبات عززت هوية رام الله الثقافية وأكدت البعد المعرفي والجمالي لهذه المدينة الساحرة ..
المناسبة الاولى افتتاح معرض فلسطين الدولي للكتاب، وانطلاق فعالياته الثقافية، وهي المناسبة السنوية في دورتها التاسعة، التي دأبت وزارة الثقافة على اقامتها، وتحتفي من خلالها بالكتاب الفلسطيني والعربي، كما تحتفي بالناشرين، وكبار المثقفين والأدباء والشعراء، وهذا العام كانت المملكة المغربية ضيف الشرف على المعرض، وحضرت قامات عالية، في مقدمتها وزير الثقافة المغربي، وكبار الأدباء ومنهم الروائي محمد برادة، والروائي احمد المديني والشاعر ادريس الملياني، وصادق عبد الله واسماء اخرى، كما شاركت وزيرة الثقافة الاردنية ودور نشر من مختلف البلدان العربية، وشعراء وأدباء وشخصيات مرموقة من تونس، وسلطنة عمان، والاردن والكويت ودولة الامارات .. الخ.
معرض الكتاب أضاء في القلوب الفرح والمسرة، وساهم في وصول الكتاب الى الجمهور رغم أنف الاحتلال.
المناسبة الثانية المتزامنة مع معرض الكتاب، كان معرض الفن التشكيلي للفنان الكبير خالد حوراني الذي اقيم في جاليري 1 في رام الله الذي تديره سمر مرتا، كانت حدثا فنيا مميزا، قدم من خلاله خالد حوراني لوحات تتوفر بها عناصر فنية رفيعة، وكل لوحة لها حكاية، والحكاية تضفي سحرها على اللوحة، بل ان هناك تبادل جماليات ما بين اللوحة وحكايتها.
أمتعنا خالد حوراني بلوحاته، وهو أحد المبدعين الذين ساهموا في تأسيس أكاديمية الفنون، كما انه الفنان الذي استطاع ان يحضر لوحة بيكاسو الى فلسطين، وقد تحدثت عن هذا الفعل الثقافي الرائع كل الأوساط الثقافية والاعلامية في معظم دول اوروبا، كفعل مقاومة للفلسطينيين الذين يحتفون ببيكاسو وهم يعيشون تحت ظروف قاسية ناجمة عن وحشية الاحتلال.
المناسبة الثالثة التي تزامنت ايضا مع معرض الكتاب، ومعرض خالد الحوراني، كانت افتتاح مهرجان رام الله للرقص المعاصر، الذي اطلقته سرية رام الله وشاركت به فرق محلية في مقدمتها فرقة السرية وفرق عالمية.
ومهرجان رام الله للرقص المعاصر جاء بعد مهرجانات عديدة لسرية رام الله قدمت فيه التراث الفلسطيني التقليدي، والمطور والتعبيري، ولا شك ان مثل هذا النشاط يمنح الفرصة للجمهور كي يستمتع بابداع ساحر يمثل متعة وجدانية وبصرية وجمالية، ويشيع ثقافة الحداثة والتجديد والانفتاح في مواجهة التزمت والانغلاق.
ويجدر بي هنا ان احيي ادارة سرية رام الله، والمشرف على هذا المهرجان السيد خالد عليان.
مناسبات ثلاث اضاءت روح مدينة وروح فلسطين، وكللت رام الله بجمالياتها وخصوصا ان مناسبة رابعة احتفل بها شعبنا في رام الله وفي مدن وقرى ومخيمات فلسطين، بعيد أحد الشعانين، هذا العيد الذي غمر بلادنا بالمحبة والدفء والتنوع الثقافي الخلاق، وقد شهدت ما قامت به بلدية رام الله من احتفالات شاركت بها فرق موسيقية وكشافة في مشهد يعبر عن أعلى درجات الوحدة الوطنية.
مناسبات ثقافية تمثل قوة الحياة في روح الشعب الفلسطيني، وقوة الثقافة في مشروعنا الوطني، وقوة الهوية الوطنية بأبعادها الحضارية والانسانية.