أكد أمين عام الرئاسة، عضو اللجنة المركزية لحركة 'فتح'الطيب عبد الرحيم، أن الشهيد خليل الوزير 'أبو جهاد' ترك أثرا وإرثا واضحين في مسيرةالنضال الفلسطيني. 

وقال عبد الرحيم في لقاء مع إذاعة صوت الحرية، لمناسبةالذكرى الـ24 لاستشهاد أبو جهاد، مساء اليوم الاثنين،'في مثل هذه الأيام نستذكر أحدالأخوة والقادة المؤسسين الذين حملوا أرواحهم على أكفهم، وناضلوا بصمت دون بهرجة ودونإعلام ولكنهم صنعوا الرجال الرجال، صنعوا الانتصارات، صنعوا البطولات، بلوروا شخصيةالشعب الفلسطيني وكينونته' 

وأضاف أن 'أبو جهاد سيظل دائما في قلوبنا وأفئدتنا ونبضعروقنا، لا يموت فينا على الإطلاق بل يتجدد مع كل شبل، مع كل زهرة، مع كل انتصار تحققهالقضية الفلسطينية وتحققه مسيرتنا الكفاحية' 

واسترجع أهم المواقف التي جمعته بالشهيد أبو جهاد منذلقائهم الأول، حتى قبيل استشهاده، وصفات القائد التي جمعها في شخصيته الاستثنائية،فقد ألهم الشعب الفلسطيني لمواصلة نضاله المشروع في نيل الحرية والانعتاق من الاحتلال.

وقال: 'أبو جهاد هو أمير شهدائنا كما وصفه الأخ الشهيدالقائد ياسر عرفات، أمير شهدائنا بكل ما تعنيه الكلمة، فقد عرفته عام 67 بعد النكسةوظل وقع أول لقاء لي معه في دمشق في قلبي وعقلي ووجداني، لمست أنه يعرف كل رموز فلسطين،وكل تاريخ فلسطين، وقال لي يومها '(نحن الامتداد نحن جذر جديد يزرع في الأرض الفلسطينيةوفي القضية الفلسطينية، رحم الله والدك) فعرفت أن أبو جهاد كان فلسطينيا حتى النخاع،كان ناكرا للذات، كان دائما حنونا على أبناء الشهداء وعلى أبناء الجرحى، كان صادقاحنونا مع أبنائه الذين ناضلوا إلى جانبه وتحت أمرته'.

وأشار عبد الرحيم إلى قوة العزيمة وعلو الهمة التي كانيتمتع بها الشهيد أبو جهاد، وتحفيزه للثوار بمواصلة نضالهم بثبات، مضيفا 'لا أستطيعأن أقول إلا أنه رمز من رموزنا التي ستظل خالدة، فسيظل في قلوبنا، وعقولنا ونبض العروق،فدائما نستذكر كلماته الجميلة (نفس الرجال يحيي الرجال)، نستذكر ابتسامته الجميلة،وفي عز الظروف الحالكة كان يرفع من المعنويات، فبمجرد أن تنظر إلى وجهه ترتفع المعنويات،ويزيد من صلابتنا ويزيد من ثباتنا '. 

وحول فلسفة الشهيد أبو جهاد الثورية، أكد عبد الرحيمأن الشهيد أخذ الثورة بشمولية وفي كل الميادين، قائلا: 'عرفت أبو جهاد وهو مسؤول للإعلامفي حركة فتح، وكان لدينا فكرة أنه مؤسس ومقاتل، وهو كذلك، لكن كان دائماً يقول (البندقيةإذا لم تكن مسيسة فهي قاطعة طريق) ولا بد أن يكون هناك قناعة لدى الكوادر بالمبدأ وبالطريقوبالنهج، وأن هذه الطريق ستوصلنا إلى أقصانا إلى قدسنا، فلم يكن أبو جهاد مجرد مقاتليحمل البندقية ويهوى القتال، بل كان مسيساً، وعندما تجلس أمامه فهو مقنعا إلى أبعدالحدود، لا تستطيع أن تناقشه وتجادله في شيء، لأنه كان يستوفي كل الأسئلة التي في دماغكفي كلامه، ومع هذا نستزيد منه في كل المراحل الصعبة والمنعطفات الصعبة، كان معلما وقائداوأخا كبيرا وحنونا وكان مبعث أمل دائما'.

وأثنى على أهل قطاع غزة الذين كان لهم دور مشرف في مسيرةالنضال الفلسطيني، والتضحيات الجسام التي قدمها قادة الحركة الوطنية الذين قدموا منالقطاع وشاركوا في هندسة وانطلاقة المشروع الثوري التحرري الفلسطيني.

وقال: 'غزة دائما كانت مصنعا للرجال، كانت دائما مصنعاللبطولات ومفجرة للثورات، أنبتت خليل الوزير، وياسر عرفات، وأبو صبري وكمال عدوان،وكل الرموز الخالدة في عقولنا وأفئدتنا'.

وحول مواقف الشهيد أبو جهاد، قال عبد الرحيم: 'من القصصالتي ما زلت أتذكرها عندما كنا في حصار طرابلس، كانوا يقصفوننا بالمدفعيات الثقيلة،وأن الشهيد الراحل لم يهتز وكان يبتسم ويقول (هذا قدري حتى آخر لحظة، قل لن يصيبناإلا ما كتب الله لنا)، وكان يرفع المعنويات ويستحلفنا بالله أن نصمد أمام جبروت منكانوا يريدون أن يصفوا هذه الثورة'. 

وحول مواقف الشهيد ومسيرته الوحدوية، قال امين عام الرئاسة:'بالنسبة للوحدة الوطنية، كثيرون كثيرون تطاولوا على أبو عمار يوم مغادرتنا طرابلس،وكان دائما قاسم مشترك والغراء الذي يجمع ولا يفرق وما كان يهاجم أحداً، فقد كان فارسافي الإطار، وخارج الإطار ينضبط حتى لو كان الموقف مخالف لقراره، ففي الكثير من المواقففي حرب الجنوب؛ في حصار بيروت كان مع المقاتلين، ومع القادة في حصار طرابلس التي كانتمن أشد المعارك إيلاما على النفس، لأن السلاح العربي كان يضربنا، وكان الشهيد يمتلكوضوح الرؤية، وكان عندما يلاحظ أنه لا يوجد فرصة، يصمد وكان لا يهاجم كان حريصا علىالوحدة الوطنية والعربية، والكل كان يعرف أن أبو جهاد يريد الجميع، جميع القوى في الساحةالفلسطينية، فكان أبو جهاد أول من حاور حماس، وأول من حاور الإخوان المسلمين، وكانيريد أن يأتي بهم للساحة لكنهم كانوا يرفضون وفي الانتفاضة الأولى جاءوا متأخرين، وكانيتألم، ومع ذلك لم يتذمر وكان في كل المواقف كالجبل الشامخ الذي يعمل على القضاء علىاليأس والإحباط ويعتبر اليأس والإحباط أكبر عدو للشعوب'.

وأضاف عبد الرحيم: 'كنت أشعر أن الشهيد يودني ويميزنيكما كان الشهيد الخالد ياسر عرفات، وكانت بيننا علاقة رباط روحي، وأعرف ما الذي يفكرفيه، وكنت أزوره في بيروت وفي تونس ودائما كنت أشعر وكأنه معي في كل لحظة يوجهوني،وقبل استشهاده زارني في يوغسلافيا حيث كنت سفيراً هناك بينما كان يجتمع مع بعض الإخوانالذين يأتون من الداخل، وعندما كنت أتحدث إليه عن التعب والإرهاق كان يقول (هذا شغليما تدخلش فيه)، فكنت أعزمه عندي على البيت عندما يأتي إلى يوغسلافيا لكن كان دائمايقول لي (لا تدل البدوي على باب بيتك)، فأقول له 'يا أخي أبو جهاد البيت بيتك' وكانينام عندي ويستريح، إلا أن شغله الشاغل كان الثورة وكيف نستطيع أن نحقق وننجز وأن نفرضنفسنا'.

وحول شعوره لحظة استشهاد أبو جهاد، قال عبد الرحيم'عندما استشهد أبو جهاد شعرت شخصيا وكل الذين عرفوه، شعرنا أننا فقدنا ليس مجرد رمز،بل فقدنا أباً وأخاً ومعلماً ومثالاً، قدوة في كل شيء، فيا أبو جهاد لك الكلمة الصادقةوالعهد والقسم أن نظل لك أوفياء على دربك، وعلى نهجك، وعلى المثل التي ربيتنا عليها،أنت وكل أخوتنا القادة الرموز الأخ أبو عمار، والإخوة النجار والكمالين، وكل المواكبلأننا عندما نتمثلهم نشعر بسعادة، فقدنا رجالا رموزا وأساتذة ومعلمين مناضلين بكل معنىالكلمة، صنعوا الثورة لكي يحيا شعبنا، ليس بأي هدف آخر، كان نصب أعينهم دائما مصلحةشعبنا وأن نكون على الخريطة السياسية والخريطة الجغرافية، له ولإخوته كل الوفاء منكل شعبنا، وجمعنا الله بك يا شهيدنا الخالد مع رمزنا الخالد أبو عمار في اللجنة إنشاء الله ومع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا'.