غزة - في يوم الاسير الفلسطيني الثلاثاء ترى الاسيرة المحررة هناء الشلبي التي ابعدتها اسرائيل الى قطاع غزة، ان الاضراب عن الطعام هو الطريقة الافضل لتحقيق مطالب نحو خمسة الاف معتقل فلسطيني في السجون الاسرائيلية.

وبعد ان اضربت الشلبي (30 عاما) عن الطعام لمدة 43 يوما انتهت في الاول من نيسان (ابريل) الماضي، تراجعت السلطات الاسرائيلية وافرجت عنها الا انها قررت ابعادها الى قطاع غزة.

وتقول الاسيرة المحررة: 'الطريقه الوحيدة لتحقيق مطالب الاسرى هي الاضراب عن الطعام بعد تجربتي وتجربة الشيخ خضر عدنان، الاسرى سيواصلون اضرابهم عن الطعام حتى تحقيق مطالبهم'. الا انها لم تستبعد خيارات اخرى 'لتحرير الاسرى مثل خطف جنود اسرائيليين لمبادلتهم'.

وكان اسلوب الاضراب عن الطعام بدأه المعتقل خضر عدنان الذي اضرب عن الطعام لمدة 66 يوما احتجاجا على اعتقاله الاداري، وتبعه عدد اخر من المعتقلين اداريا الذين وصل عددهم الى 320 معتقلا.

وكانت هناء شلبي بدأت اضرابا عن الطعام في السادس عشر من شباط (فبراير) الماضي، احتجاجا على وضعها قيد الاعتقال الاداري لمدة شهور، واحتجاجا على تعرضها للضرب عند اعتقالها من منزلها. وخفضت محكمة اسرائيلية مدة الاعتقال الاداري من ستة اشهر الى اربعة، الا ان هناء واصلت اضرابها عن الطعام.

وهناء الشلبي من سكان قرية برقين في جنين شمال الضفة الغربية وكانت من الاسرى المحررين في صفقة تبادل الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط نهاية العام الماضي.

وقد اوقفتها اسرائيل من جديد في 16 شباط (فبراير) الماضي ووضعتها في الاعتقال الاداري ستة اشهر. وبدأت هناء شلبي منذ اعتقالها هذا اضرابا 'مفتوحا' عن الطعام احتجاجا على هذا الاجراء.

وتقول الشلبي: 'رغم الحصار على قطاع غزة لا اشعر بانني في سجن بل اشعر انني بين اهلي وناسي. ورغم معاناة غزة الا انني نلت حريتي واتمتع بحياتي وانتصرت على العدو بقدومي الى غزة'.

واضافت: 'هنا في غزة توجد معاناة ولكن شتان بين معاناة غزة ومعاناة وقهر السجان لنا داخل السجون الصهيونية لان الاسر واقع مرير وقاس'.

وتشرح حياتها في غزة 'اسكن مع امي وابي في شقة في غزة واتواصل مع باقي اهلي في الضفة الغربية عن طريق الهاتف والفيسبوك، لا اشعر انني في غربة في غزة انا هنا في وطني الثاني حرة وقد نلت حريتي رغم انف الاحتلال'.

وتابعت شلبي: 'جئت إلى غزة، ولم يكن ذلك باختياري لكن واقع الأسر والعذاب والوحدة مرير وقاس فجاء انتقالي الى أرض غزة العزيزة بين أهلي وشعبي لأواصل أداء رسالتي كابنة لشعب يناضل من اجل استرداد حقوقه'.

واوضحت: 'أراد الاحتلال أن يقهرنا بالاعتقال الإداري ولكننا قهرناه بالإرادة والصمود وقررنا ان نكون في مواجهته وأن نقلب الطاولة في وجهه، لنؤدي دورنا ورسالتنا إلى جانب كل أبناء شعبنا في كافة ساحات الوطن'.

وتابعت: 'سأواصل مسيرتي المناهضة للعدو الصهيوني وتضامني مع الاسرى وايصال صوتهم الحر، كما انوي اكمال دراستي التي حرمني منها المحتل الصهيوني'.

وطالبت شلبي الاسرى الفلسطينين 'بان يكونوا يدا واحدة من اجل تحقيق مطالبهم العادلة واخص بالذكر المعتقلين الاداريين'.

وكان نحو 1200 اسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية بدأوا اضرابا عن الطعام الثلاثاء في حين امتنع 2300 اخرون عن تناول الطعام ليوم واحد بحسب ما اعلنت ناطقة باسم مصلحة السجون الاسرائيلية.

وحسب الدائرة الاعلامية في نادي الاسير الفلسطيني فان معتقلين من كافة الفصائل الفلسطينية اعلنوا عزمهم على بدء اضراب عن الطعام الثلاثاء.

ويوجد في اسرائيل حوالي 4700 معتقل فلسطيني، بينهم حوالى 120 اعتقلوا قبل اتفاقية اوسلو التي وقعتها اسرائيل مع منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1993، وغالبيتهم من المحكوم عليهم بالسجن مدى الحياة.

ويصادف الثلاثاء، ذكرى 'يوم الاسير الفلسطيني' حيث اعدت فعاليات شعبية ورسمية لاحياء هذا اليوم الذي يحتفل به الفلسطينيون تضامنا مع المعتقلين الفلسطينيين.