بينما تستعد إسرائيل لمنع وصول أكبر عدد من المتضامنينالأجانب إلى الأراضي الفلسطينية في حملة ستشمل قرابة الألفي ناشط من مختلف انحاء العالم،يواصل المنظمون لهذه الحملة في الجانب الفلسطيني ترتيباتهم في بيت لحم لاستقبال منسيتمكنون من الوصول الى المدينة رغم الاجراءات الاسرائيلية.

وأعربت 'g.h.k' البالغة من العمر( 37 عاما) متطوعة أمريكية في برنامج 'أهلا وسهلا بكم في فلسطين'،عن قلقلها من الإجراءاتالتي تنوي السلطات الإسرائيلية اتخاذها بحق الناشطين القادمين عبر مطار اللد 'بن غوريون'لمنعهم من الوصول إلى الأراضي الفلسطينية.

وينوي قرابة ألفي متضامن من أوروبا والولايات المتحدةالوصول الى فلسطين يوم الأحد القادم عبر رحلات جوية من بلدانهم إلى مطار اللد للمكوثاسبوعا في الضفة الغربية وخاصة في مدينة بيت لحم.

وفي ذات الوقت تواصل إسرائيل استعدادها لمواجهة وصولالمتضامنين الاجانب الى مطار اللد، وقررت نشر 650 عنصرا من الشرطة في المطار مع احتمالزيادة هذا العدد.

وذكرت مصادر إسرائيلية أن عناصر الشرطة سيرتدون الزيالمدني ولن يحملوا السلاح، لمنع التقاط صور يمكن استخدامها من قبل المتضامنين في حملتهمضد اسرائيل، خاصة أن هذا العدد من عناصر الشرطة سوف يزدحم به المطار.

وبينما تتهم إسرائيل المتضامنين الأجانب بالتحريض علىسياساتها اتجاه الفلسطينيين، نفت الناشطة الامريكية 'g.h.k' التي فضلت عدم التصريحباسمها خوفا من ادراجها على 'القائمة السوداء' التي تحظر بموجبها إسرائيل على أجانبناشطين في مجال مساندة الحقوق الفلسطينية العودة إلى الأراضي الفلسطينية، نفت أن يكونالهدف إثارة المشاكل أو المواجهة مع الأمن الإسرائيلي.

وأكد القائمون على الحملة في مؤتمر صحافي في بيت لحمأن الهدف من هذه التظاهرة الكبيرة، توجيه رسالة للحكومات في العالم تطالبها بوقف مساندةسياسة سلب الارض الفلسطينية والاعتراف بالحق الفلسطيني في الوجود على أرضه التي تحتلهاإسرائيل بالقوة.

ويهدف برنامج 'أهلا وسهلا بكم في فلسطين' كذلك، حسبالقائمين عليه- إلى تعريف الناشطين الأجانب بالثقافة الفلسطينية وواقع الحياة اليوميللفلسطينيين من خلال إستضافتهم في البيوت الفلسطينية، إضافة إلى ذلك سيتم بحضور هؤلاءالمتضامنين إعلان البدء بإقامة مشروع المدرسة الفرنسية.

المتضامنة 'g.h.k' دافعت في حديثهالـ 'معا' بقوة عن حق جميع الناس في الوصول إلى فلسطين، وقول ذلك حتى اثناء وجودهم فيمطار اللد، الأمر الذي ترفضه السلطات الإسرائيلية مما يضطر القادمين للأراضي الفلسطينيةالى القول إنهم قامون إلى إسرائيل، ورأت المتضامنة الأمريكية أن اسرائيل لها قوانينهاالخاصة التي تخالف القانون الدولي في حرية الحركة والتنقل دون قيود قائلة 'نحن لا نخالفالقانون ولا نطالب أحدا بمخالفة القانون'.

وقالت: 'فلسطين سجن كبير تتحكم إسرائيل بحدوده ولا تسمحلأحد بالوصول إليه، بل هي اكثر صعوبة من السجن فالسجناء يأتيهم زوار ولكن فلسطين معزولةبالإجراءات الإسرائيلية'.

ويكشف ناشطون تحدثوا إلى 'معا' عن قيام إسرائيل بممارسةسياسة 'الترهيب والتخويف' بحقهم لثنيهم عن القدوم إلى الاراضي الفلسطينية، وتروي ناشطةفضلت عدم ذكر اسمها أنها تعرضت خلال زيارة سابقة للاراضي الفلسطينية اثناء عودتها منمطار اللد إلى التحقيق من قبل رجال المخابرات الاسرائيلية، الذين سألوها عن كل صغيرةوكبيرة عن علاقاتها مع الفلسطنيين، كما قاموا بوضع جهاز 'اللابتوب' والاجهزة الالكترونيةالخاصة بها في قسم الامتعة بالطائرة رغم انه يحق لها الاحتفاظ بها في حقيبتها الشخصيةخلال السفر.

وبيّنت المصادر الإسرائيلية أن وزارتي الداخلية والخارجيةالإسرائيليتين وشرطة مصلحة السجون بالإضافة إلى الشرطة الاسرائيلية يشرفون على عمليةمنع دخول المتضامنين، وقد سميت هذه العملية 'المنطقة المحصنة 2'، وكذلك سيكون لجهازي'الشاباك والموساد' تواجدا في المطار وكذلك قسم المخابرات في الجيش الاسرائيلي.

ومن ضمن الاحتمالات التي وضعت في الاجتماع الذي عقداليوم وشارك فيه كافة المشاركين في هذه العملية، امكانية اعتقال بعض المتضامنين بعدوصولهم مطار اللد واصرارهم على الدخول بالقوة، لذلك شارك في هذه الاجتماعات ممثلونعن شرطة مصلحة السجون الاسرائيلية.

يشار إلى أن اسرائيل ومن خلال وزارة الخارجية بذلت جهوداكبيرة وواسعة لمنع خروج المتضامنين من دولهم، وذلك بالاتصالات التي اجرتها سفارات اسرائيلمع هذه البلدان، كذلك صدرت تعليمات من قائد الشرطة الاسرائيلية ووزارة الداخلية بمنعدخول المتضامنين في الوقت الذي رجحت بعض المصادر دخول البعض.

كذلك قام قائد الشرطة الإسرائيلية اليوم باعطاء تعليماتلعناصره بعدم استخدام القوة مع المتضامنين، والابتعاد قدر الامكان عن أي محاولات لاستفزازعناصر الشرطة والتعامل معهم بهدوء، وذلك لقطع الطريق على المتضامنين بشن حملة اعلاميةضد اسرائيل، حسب قوله.