غزة - بعد مرور أكثر من شهر على تفاقم أزمة الكهرباء في قطاع غزة، بدا العديد من المواطنين وقد ألفوا الأزمة، وبدؤوا بالتعايش معها، خاصة مع غياب أية آفاق أو آمال في حلها قريباً، في حين لا يزال الكثيرون يرفضون استمرارها، ويتذمرون من طول فترات انقطاع التيار الكهربائي.

وبدا معظم من تعايشوا مع الأزمة وألفوها من ميسوري الحال، ممن استطاعوا توفير بدائل لإنارة منازلهم وقت انقطاع التيار، بينما لا يزال الفقراء ممن يعتمدون على الشمع في الإنارة، يطالبون بحلول سريعة للأزمة.

المواطن 'أبو هيثم'، أكد أنه سئم استمرار الأزمة، وبحث عن حلول للتخفيف من آثارها، فلم يجد حلا سوى شراء بطارية كبيرة وجهاز محول للطاقة 'انفيرتر'، لإنارة المنزل، خاصة أن أحد أبنائه يدرس في الثانوية العامة 'توجيهي'، وآخر في الجامعة.

وبين أن الجهاز المذكور كلفه نحو 1100 شيكل، لكنه وفر له إنارة طوال فترات انقطاع الكهرباء، وخفف من وقع الأزمة، منوها بأن شقيقيه اشتريا جهازين مماثلين، بعد إدراكهما غياب أية حلول قريبة للأزمة.

أما المواطن أحمد منصور، فبين أنه اضطر لشراء وقود البنزين من نوع 'سوبر'، بضعف ثمنه تقريباً، ليتمكن من تشغيل المولد وقت انقطاع التيار.

ونوه منصور بأنه حول قطعة أرض يمتلكها شرق المحافظة، لمخزن وقود، حيث يعمد لتخزين الوقود تحت الأرض، بعد دفن الجالونات الممتلئة، ليبعدها عن المنزل ويتجنب خطرها.

وبين أن انقطاع الكهرباء خلال ساعات النهار لا يؤرقه، فزوجته حفظت جدول التوزيع، وباتت تستغل وقت وصول التيار لإنجاز كافة الأعمال البيتية.

وأضاف منصور: خلال ساعات الليل لا غنى لأفراد العائلة عن الإنارة، خاصة أن ثمة أربعة من الطلاب يدرسون في الجامعات ومراحل دراسية حساسة، وبحاجة للإنارة كي يذاكروا دروسهم.

وبين أنه لا يأبى التكلفة المرتفعة المترتبة على إنارة المنزل، مقابل توفير الطاقة لعائلته وقت الليل، وتخفيف وقع أزمة الكهرباء القاسية.

وأبدى مواطنون انزعاجهم جراء استمرار الأزمة، مؤكدين أنها فاقمت معاناتهم، وجعلت حياتهم أكثر صعوبة.

المواطن نور الدين حمدي، أكد أنه لم يجد سوى الشمع والمصابيح الصغيرة ذات الكفاءة الضعيفة، لإنارة منزله.

وأكد أنه بات يشتري الشمع بكميات كبيرة، ويوزعها في كافة أنحاء المنزل، وقد اتخذ إجراءات خاصة، وصمم أرفف معدنية ليتجنب مخاطر الشمع المحتملة.

وبين حمدي أنه سئم الأزمة، ولم يعد قادرا على التعايش معها، مناشدا الجهات المعنية العمل من أجل إيجاد حلول سريعة لها، بعيدا عن الوعود.

وبدا حال المواطن إبراهيم طه، لا يختلف عن سلفه، فقد أكد أنه وفي ظل شح الوقود وارتفاع أسعاره، لم يجد سوى الشمع لإنارة منزله، مبينا أنه بات يكره الليل لكثرة ما يعانيه وأفراد عائلته، وينتظرون وصل الكهرباء لحظة بلحظة.

وأشار إلى أن أبناءه يضطرون للدراسة على نور الشموع، وفي بعض الأحيان حين يتمكن من شراء كمية من الوقود، يشغل المولد لساعة أو ساعتين، ليخفف من معاناة أسرته.

وبين طه، أنه يتابع الأخبار أولا بأول، أملا في سماع خبر ينبئ بقرب حل الأزمة، التي وصفها بالأسوأ والأطول منذ سنوات.

يذكر أن سلسلة من الاعتصامات والاحتجاجات كانت نظمت أمام معبر رفح في الأيام الثلاثة الماضية، لمطالبة مصر بحل أزمة الوقود والكهرباء المُتفاقمة في قطاع غزة منذ أكثر من شهر.

وعبر المعتصمون عن استيائهم الشديد لما وصفوه بـ 'مماطلة وتباطؤ الجانب المصري في إدخال الوقود'، مطالبين بربط شبكة كهرباء غزة بشبكة الكهرباء المصرية الإقليمية.