غزة – بعد صمت محلي وعربي ودولي دام عشر سنوات على إبعادهم قسراً عن ديارهم في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية إلى قطاع غزة وأوروبا رغم النداءات والمناشدات والرسائل المتكررة، عقد مبعدو كنيسة المهد إلى قطاع غزة العزم على تفعيل قضيتهم ووضعها على طاولة البحث الدولي وأمام كافة المحافل العربية والدولية من خلال إقامة خيمة اعتصام ثابتة على حاجز بيت حانون 'ايرز'، وإعلان الإضراب الشامل عن الطعام حتى تُحل قضيتهم.

وتساءل الناطق الرسمي باسم المبعدين فهمي كنعان 'إلى متى سيبقى الصمت المحلي وعلى الصعيدين الرسمي والشعبي وأيضاً العربي والدولي يلف هذه القضية الوطنية والإنسانية بامتياز، والتي يعاني فيها ليس 39 مبعداً إلى غزة وأوروبا فقط، بل وذووهم المحرومون من زيارتهم منذ أكثر من 9 سنوات على التوالي.

وقال كنعان عشر سنوات مضت علينا في الغربة عن مسقط رأسنا وفي الإبعاد القسري عن ديارنا وأهلينا والقضية تراوح مكانها بفعل الاحتلال الغاصب الذي شتتنا داخل الوطن وخارجه، وحرمنا من العيش في بيوتنا ووسط ذوينا، دون ذنب اقترفناه، سوى أننا قاومنا احتلالاً انتهك الأرض والعرض والمقدسات ومازال.

وأضاف: إنه وللأسف الشديد حتى اليوم لا توجد أي مستجدات طرأت على قضية مبعدي كنيسة المهد، سواء الموجودون في قطاع غزة، أو في الدول الأوروبية، إلا ما يعانيه المبعدون من فقدان للأهل وطول المدة والمصير المجهول الذي يواجههم، وخصوصاً في ظل دخولهم العام العاشر للإبعاد، فهناك ازدياد للمعاناة، لاسيما في منع الاحتلال للأهل في بيت لحم من زيارتهم في غزة عن طريق معبر بيت حانون الأقل تكلفة ومشقة ووقت عن طريق السفر إلى الأردن ومن ثم مصر وقطاع غزة.

وأشار كنعان إلى أن معظم آباء وأمهات المبعدين هم من كبار السن الذين لا يقدرون على تحمل مشقة السفر الطويل والذي قد يصل إلى أكثر من ثلاثة أيام عن طريق مصر، في حين يستغرق سفرهم من الضفة إلى غزة مباشرة عن طريق 'إيرز' خمسة وأربعين دقيقة فقط، ناهيك عن الإرهاق البدني الذي يتحملونه في السفر الطويل ومعظمهم من أصحاب الأمراض المزمنة كالسكر والضغط وأمراض القلب والروماتيزم وغيرها.

ولفت إلى أن نحو 15 مبعداً فقدوا أمهاتهم، وآخرون فقدوا أقرباءهم، خلال السنوات العشر الماضية دون أن يستطيع أحد منهم تقبيلهم أو حتى إلقاء نظرة الوداع عليهم، متسائلاً عن أسباب عدم إثارة هذه القضية من قبل القيادة الفلسطينية والسلطة الوطنية والحكومة الفلسطينية في الضفة والحكومة المقالة في غزة، سواء على المستوى العربي أو الدولي وحتى في الأمم المتحدة، وخصوصاً أن قضية مبعدي كنيسة المهد هي مخالفة لكل الاتفاقيات الدولية، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحقوق المدنيين.

وجدد مطالب المبعدين، سواء في غزة أو الدول الأوروبية للقيادة الفلسطينية والبرلمانيين، بطرح هذه القضية في المحافل الدولية من أجل تفعيلها وإنهاء معاناة 38 مبعداً، مشدداً على ضرورة أن يتم ذكر قضية مبعدي كنيسة المهد في كافة المحافل، ورفع قضايا بحق الاحتلال الإسرائيلي على ما اقترفه ويقترفه بحقهم من جريمة حرب حسب القانون الدولي.

وأكد أن المبعدين على تواصل دائم مع المسؤولين في السلطة الوطنية في رام الله والحكومة كذلك، من أجل طرح القضية على الإسرائيليين في أية مفاوضات قادمة، خاصة أنه لم يتبق لسلطات الاحتلال أي حجة بعد إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت الذي كان محتجزاً في غزة في أيدي آسريه.

وأوضح كنعان أن المبعدين لم يتركوا باباً يمكن أن يجدوا فيه بصيص أمل إلا وطرقوه، ولكن ليس هناك جدوى حتى الآن، خاصة أن قضيتهم مازالت تراوح مكانها رغم اقترابها على السنوات العشر، معرباً عن أمله في انتهاء معاناتهم التي طالت مدتها وفقدوا خلالها الكثير من الأهل والأصدقاء، وأيضاً من طول المدة والمصير المجهول وهم يعانون وعائلاتهم من عدم الاستقرار، بالإضافة إلى منع الاحتلال الإسرائيلي لأيٍ من هذه العائلات من العودة إلى بيت لحم.

وبيَّن أن زوجته ممنوعة من قبل الاحتلال من العودة إلى بيت لحم لزيارة الأهل وكذلك كافة المبعدين، قائلاً إن ما ينطبق على زوجتي ينطبق على زوجات جميع المبعدين، داعياً كافة الفعاليات الشعبية والرسمية لمشاركتهم في الاعتصام والإضراب المنوي تنظيمهما.