كانيوم امس، يوما مختلفا لانه يوم محمود درويش، يوم الثقافة الوطنية. في عتمة الموت والقتلالاسرائيلي الوحشي لابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؛ ومع مواصلة البطلة اسيرة الحريةهناء الشلبي معركة الامعاء الخاوية لليوم السابع والعشرين، واقتحام سلطات السجون مهاجعواقسام المعتقلين الفلسطينيين واصابة حوالي خمسة عشر اسيرا من اسرى الحرية؛ وفي ظلشراسة الهجمة الاستيطانية الاستعمارية الاسرائيلية، ينهض محمود من سباته ليضيء قمرالثقافة والمعرفة والحرية؛ يأتي درويش من دروب آلامنا واحلامنا ليفتح بوابات متحفهوحديقته، “حديقة البروة” توأم الربيع وشجر اللوز للابداع والمبدعين من بني البشر؛

ذكرىميلاد شاعر الشعب والقضية والامة والانسانية، ذكرى عظيمة، لانها ذكرى رجل ابحر عميقافي عطائه الشعري. شاعر تماهى مع القضية في مساراتها ومساقاتها الكبرى، وغاص في تفاصيلها،حتى رفعها الى فضاء الانسانية.

محموددرويش، لا تكفيه ابجدية اللغة لاعطائه حقه. وتنوء الاثقال على المرء حين يقترب من قامةرمز الثقافة الوطنية، لانه لا يقوى على إيفاء الشاعر الانسان حقه.

رغمالعجز في تطويع اللغة لاعطاء محمود درويش بعض حقه، إلا انه (العجز) يعطي سيد الكلمةالباقي فينا ابدا بعض الوفاء.. محمود لم يغادرنا حتى يعود لنا... محمود باق فينا، لأناشعاره رسمت لنا معالم الطريق ... طريق الحرية والعطاء.. لك المجد حيث انت ايها الاغلىمن بين مبدعينا وادبائنا ... ولنا في قصائدك العزاء.