اعلنبوغي يعلون، وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة اقصى اليمين الصهيوني، ان إسرائيلأكدت في هجومها البربري الذي بدأته يوم الجمعة الماضي ضد محافظات قطاع غزة، وذهبضحيته حتى كتابة هذه المقالة، حوالي عشرين شهيدا وازدياد عدد الاصابات والخسائرالمادية، انها اسقطت من حساباتها ردود الفعل العربية وخاصة المصرية. ولم تعد تأبهلأي ردود افعال!؟

غيران نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي أخطأ خطأً فادحا بقراءة الموقف العربي، رغم انه(الموقف العربي) ما زال حتى اللحظة دون مستوى رد الفعل المطلوب، لأن الشارع العربيعموما والمصري خصوصا لن يصمت كثيرا على العربدة الاسرائيلية. وعلى حكومة إئتلافاقصى اليمين الاسرائيلي التفكير الف مرة قبل الإيغال في عدوانها الوحشي الجديد.لأن واقع الحال لا يعكس تماما الموقف العربي.

ممالاشك فيه، ان الشارع المصري منهمك في الشأن الداخلي المصري، لكنه وعلى اهميةالقضايا الوطنية الداخلية بمستوياتها المختلفة السياسية والاجتماعية والاقتصاديةوالثقافية - الفنية، لا يمكن لأبناء الشعب العربي المصري التغاضي عن جرائم دولةالابرتهايد الاسرائيلية. ولا تعني ردود الفعل التقليدية (بيانات الشجب والاستنكاروالادانة) من قبل الانظمة العربية والحكومة المصرية، قبول الشعوب العربية وعلىرأسها الشعب المصري باستمرار البلطجة الاسرائيلية العدوانية ضد الشعب العربيالفلسطيني.

وبالتاليالرد الطبيعي للشعوب العربية في الزمن الجديد لايجوز ان يأتي اعتباطيا وارتجاليا،بل من المفترض ان يكون ردا مدروسا ومعداً جيدا لتكون الرسالة العربية لاسرائيل ومنيقف خلفها قوية وواضحة.

إذاًالقراءة الاسرائيلية لردود الفعل العربية ، قراءة قاصرة وغبية، لأنها سطحية، وتتعاملمع اللحظة العربية براهنيتها المثقلة بالهموم الداخلية، وكونها قراءة مجتزأة.

يعلونلم يقرأ المشهد العربي في زمن الثورات العربية قراءة مسؤولة ما أدى لاستخلاصهنتائج بعيدة عن الواقع، لا تعكس عمق الروابط السياسية والثقافية والكفاحية بينابناء الامة العربية. استحضار المرء الواقع العربي في لحظته الراهنة، ليذكر يعلونونتنياهو وباراك وليبرمان، بما مثله الربيع العربي من وحدة حال الشعوب العربية،رغم كل الثغرات والارباكات، التي تعيشها الثورات العربية في المرحلة الانتقالية.

لذاعلى يعلون انتظار ما سيحمله المستقبل العربي المنظور وغير البعيد في حال استمرتعدوانية دولته وحكومته ضد ابناء الشعب العربي في فلسطين. وفي حال لم تلتزم دولةالابرتهايد الاسرائيلية باستحقاقات عملية السلام وخيار حل الدولتين للشعبين، فإنهاستدفع الثمن غاليا من قبل الكل العربي والأممي أيضاً.