لايصدق أحد الرواية الاسرائيلية عن أن اغتيال قائد لجان المقاومة الشعبية الشهيد القيسيجاء لاحباط عملية يخطط لها من سيناء. ففي العلم العسكري فإن الاغتيال بحد ذاته يعتبرمحفزاً اضافياً لتوجيه مثل هذه العملية وليس وقفها. فالمتابع للمشهد السياسي الدولييستطيع أن يلحظ ان اسرائيل معنية بسيطرة حماس على قطاع غزة ومنع استخدام سيناء كمساحةقتالية بديلة.. وهي اعدت خططاً لاعادة احتلال الخط الحدودي في رفح وقت الضرورة. لكنهاتعمل بواسطة الاميركيين وعبر الاخوان المسلمون في مصر على تأهيل حماس لكي تكون قوةمهيمنة بالكامل على غزة مع احترامها للتهدئة المطلقة، مع تنامي قوة حركة الجهاد والتنظيماتالعسكرية الصغيرة والمؤثرة مثل لجان المقاومة الشعبية صاحبة عملية أسر الجندي جلعادشاليط والتي دفعت حتى الآن ثلاثة من قادتها لقاء ذلك. وليس صدفة أن يوجه الاميركيونالشكر المزدوج لاسحق مولخو مبعوث نتنياهو الى مصر والى الاخوان المسلمين في مصر علىجهودهم للسماح للاميركيين بالسفر وهم المتهمون بتمويل انشطة سياسية في مصر. وهذا يعنيان هناك خطاً بين بعض قادة اخوان مصر واسرائيل، وكلنا نعلم أن اخوان مصر لعبوا دوراًاساسياً في صفقة شاليط بشروط أقل من التي عرضتها اسرائيل على الزهار عام 2009.

اسرائيلعملياً معنية بأن تقوم حماس بإثبات قدرتها في منع أي عمل مقاوم انطلاقاً من غزة.. وقدقدمت حماس برهاناً على ذلك بنشر قواتها على الحدود في مواجهة قوات الاحتلال وجها لوجهدون أي احتكاك، اي ثمة تنسيق أمني ضمني بالتيمم. لكن هذا لا يقنع اسرائيل طالما أنهناك فصائل مقاومة تختزن السلاح والرجال والصواريخ وتفتح خطوطاً مباشرة مع طهران وباتتتهدد سلطة حماس التي أدارت ظهر المجن لطهران واستبدلتها بقادة ميدانيين من فصائل اخرى..وقدمت حماس برهانا آخر على حسن نواياها تجاه التهدئة بأن اعلنت أنها لن تفتح جبهة ضداسرائيل في حالة شن الأخيرة هجوماً على ايران.

عملياًتحاول اسرائيل قولبة سلطة حماس حسب مقاساتها وتدفعها دفعاً باتجاه مصر لتصدير غزة الىمصر بكهربائها ومائها ومعابرها بحيث تتحول مصر بذراعها الاخواني مرجعية مادية وسياسيةلحماس.. وهذا يجسد مقولة رئيس المخابرات السابق مائير داغان ان هناك ثلاثة كيانات فيفلسطين.. السلطة الفلسطينية واسرائيل وسلطة حماس. وهذا من شأنه تجذير الانقسام ومنعالمصالحة الفلسطينية بأي ثمن. وهذا كله يقودنا الى عدم تصديق رواية اسرائيل من أن اغتيالالشيخ القيسي كان لاحباط عملية بل كان مقدمة لعملية سياسية - عسكرية اسرائيلية لترويضحماس بالكامل.