عمر ابراهيم

بدأت دعوات بعض الناشطين الفلسطينيين إلى الهجرة تكبر مثل «كرة الثلج» وتتدحرج من مخيم إلى آخر، وسط حال من الانقسام العمودي بين مكونات المجتمع الفلسطيني الرافض لتلك الدعوات انطلاقاً من مسلمات سياسية لا يرى فيها من أطلق الدعوات للهجرة أي تضارب «بين حقنا في العيش بكرامة وبين التمسك بحق العودة».

هذه الدعوات إلى الهجرة التي كانت انطلقت قبل فترة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من جانب شبان ساءهم التردي الحاصل في أوضاعهم المعيشية وغياب فرص العمل، وجوبهت برد من جانب التنظيمات الفلسطينية، سرعان ما انتقلت إلى الشارع عبر تحركات بدأت في مخيم البارد من خلال عريضة كتب عليها «نعم للهجرة»، ووقع عليها العشرات من أبناء المخيم، قبل أن تحط رحالها، أمس، في مخيم البداوي، ما يؤشر إلى مرحلة جديدة من التجاذبات حيال هذه المسألة بين المؤيدين والرافضين.

وبدت هذه التحركات في الشكل تعبيراً عن حالة اجتماعية متردية يعيشها مئات الشباب في مخيم البارد على وجه الخصوص، وتحديداً بعد مواجهات العام 2007 بين الجيش اللبناني و«تنظيم فتح الإسلام»، والتي تفاقمت في الآونة الأخيرة بعد موجة النزوح السوري، والتي ضاعفت من حجم البطالة بين أبناء المخيم، على غرار مخيم البداوي الذي كان يعتاش أبناؤه من عملهم في مخيم البارد، قبل أن تحل عليهم لعنة المواجهات المسلحة وتداعيات النزوح وتحولهم إلى عاطلين عن العمل.

ويمكن القول إنّ حجة الداعين للهجرة باتت أقوى من حجج الرافضين لها، غير القادرين على معالجة أبسط المشاكل، المتعلقة بعملية إعادة إعمار المخيم القديم، وتوفير فرص عمل للشباب، وتأمين معاملة لائقة لهم في محيطهم اللبناني.

وكانت مجموعة من الشباب تجمعت أمام محطة سرحان في مخيم البداوي، ورفعت لافتة تدعو إلى الهجرة، وجرى التوقيع عليها، في وقت عقد عدد من ممثلي التنظيمات ومؤسسات المجتمع المحلي الفلسطيني في مخيم البداوي اجتماعاً للبحث في «الدعوات اللاواعية إلى التهجير».