بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لانطلاقتها، أقامت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حفل استقبال جماهيري في قاعة المركز الثقافي في عين الحلوة.

بداية الحفل جرى عرض عسكري لوحدات مقاتلة للجبهة الديمقراطية وحملة الأعلام والرايات، وقد افتتحت عضو قيادة الجبهة والناشطة الشبابية أماني سعيد الاحتفال بالتحية لشهداء الجبهة والثورة والشعب الذين رووا بدمائهم وثبتوا بتضحياتهم عنوان الجبهة والثورة وفتحوا الآفاق لحركة شعبنا الوطنية والتحررية بالانتصار الحتمي.

 وألقى أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في صيدا ماهر شبايطة كلمة جاء فيها: "حين نحي ذكرى انطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فنحن نحي يوماً مجيداً في تاريخنا الوطني وتراثنا القومي، الجبهة الديمقراطية كانت ولا تزال جبهة المقاومين والمناضلين من اسمها نتغنى في جبهات القتال التي خاضها شعبنا، ومن اسمها نستنسخ الديمقراطية الفلسطينية في حياتنا السياسية" .

الجبهة الديمقراطية عضو أصيل في "م.ت.ف" الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني أينما تواجد، فحين نحتفل بالجبهة الديمقراطية نحتفل بالمنظمة الكيان الروحي والمعنوي السياسي لقضيتنا العادلة.

إن الجبهة الديمقراطية وقيادتها كانت من المبادرين إلى الوحدة الوطنية والمنسقة الجهود المجتمعة لرص الصف الفلسطيني، ومن هنا ندعو إلى إتمام المصالحة الفلسطينية وعودة المياه إلى مجاريها وفي عروق مصالحنا الوطنية .

ويهمنا في هذه المناسبة أن نؤكد على أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة مشاريع إسرائيل الاستيطانية وتصفية للقضية الفلسطينية، فالوحدة هي الأساس لدعم الرئيس محمود عباس في مجابهة كل الضغوط العربية والدولية وكل أصناف التهديد الجسدي والمعنوي التي يتعرض لها في مقابل التنازل عن حقوق شعبنا وكأنهم لا يعلمون أنه ليس فينا أو من بيننا من يفرط بذرة تراب من القدس كما قالها الرئيس ياسر عرفات، وكأنهم لا يعلمون  أنه لا يوجد في الشعب الفلسطيني من يتخلى عن حق العودة أو خيار إقامة دولتنا المستقلة.

وأضاف: "المفاوضات التي تحصل الآن ليست سوى تضيعاً للوقت رغم كل ما يقال ولا بد من الإفراج عن أسرانا البواسل قبل أي اتفاق، وبعد أي اتفاق سيعرض على الاستفتاء العام وهذا يعني أن القرار للشعب وليس لأحد غيره".

وما يقوم به الرئيس محمود عباس حالياً هو عملية إحراج للخصم خصوصاً وأن مشروع المقاطعة الدولية الاقتصادية والسياسية لإسرائيل جعلها تخسر مليارات الدولارات وتدخل في عزلة سياسية لن تنتهي، وما يروج له من التفريط بحق العودة غير الصحيح فحق العودة فردي وشخصي مثله مثل حق الزواج كما قال الرئيس أبو مازن.

ولذلك نرفض كل مشاريع التوطين أو التهجير، فلا مكان لهذه الثقافة في مجتمعنا الفلسطيني، فبعد كل هذا النضال من سنوات لن نسافر إلى بعد نقطة عن فلسطين، وان كان لا بد من الهجرة سيكون إلى فلسطين فقط لا غير .

فدماء الشهداء لن تذهب هدراً، وكذلك حق الأسرى، فماذا نقول لهم حين نبتعد عن فلسطين ومشروع تحريرها؟ وماذا نقول لسامر العيساوي الذي سطر أسطورة تاريخية في إضرابه عن طعام كي ينال حقه بالحرية؟.

مخيماتنا أمانة في رقبتنا، وإذ نبارك تشكيل الحكومة اللبنانية ونتمنى لها التوفيق نتمنى الانتباه لكل ما يحاك ضد مخيمنا وناسنا وأهلنا، فوحدة مخيمنا وفعالياته ستصد الأذى عنا، ولا يسعنا إلا أن نبارك للجبهة الديمقراطية في ذكرى انطلاقتها، ونهنئ أنفسنا بهذا الفصيل الوطني الكبير وتحية لقيادته في الداخل والخارج.

وألقت القيادية البارزة في حركة المرأة الفلسطينية عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين كلمة الجبهة فوجهت في بداية كلمتها التحية للشهداء وللحركة الأسيرة وعناوينها البارزة عمر القاسم وسامر العيساوي، ثم تطرقت إلى ملف المفاوضات فدعت إلى الوقف الفوري لها لأنها بدأت تلحق الخسائر الكبرى للقضية الوطنية، داعيةً إلى اعتماد سياسة بديلة قائمة على المزج بين أشكال النضال وعنوانها المقاومة الشعبية بأشكالها المختلفة وامتدادها الجغرافي الشامل لتصل إلى الانتفاضة الشعبية العارمة .

كما تطرقت إلى الأوضاع في مخيم عين الحلوة والأزمات والإشكالات الأمنية ولا سيما عمليات الاغتيال المتكررة والتي تهدف إلى حرف وجهة نضال اللاجئين وزجها في أتون الصراعات الجانبية والإقليمية. وأكدت على ضرورة العمل إلى تشكيل مرجعيات موحدة للاجئين سواء على مستوى لبنان أو على مستوى المخيمات، وتعزيز وتطوير القوة الأمنية المشتركة، وضرورة فتح حوار جدي بين الفصائل والقوى والاتحادات والمؤسسات والهيئات الشعبية والشبابية للوصول إلى آليات لتفعيل نضال اللاجئين للحصول على الحقوق المدنية والإنسانية والعمل على زيادة خدمات الاونروا.

 في ختام كلمتها أكدت على توفير آليات الصمود لشعبنا في معركته التحررية وأساسها إنهاء الانقسام على أساس المشروع الوطني الواحد الموحد المعبر عن تطلعات الشعب الفلسطيني ومصالحه في كل أماكن تواجده.