نظمت مؤسسات الأسرى، اليوم الثلاثاء 2025/02/04، الاعتصام الأسبوعي لإسناد المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، في ساحة مركز البيرة الثقافي، في مدينة البيرة.
وشارك في الاعتصام عدد من ذوي المعتقلين والأسرى المحررين، وممثلون عن مؤسسات الأسرى والقوى والفصائل، ورُفعت خلاله صور عشرات المعتقلين، ويافطات تهنئة بتحرر العشرات منهم من سجون الاحتلال ضمن صفقة التبادل.
وأكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس، أن المعتقلين ما زالوا يعانون من الحرب الظالمة التي شنتها إدارة سجون الاحتلال عليهم، مع بداية حرب الإبادة في قطاع غزة.
وقال: إن "الحرب في غزة توقفت مؤقتًا، ولكنها متواصلة في المعتقلات، فيما تصمم حكومة الاحتلال على عدم الاستجابة لمطلب وقف الجرائم التي تُقترف بحق أبناء الحركة الأسيرة".
وأشار فارس إلى أن الصلف والاستكبار الإسرائيليَين يعكسان فقط مستوى الإحباط وشعور الخيبة والفشل لدى مؤسسات دولة الاحتلال السياسية والعسكرية والأمنية، إضافة إلى أنهما يعكسان العقلية المسيطرة في دولة الاحتلال والتي تمثل نهجًا فاشيًا عنصريًا إجراميًا بحق الشعب الفلسطيني.
وأعرب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عن قلقه على مصير المعتقلين في معتقلات الاحتلال بسبب العملية الانتقامية المتواصلة بحقهم، والتي تكثفت مؤخرًا واستهدفت بالتحديد من وردت أسماؤهم ضمن قوائم التبادل.
وأضاف: "إسرائيل تضطر مرغمة إلى إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين، ولكنها تلجأ إلى خطوات خطيرة وغاية في الانحطاط، من خلال مواصلة قمعهم، أو من خلال منع عائلات المحررين من الالتحاق بأبنائهم المبعدين".
وأكد نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" صبري صيدم، أن الشعب الفلسطيني سيستمر في الاحتفاء بأسراه المحررين رغمًا عن الاحتلال الذي أصدر قرارًا بمنع الاحتفالات.
وشدد على أن مسيرة التفاؤل ستستمر وسط حجم كبير من الإحباط السياسي واشتعال النيران في كل الساحات، ومحاولة دفع الفلسطيني إلى حافة اليأس.
وأكد صيدم أن الحركة حملت على أكتافها مسؤولية كبرى بالانتصار لإرادة الشعب الفلسطيني، وقد وحدوا صفوفهم وكانوا أصحاب الرسالة الوحدوية والوثيقة الشهيرة التي أسست للقاءات الوحدة الفلسطينية.
وأضاف: "نريد لهذا النفس أن يستمر، فلا يمكن لبيت ممزق أن يصنع الانتصار، وعلينا أن نمارس الدور الذي رسموه باتجاه تحقيق اللحمة الداخلية وتماسكها، باعتبار أن هذا يشكل نقطة الارتكاز نحو الخروج من الحال الراهن".
ووجه صيدم رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، دعاه فيها إلى برهنة وعوده الانتخابية التي أطلقها بخصوص إخماد الحروب وإحلال السلام، بدءاً بفلسطين التي تُعتبر خارطتها بالنسبة إلى شعبها الأكبر في العالم.
وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي مخطئ إذا ظن أن الشعب الفلسطيني يمكن انتزاعه من أرضه، لا بالمؤامرات ولا بالتهجير ولا بالضغط العسكري، مشيرًا إلى أن مشاهد عودة النازحين في قطاع غزة هي الدليل القاطع على أن أولئك الذين هُجر أهلهم قد فهموا الدرس جيدًا، فلا عودة للنكبة.
وقال مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات" حلمي الأعرج، إن سلطات الاحتلال تعيث قتلاً وتدميرًا، وتمضي قدمًا في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في فلسطين كافة أمام مرأى العالم أجمع، لا سيما في محافظات شمال الضفة الغربية حاليًا، وسابقًا في قطاع غزة.
وأكد أن ما تشهده معتقلات الاحتلال يمثل جزءاً من تلك الجريمة، إذ ارتقى العشرات من الأسرى شهداء نتيجة التعذيب الممنهج، فيما شاهد العالم أجساد المحررين الهزيلة والمريضة، بفعل التجويع والتعذيب والتنكيل والضرب الوحشي.
وأشار إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر خرجت عن صمتها وأكدت أن الاحتلال ينكل بالأسرى ويعذبهم وهم في طريقهم إلى الحرية، وهذا مدعاة لمطالبة المجتمع الدولي بإدانة سلسلة الجرائم التي يقترفها الاحتلال ضد الإنسانية، والتي تشكل جريمة إبادة جماعية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها