بقلم: بسام أبو الرب
خرجت عائلة المعتقل زيد عامر (37 عامًا) من مدينة نابلس، يوم السبت الماضي منذ ساعات الصباح، بانتظار لقاء ابنها المفرج عنه في الدفعة الثانية، بناء على اتفاق وقف إطلاق النار على قطاع غزة.
بقيت العائلة تنتظر حتى ساعات الإفراج عن المعتقلين من أجل رؤيته يخرج من باب إحدى الحافلات التابعة للصليب الأحمر التي كانت تقل الأسرى المفرج عنهم، إلا أنها فوجئت بأن نجلها ليس من بين المحررين.
يقول زياد عامر والد زيد: "كان انتظارًا صعبًا، سمعنا بأنه سيتم الإفراج عن ابننا من سجن "عوفر"، وبعد وصول الحافلات إلى مدينة رام الله بدأنا البحث بين وجوه المعتقلين، إلا أننا لم نجده بينهم، ليخبرنا أحدهم بأنه تم اقتياد زياد إلى سجن آخر، والإفراج عنه ضمن المبعدين إلى قطاع غزة".
ويضيف: "لقد أخبروه بناء على رواية أحد المعتقلين، إما أن يقبل الإبعاد إلى غزة، أو يبقى داخل السجن ويستكمل محكوميته بالمؤبد مرتين".
ويتابع عامر: "رغم قتل فرحة اللقاء والحرية من قبل الاحتلال، عدنا إلى مدينة نابلس، لكن أقمنا حفل استقبال للمهنئين بالإفراج عن إبننا، إلا أن مخابرات الاحتلال اتصلت بنا، وهددت بقصف مكان استقبال المهنئين خلال دقائق إذا لم يتم إنهاء الاحتفال بالإفراج عنه".
واعتقل الاحتلال زيد في الرابع من تشرين الأول/أكتوبر 2015، حيث لم يمضي على زواجه 40 يومًا، وحكم عليه بالسجن المؤبد مرتين، وهدم منزله في العام 2016، ورزق بطفلته الأولى هديل قبل 14 عامًا، وهو داخل المعتقل، ثم رزق بتوأمه أسامة ورضا عبر نطف مهربة قبل خمس سنوات، بحسب والده.
ويشير إلى أن نجله زيد الذي كان يعمل كمدرب سياقة أكمل دراسته داخل المعتقل وحصل على درجة الماجستير.
وقال نادي الأسير الفلسطيني في بيان: إنّ "أجهزة الاحتلال الإسرائيلي بمختلف مستوياتها، مارست إرهاب ممنهج بحق المحررين وعائلاتهم، وتضمن ذلك تهديدات وصلت إلى حد القتل، والاعتقال، إلى جانب تسجيل حالات لعمليات اقتحام لمنازلهم، وإحداث عمليات تخريب، وتدمير داخلها".
وتضمنت التهديدات، عدم إظهار أي مظهر احتفالي بخروج أبنائهم المعتقلين، أو رفع أي راية أو علم، كما هددت بقصف أماكن تجمع المهنئين، وأصحابها، وجرى ذلك من خلال اتصالات شملت عائلات الأسرى المحررين كافة.
وأبدى نادي الأسير الفلسطيني تخوفاته من إقدام الاحتلال على إعادة اعتقال المحررين، خاصة مع وجود مادة من الأمر العسكري رقم (1651) للعام 2009، والذي يتيح إعادة اعتقال المحررين المفرج عنهم بصفقات التبادل لاستكمال ما تبقى من عقوبات استنادًا لوجود ملف سري.
ولم يكتف الاحتلال بالتهديدات بالاتصال على عائلات المحررين، بل مارست إدارة سجون الاحتلال وقواتها القمعية، عمليات تنكيل وضرب مبرح بحق المحررين، وذلك استنادًا لمجموعة من الإفادات التي تابعها طاقم نادي الأسير في المحافظات كافة، حيث استمرت عمليات التنكيل والضرب لأيام، وكانت ظاهرة على أجساد عدد من المعتقلين، ومنهم الذين جرى إبعادهم إلى مصر، وكذلك غزة، هذا عدا عن إبعاد معتقلين إلى قطاع غزة بشكل إجباري، جرّاء التهديدات التي تلقوها.
أوضح الناطق الإعلامي لنادي الأسير الفلسطيني أمجد النجار أنه واستنادًا لمجموعة من إفادات للمعتقلين المحررين الذين جرى إبعادهم إلى مصر، فقد تم نقل عدد منهم للعلاج، نتيجة لآثار عمليات التنكيل والضرب الذي تعرضوا له قبل الإفراج عنهم والذي استمر لعدة أيام بحسب ما أفادوا به، وكان من بينهم معتقلين أصيبوا إصابات واضحة جرّاء الضرب.
وأضاف النجار الذي تواجد في مصر: أن الاحتلال منع غالبية عائلات المحررين من السفر لاستقبال أبنائهم، وكان من بينهم عائلة أبو حميد الذي تحرر ثلاثة من أبنائها حيث حرمت أم ناصر أبو حميد من السفر للقاء أبنائها الذين تحرروا وأبعدوا إلى مصر، كما وحرم اثنين من أبناء المحرر وعميد الأسرى الفلسطينيين محمد الطوس من التوجه لمصر للقائه، إلى جانب عائلات أخرى.
يذكر أنه تحرر 290 معتقلاً ومعتقلة ضمن دفعات التبادل حتى الآن، وجرى إبعاد 71 منهم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها