بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الجمعة 17- 1- 2025
*فلسطينيات
مصطفى يبحث مع رئيس المجلس الأوروبي سبل دعم جهود الحكومة للإغاثة الطارئة في غزة
بحث رئيس الوزراء د. محمد مصطفى، مع رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا سبل دعم جهود وخطط الحكومة من أجل الإغاثة الطارئة في قطاع غزة فور وقف العدوان، وتنفيذ قرار الأمم المتحدة 2735 والقرارات ذات الصلة من أجل إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية لتحقيق رؤية حل الدولتين.
وشدد د. مصطفى خلال اللقاء الذي عقد في مقر المجلس الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، يوم الخميس، على أهمية مساندة الاتحاد الأوروبي والدول الصديقة لجهود الحكومة في الإغاثة والتعافي المبكر وصولا للإعمار الشامل في كافة الأراضي الفلسطينية، مثمنا الدعم الإنساني والإغاثي والسياسي والمالي الذي قدمه الاتحاد الأوروبي لفلسطين على مدار السنوات الماضية.
وقال رئيس الوزراء: "نريد وقف العدوان على شعبنا بشكل كامل في أسرع وقت ممكن، وضمان عدم تكراره، وإعادة فتح المعابر مع قطاع غزة، وتوحيد مؤسسات الدولة في الضفة الغربية وقطاع غزة".
واستعرض مصطفى جهود الحكومة في الإصلاح والتطوير المؤسسي، مثمنًا الدعم الأوروبي المقدم لهذه الجهود الحكومية، آملاً إنجاز حزمة الدعم الأوروبي الطارئ متعدد الأعوام في أقرب وقت ممكن، لمساندة الحكومة في ضمان استمرار تقديم الخدمات لأبناء شعبنا.
من جانبه، أكد كوستا دعم الاتحاد الأوروبي الثابت لرؤية حل الدولتين، قائلاً: "مهما اختلفت الآراء داخل الاتحاد الأوروبي ولكن الكل يجمع على أهمية تحقيق السلام في المنطقة والذي يأتي من خلال حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية".
وشدد كوستا على دعم جهود التوصل لوقف إطلاق النار واستدامته وضمان عدم تكراره، وجاهزية الاتحاد الأوروبي لدعم جهود الحكومة الفلسطينية من أجل إغاثة قطاع غزة.
وحضر الاجتماع سفيرة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي وبلجيكا ولوكسمبورغ أمل جادو الشكعة، ومستشار رئيس الوزراء محمد الأحمد، ومساعد وزير الخارجية السفير عمر عوض الله، وسكرتير ثاني آلاء جادالله.
*مواقف "م.ت.ف"
فتوح ينعي المناضل الوطني داوود مراغة "أبو أحمد فؤاد"
نعى رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، إلى الشعب الفلسطيني المناضل الوطني داوود مراغة "أبو أحمد فؤاد"، نائب الأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، وأحد أبرز قادة الثورة الفلسطينية، الذي وافته المنية اليوم الجمعة بعد حياة حافلة بالنضال والدفاع عن قضية شعبنا الفلسطيني.
وقال فتوح في بيان صدر عن المجلس الوطني: "نفتقد اليوم مناضلاً وطنيًا رحل بعد عقود طويلة حافلة بالنضال والتضحية والصمود، متمسكًا بحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال والعودة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ومكافحًا صلبًا عن الحقوق الوطنية والاجتماعية لشعبنا، وقد مثل الجبهة الشعبية في العديد من جولات الحوار الوطني الفلسطيني بما في ذلك حوارات المصالحة الفلسطينية في القاهرة".
وأضاف: "نتقدم بخالص التعزية من شعبنا الفلسطيني والرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعائلته الكريمة، ونسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جنانه".
وولد الراحل في بلدة سلوان بالقدس عام 1942 وانتمى منذ شبابه لحركة القوميين العرب، ثم انخرط في العمل السياسي وكان من أوائل المؤسسين للجبهة الشعبية في كانون الأول/ديسمبر عام 1967 إلى جانب المؤسس جورج حبش.
*أخبار فتحاوية
"فتح" تنعي القائد الوطني داوود مراغة "أبو أحمد فؤاد"
نعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، نائب الأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، القائد الوطني داوود مراغة "أبو أحمد فؤاد"، الذي وافته المنيّة، اليوم الجمعة، بعد مسيرة نضالية وكفاحية قدّم خلالها القائد الوطني التضحيات الجسام؛ من أجل الدفاع عن حقوق شعبنا وقضيته الوطنية.
وأضافت "فتح" في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية: أن رحيل القائد الوطني "أبو أحمد فؤاد" شكّل خسارةً لشعبنا الذي يجابه أعتى حرب إبادة ممنهجة من قبل منظومة الاحتلال الاستعمارية منذ السابع من تشرين الأول من العام 2023، مؤكدةً أن النهج الوحدوي الذي كان القائد الراحل ملتزمًا به حتى رحيله سيبقى نهجًا ثابتًا حتى إنجاز مشروع شعبنا الوطني، المتمثل؛ بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
وأعربت "فتح" عن خالص تعازيها لذوي القائد الوطني الراحل، وللرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ولعموم جماهير شعبنا في الوطن والشتات، معاهدةً كافة شهداء شعبنا على مواصلة النضال الوطني حتى انتزاع حقوق شعبنا ودحر الاحتلال.
*عربي دولي
فرانشيسكا ألبانيز: إسرائيل تعترف ضمنيا بارتكاب جنودها جرائم حرب في غزة
قالت المقررة الأممية الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز: إن "إسرائيل اعترفت ضمنيًا بارتكاب جنودها جرائم حرب في غزة، عبر نصح الجنود بتجنب نشر صور ومشاهد تشكل أدلة تدينهم في ملاحقات خارجية".
وفي حديث صحفي، نشر اليوم الجمعة، أشارت ألبانيز إلى أن استمرار هجمات إسرائيل على غزة أمر غير مقبول.
ووصفت موقف الجيش الإسرائيلي بخصوص حث أفراده على عدم نشر صور ومشاهد بأنه "صادم"، وأضافت: "بدلا من أن تنصح إسرائيل جنودها بعدم ارتكاب جرائم، تقول لهم غطوا وجوهكم أو اطمسوها عند مشاركة مقاطع الفيديو".
وأكدت ألبانيز أن هذا يعد اعترافا من إسرائيل "أنه من الممكن أن يرتكب جنود إسرائيليون جرائم، وهذا أمر غير مقبول".
وقالت: "سلطة القضاء العالمي هي أداة قوية لتحقيق العدالة حين تخفق كل الوسائل الأخرى".
ويسمح القضاء العالمي للدول أو المنظمات الدولية بمقاضاة شخص متهم بجرائم ضد الإنسانية بصرف النظر عن مكان ارتكاب هذه الجرائم.
*إسرائيليات
متذرعًا باتفاق تبادل الأسرى.. "كاتس" يلغي الاعتقالات الإدارية ضد المستوطنين الإرهابيين
ألغى وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، أوامر الاعتقال الإداري ضدّ المستوطنين الإرهابيين، بسبب إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المرتقب، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى.
جاء ذلك بحسب بيان صدر عن كاتس اليوم، وذلك بعد أن كان قد بدأ بتنفيذ سياسته التي أعلن عنها بعدم ملاحقة المستوطنين الإرهابيين من خلال عدم إصدار أوامر اعتقال إداري ضدهم، رغم خطورتهم، وقبل خطوة، اليوم، كانت آخر مرة يصدر أمرًا بإلغاء أمر اعتقال إداري، في الثالث عشر من الشهر الماضي، حينما قرر الإفراج عن مستوطن قبل ثلاثة أشهر من انتهاء فترة اعتقاله.
وألغى كاتس بذلك قرار سلفه في المنصب يوآف غالانت، عن المستوطن إيتيئيل بن تسرويا، الذي صدر ضده أمر اعتقال إداري لمدة ستة أشهر، حسبما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.
وذكر البيان الذي صدر عن كاتس اليوم، أن "وزير الأمن الإسرائيليّ، قرّر إلغاء أوامر الاعتقال الإداريّ، ضدّ المستوطنين في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) الذين يقبعون حاليًا في الاعتقال الإداري"، وأكّد أن القرار، يشمل "الإفراج عنهم فورًا إلى منازلهم، وعدم التفكير حتّى في تمديد فترة الاعتقال".
وقال كاتس في تبنٍّ مباشر للعقلية الاستيطانية: "هذا أفضل لعائلات المستوطنين، ويجب أن يكونوا سعداء أكثر من عائلات (الأسرى الفلسطينيين) المفرج عنهم".
وأضاف: "في ضوء الإفراج المتوقّع عن الأسرى الفلسطينيين في يهودا والسامرة، كجزء من صفقة الإفراج عن الاسرى، فقد قررت الإفراج عن المستوطنين المعتقلين إداريًّا، ونقل رسالة واضحة بتعزيز وتشجيع الاستيطان، الذي يشهد نموًا سريعًا في الضفة الغربية، عادّا أن ذلك يأتي في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة".
وكان أمر الاعتقال الإداري ضد بن تسرويا، قد صدر في أعقاب مشاركته مع مستوطنين إرهابيين آخرين في إحراق ممتلكات فلسطينيين في قرية يتما واعتداءات في قرية جيت، وكان حتى ذلك الوقت، سبعة مستوطنين إرهابيين في الاعتقال الإداري، فيما هناك "3443" معتقل إداري فلسطيني في سجون الاحتلال.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر، أعلن كاتس، أنه قرر وقف إصدار أوامر اعتقال إداري ضد مستوطنين إرهابيين، واستمرار سياسة الاعتقال الإداري بحق الفلسطينيين، علمًا بأن أوامر اعتقال إداري ضد المستوطنين تصدر بموجب توصية جهاز الأمن الإسرائيليّ العام "الشاباك" التي تستند إلى معلومات بشأن اعتداءاتهم الإرهابية، بينما هذه الأوامر التي تصدر ضد آلاف الفلسطينيين لا تستند إلى معلومات بالإمكان تقديمها كأدلة في المحكمة.
وانتقد خبراء قانونيون إسرائيليون قرار كاتس وقف إصدار أوامر اعتقال إداري ضد المستوطنين في الضفة الغربية، مع الاستمرار في تطبيقها على الفلسطينيين في جانبي الخط الأخضر.
وأكد الخبراء أن قرار كاتس غير قانوني وينتهك المبادئ الأساسية للقانون الدولي والإداري، مما يجعله عرضة للإلغاء من قبل المحكمة العليا الإسرائيلية، وقد يفتح الباب أمام المزيد من مذكرات الاعتقال الدولية ضد مسؤولين سياسيين وأمنيين في إسرائيل، بما في ذلك كاتس نفسه.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين قضائيين قولهم: إن "قرار كاتس يمنح رخصة للقتل إلى شبيبة التلال، وتقييد لأيدي "الشاباك" في التعامل مع جهات يهودية تآمرية في المناطق المحتلة)، ومن شأن القرار أن يدفع عمليات منظمات سرية للاعتداء على العرب وإشعال المنطقة".
*أخبار فلسطين في لبنان
سفارة دولة فلسطين تتقبل التعازي بنائب الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية ناظم اليوسف
تقبلت سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية، التعازي بنائب الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية عضو المجلس المركزي الفلسطيني القائد المناضل ناظم اليوسف، وذلك في قاعة الرئيس الشهيد ياسر عرفات، مساء أمس الخميس 2025/1/16.
تقبل التعازي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، وأمين سر المكتب السياسي بلال القاسم، وعضو المكتب السياسي محمود السودي، سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات، وعائلة الفقيد.
وحضر معزيًا: رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني باسل الحسن، النائب السابق في البرلمان اللبناني بهية الحريري، المدير العام السابق للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، العقيد الركن جو الغربي ممثلاً مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، منسق عام الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة معن بشور على رأس وفد، أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين المرابطون العميد مصطفى حمدان على رأس وفد، مسؤول الملف الفلسطيني في الحزب التقدمي الاشتراكي بهاء أبو كروم، عباس قبلان ممثلاً عن حركة "أمل"، رئيس حزب التيار العربي شاكر برجاوي، نائب رئيس المكتب التنفيذي لمنظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني جمال حلواني على رأس وفد، وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضم العميد وهيب وهبي وسماح مهدي، ممثل التيار الوطني الحر رمزي دسوم، مسؤول ملف العلاقات السياسية في الحزب العربي الديمقراطي مهدي مصطفى، رئيس حزب الوفاء اللبناني أحمد علوان، وشخصيات وفعاليات لبنانية.
كما حضر معزيًا مسؤولو فصائل الثورة الفلسطينية في لبنان، وممثلو القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة، ممثلو المكاتب الحركية والاتحادات، واللجان الشعبية، ووحدة الإسعاف والطوارئ في جمعية الخدمات الطبية الفلسطينية، أفواج الإطفاء الفلسطيني في لبنان، وحشد غفير من أبناء شعبنا في المخيمات الفلسطينية.
وفي كلمة باسم العائلة، شكر الشيخ علي اليوسف كل من شاركهم العزاء برحيل الفقيد، معربًا عن تقديره للدور الجامع الذي تقوم به سفارة دولة فلسطين والسفير أشرف دبور في توحيد كلمة أبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان.
وعدد اليوسف مزايا الراحل الذي أفنى حياته من أجل قضيتنا وشعبنا الفلسطيني، مؤكداً أن النضال من أجل فلسطين يتطلب تقديم التضحيات وبذل الطاقات وصولاً إلى تحرير أرضنا وكنس الاحتلال.
كلمة جبهة التحرير الفلسطينية ألقاها أمينها العام واصل أبو يوسف الذي نقل تحيات وتعازي السَّيد الرئيس والقيادة الفلسطينية.
وأكد أبو يوسف أن الجبهة قدَّمت التضحيات والدماء وقافلة كبيرة من الشهداء من أجل الدفاع عن القرار الوطني المستقل خلف قيادة الرئيس الرمز الشهيد ياسر عرفات من أجل حتمية الانتصار، وأن الراحل تقدم الصفوف وكان مثالاً يحتذى به في العطاء والنضال والكفاح من أجل حقوق شعبنا وثوابته، وعن منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعيًا ووحيداً لشعبنا الفلسطيني.
وأشار إلى أن حرب الإبادة التي تشن على شعبنا كانت تهدف إلى تهجيره عن أرضه وكسر إرادته وصموده وشطب حقوقه الوطنية واستهداف وكالة الأونروا من أجل تقويض حق العودة، مؤكداً أن ما يجري في الضفة الغربية ومدينة القدس لا يقل خطورة عما يجري في قطاع غزة إضافة إلى اعتقال الآلاف من أبناء شعبنا.
وشدد أبو يوسف على أن السَّيد الرئيس والقيادة الفلسطينية سارعت منذ اليوم الأول من خلال الاتصالات الدولية والدبلوماسية في المحافل الدولية لوقف العدوان وجرائم الاحتلال عن شعبنا، وتأمين الحماية له، وإيصال المساعدات الإغاثية والطبية.
من جانبه، وجه أبو العردات، التحية للراحل ولكافة شهداء الثورة الفلسطينية الذين ضحوا من أجل فلسطين وحريتها، مؤكدًا أن شعبنا الفلسطيني تمرس في النضال وما زال مصرًا على عهده رغم كل المعاناة والتضحيات والصعاب من أجل انجاز مشروعنا الوطني في إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحق العودة وتقرير المصير.
وأشار أبو العردات أن قضيتنا تمر في أصعب وأخطر مراحلها لوجود المشاريع التي تستهدف شعبنا في أرضه ووحدته، مؤكدًا أن الانقسام يجلب الوهن والضعف وأن المطلوب هو تعزيز الوحدة الوطنية والتمسك بالثوابت.
وحيا أبو العردات جهود السَّيد الرئيس والقيادة الفلسطينية بالدفاع عن شعبنا الفلسطيني ووقف حرب الإبادة التي يتعرض لها منذ أكثر من عام.
ولفت إلى ضرورة أن تتحقق للاجئين الفلسطينيين في لبنان الحياة الحرة الكريمة من خلال بعض المشاريع التي ستقدم في إطار الحقوق الانسانية في انتظار عودتهم إلى وطنهم، مؤكدًا أن شعبنا لا يريد إلا الخير للبنان.
*آراء
كفى تكرارًا للأخطار والعبث بمصير الشعب الفلسطيني/ بقلم: زياد أبو روك
إن من أعظم خيبات الأمل التي ينتهجها القادة ويجرون معهم شعوبهم إلى المصير المجهول هي تكرار الأخطاء بنفس الأسلوب دون استيعاب دروس الماضي. غزة التي تعتبر النموذج الحي على البلاء والدمار والانقسام والحصار وحرب الإبادة شهدت أعواماً من المعاناة بسبب القرارات المتسرعة والافتقار إلى دراسة أساليب العدو بشكل دقيق. ومع ذلك كانت الثقة المفرطة في دول كانت تدعي أنها السند والعون وقت المحن والأزمات وأيضاً دول تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان إحدى أخطر الإخفاقات حيث أثبتت هذه الدول عجزها عن مواجهة التوحش الإسرائيلي تاركة الفلسطينيين وحدهم في مواجهة المحنة.
مع تصاعد وحشية الحرب على غزة ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة من العنف الصهيوني وقف العالم صامتًا. هذا الصمت كان بمثابة صدمة نفسية عميقة للشعب الفلسطيني وصدمة أيضاً للأحرار في العالم الذين دعموا قضيتنا. اليوم يصرخ لسان حال سكان غزة: أوقفوا الحرب بأي ثمن. بالنسبة لهم كل من يريد استمرار الحرب يعتبر خائناً ومنتفعاً في نظر شعب منهك بالحصار والدمار.
غزة ليست مجرد أرضاً مليئة بالحجارة بل هي موطن لبشر لهم أحلام وآمال وحياة يريدون التمسك بها. في الوقت الذي يتحدث فيه الكثير من المحللين في بعض القنوات الفضائية والسياسيين الذين يستفيدون من أجندات خارجية نجد أنهم لم يعيشوا في خيمة أو يدركوا واقع الشارع الغزي وما يعانيه. هؤلاء يعبرون عن آرائهم ووجهات نظرهم دون أن يكونوا على تماسٍ مباشر مع واقع الموت والدمار. غزة تعج بالناس الذين يرفضون الموت ويريدون الحياة. إن الاختبار الحقيقي بين الحياة والموت لا يدركه إلا من يعيش التجربة المأساوية وليس من يقف خارجها ويصورها بفيلم وثائقي منفوخ كالبالون بعنوان ما خفي أعظم يتفلسف وينظر من أبراج عالية بعيدًا عن المعاناة الحقيقية.
لا يمكن إنكار الدور الذي تلعبه المقاومة في الدفاع عن الحقوق والوجود الفلسطيني. ومع ذلك فإن المسؤولية في إدارة هذه المقاومة لا بد أن تفرض نفسها كأولوية وبفكر جديد ومختلف. كانت حماس قد دعت مراراً وتكراراً إلى تصعيد المظاهرات والاعتصامات ومطالبة الجماهير بالتحرك لنبذ العنف الإسرائيلي وإيقاف الحرب على غزة، لكن مع اشتداد المعاناة وعدم رضوخ الكيان الصهيوني للمطالب الدولية بوقف الحرب وضرب كل القوانين الدولية بعرض الحائط، ماذا فعلت حماس سوى أنها باتت في مأزق لعدم استجابة حلفائها إلى أن وصل بها الحال التخبط في عدم اتخاذ القرارات التي لا تتوافق مع تطلعات البشر في قطاع غزة.
يبدو أن الإصرار على هذا النهج دون تخطيط وإدراك يجعلنا نقع في نفس الأخطاء مراراً وتكراراً. إن العقلية القيادية الحالية التي تقود المرحلة ليس لديها الوعي الكافي بخطورة الوضع الفلسطيني. إننا أمام إبادة حقيقية تفتح الباب أمام المزيد من الكوارث. على حماس أن تدرك أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى لملمة الجراح لا إلى فتح جروح جديدة.
مدينة جنين اليوم تشهد ما يشبه تكرار سيناريو غزة، حيث يسعى بعض قادة حماس إلى تحويلها إلى مسرح جديد للصراع دون مراعاة لحالة الشعب الفلسطيني في الضفة وإهدار المقدرات وزهق الأرواح لنعود إلى نقطة الصفر. إن هذا العبث المرعب يدفعنا للتأمل والتساؤل: إلى أين نحن ذاهبون؟ كيف يمكننا أن نستمر في هذا المسار الذي لا يجلب سوى الدمار ويبدد طاقاتنا ودماء أبنائنا؟ ألا يكفي أن نرى التاريخ يعيد نفسه دون أن نخرج منه بدرس أو عبرة؟ هذا اللهو الدموي يجعل من الضروري التفكير بجدية وبعقلانية في كيفية تغيير هذا الواقع المؤلم.
إن استمرار هذا النهج يثير تساؤلات خطيرة: من المستفيد من تحويل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي إلى صراع داخلي؟ وإذا كانت تجربة حماس في غزة قد فشلت على عدة مستويات، فلماذا يتم الإصرار على تكرارها في الضفة؟.
الإصرار على استخدام أسلوب تفكير قديم وافتقار الخطة إلى رؤية استراتيجية يجعل الشعب الفلسطيني أمام خطر الإبادة الجماعية. إسرائيل التي لطالما استغلت أخطاء بعض القادة في حركة حماس غير المدروسة تهدف إلى تعميق المعاناة الفلسطينية واستنزاف الطاقات. لذا يجب على الجميع أن يدركوا أن لكل مرحلة متطلباتها الخاصة وأن المقاومة ليست مجرد سلاح بل هي رؤية وإعداد واعٍ يتجاوز ردود الأفعال العاطفية.
كفاكم اقحاماً لجنين في معارك غير مدروسة واتخاذ قرارات تقود إلى المزيد من المعاناة. لقد حان الوقت لأن تعيد قيادة حركة حماس النظر في أسلوب إدارة الصراع واحترام التضحيات الجليلة التي قدّمها الشعب الفلسطيني والعمل على اتخاذ قرارات تستند إلى الحكمة والتخطيط العميق بعيدًا عن أي اعتبارات قد تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المأساوي.
يجب علينا كفلسطينيين سواء كنا في المهجر أو الداخل أن نكون مدركين لواقع الحال وأن نتحدث من منطلق المسؤولية الأخلاقية والوطنية تجاه أبناء شعبنا الذين عاشوا معاناة تفوق الوصف. حياة كل فلسطيني، صغيراً كان أم كبيراً لا تقدر بثمن، ودماؤهم غالية علينا جميعاً. الحفاظ على أرواح الأبرياء ليس تنازلاً عن الحقوق أو استسلاماً بل هو جوهر النضال الوطني الذي يسعى إلى بناء المستقبل على أسس من العدل والكرامة.
ومع ذلك لا يعني هذا بأي حال أن نترك الاحتلال الإسرائيلي يعيث فساداً في أرضنا وينهب مقدراتنا. مقاومة الاحتلال حق مشروع للشعب الفلسطيني، لكنها تحتاج إلى استراتيجية واعية ورؤية بعيدة المدى توازن بين حماية الإنسان الفلسطيني، واستمرار الكفاح من أجل الحرية. المقاومة الحقيقية هي تلك التي تبني ولا تهدم، وتحرص على حياة الشعب الذي هو عماد القضية وركيزتها الأساسية.
القرارات المتسرعة والصراعات غير المدروسة لا تخدم سوى أعداء الشعب الفلسطيني فيما نحن بأمس الحاجة إلى الوحدة والتكاتف في هذه المرحلة الحرجة. قضيتنا عادلة وشعبنا يعض على الجراح ولن يستطيع الاحتلال كسر إرادتنا إذا كنا موحدين ومدركين لحجم التحديات التي تواجهنا.
لذلك فإن هذه اللحظة تدعونا جميعاً إلى التأمل وإعادة تقييم المسار الذي نسير عليه. الشعب الفلسطيني يستحق قيادة تعمل بحكمة تحمي دماءه وتحترم كرامته. فلسطين ليست مجرد أرض، بل هي وطن ينبض بحياة أطفالنا وشبابنا وشيوخنا ونسائنا وأحلامنا وذكرياتنا، وعلينا أن نكون على قدر المسؤولية في حماية الإنسان الفلسطيني وضمان مستقبله المشرق.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها