قد طالَّ فصلُ الإِنتظار ..

الحزنُ والألمُ مخيمان ..

متآخيانِ ..

كتوأمان سياميان ..

يتهامسان ..

في جنبات المخيم ..

في المدينةِ المنسيةِ ..

في الشوارعِ والغاباتِ ..

في النواصي والطرقاتِ ..

***

نكتمُ الآهات ..

نُرَّدِدُ الشِعارات ..

نَهتفُ للثُوار ..

من عمانَ إلى بَغداد ..

إلى بيروتَ ..

من دمشقَ ..

إلى صنعاءَ إلى طَهران ..

نقول بصوت عالٍ ..

الموتُ لأمريكا ..

الموتُ لإسرائيل ..

لكنَ لا موتَ ..

إلا لَنا ..

ونَبقى نُرَّددُ ..

الموتُ لِلأَعداء ..

***

جوعُ الأطفالِ ..

دُموعُ الثَكالى ..

آهاتُ الأُمهاتِ ..

اغتيالُ البراءةِ ..

صَوتُ المؤذنِ ..

رائحةُ الدمِ النازفِ ..

من الخاصرةِ الرَّخوةِ ..

من جُرحِ الكبرياءِ ..

كلُّ ذلكَ يُطَوِقُنيِ ..

يُحاصِرُنيِ ..

ليلاً ونَهارا ..

***
الحُزنُ مُخيمٌ ..

في الغيماتِ ..

في جَنباتِ المُخيمِ ..

على ناصيةِ الشارعِ والدَّمار ..

في ازقةِ القُدسِ ..

في اريحا والأَغوار ..

في غزَةَ ..

في خانِ يونسَ ..

في رفحِ الأحرار ..

في كُلِّ عواصمِ أللا قَرار ..

***

أنا لازلتُ صامتاً ..

اَكتوِي بجمرِ الذاكرةِ ..

من لسعِ رائحةِ القَهوةِ ..

في مقاهِي الرَّصيفِ ..

حينَ كُنا نودعُ الثُوار ..

***

قد ذهبَ الذينَ نُحبهم ..

دونَ وداعٍ يَليقُ بالأحياءِ ..

قد حَفروا اسماءَهُم ..

في جِدارِ الذاكرةِ ..

دَونوا:

في صفحةِ الكبرياءِ ..

اسماؤُهم ناصعةَ البياضِ ..

كَتَعويذةٍ وآيةٍ فُصحى ..

يُردِدُها ..

أطفالُ الحُلمِ ..

اللاجِئين ..

إلى مُخيماتِ المَواصيِ ..

صباحَ مساء ..

***

لا احدٌ ينتظرُ عَودتَهم ..

مُحملينَ بالوَصايا ..

والهَدايا والأَسفار ..

***

أنا لا انتظرُ ..

سوى عودةِ الوَعيِ ..

للعروبةِ المُغيبةِ ..

خارجَ المشهدِ الحَزين ..

***

سَأبقى على مَوعدٍ ..

مع الصباحِ ..

صباحُ انهيارِ الجِدارِ ..

وافتضاحِ طابورَ الصَمتِ ..

و كسرِ القيودِ والحِصار ..

***

صباحُ البركانِ المزلزلِ ..

والإنفجار ..

صباحُ الثوارِ والأحرار ..

صباحُ صُناع القَرار ..

والإِنتصار ..

***

قد طالَّ عَلينا ..

فَصلُ الإِنتظار ..

والحزنُ مخيمٌ ..

في الغيمات ِ ..

مخيم ..

في المواصي ..

في الطُرقاتِ ...

وفي الخِيام ..