أبكتني بيروت ..
كما دمشق وبغداد وصنعاء ..
أبكتني القدس ..
كما حيفا وعكا ..
ويافا وغزة وجنين ..
ونابلس ورام الله والخليل ..
أبكتني كلُ بلادِ العَرب ..
***
قد باتت ساحات للحرب للخوفِ للرعبِ ..
بلا سببٍ أو غضب ...
مستباحة ..
من كل من هب ودب ..
أبكتني دموعُ ..
أطفال غزةَ ومعها كلُ أطفالِ العرب ..
***
من يكفكف دموع النساء في غزة ..
ودموعُ نساء العرب ..
بتن سبايا في زمن الحروب والإرهاب ..
ما عاد فينا من يسمع أصواتَ الثَكالى ..
ما عاد منا من يسمع صرخاتِ أيتامٍ حَزانا ..
تتقاذفهم أمواج الفقر والعوزِ والغضب ..
***
أتساءلُ: أحقا أنحن نَحنُ ..
من نسل آبائنا العرب ..
أتساءلُ: كيف حملتنا الريحُ على الأكفِ ..
وشيعتنا مثلَ أوراق الشَجر ..
قد شيعنا فصل الخريف ..
بلا وجل ..
***
أما آن لهذا الفصلُ العربيُ ..
الخريفي العبثيُ أن ينتهي ..
***
أما آن لربيعنا ..
أن يَحضُرَ ويخضَرُ ويزهرُ ..
كما يجبُ أن يكون الربيعُ ..
خصبٌ مثمرٌ ..
***
بِتُ أصرحُ بأعلى الصوتِ ..
لا لا لا ...
أرض العروبةِ ليست بعاقر ..
لم تَدومْ يوما لغاصب معتدٍ ..
لفاسِد أو خائِن ....
وكانت وستبقى ..
مَوطنا لكُلِ عربِي ..
إنسانٍ حرٍ تقيٍ وثائِر ..
سَتلفظُ من أحشائِها ..
كلَّ محتلٍ ..

وكلَّ خوان لها وخائر ..!