الشاعرة الفلسطينية نهى عودة


أريد حلميَ المنثورَ بين الأزقّة 
لأعرفَ كيفيّةَ لملمتهِ في حضرةِ  
وعدٍ ولقاءٍ مؤجّل

أريد قلبه 
هكذا أُكمِلُ ما تبقّى من الأيّام
لتكونَ الحياةُ حياة

أريد التخلّص من مسّ الاستحالة
من ندوب الطّرُق 
ومنعرجاتها المؤلمة

أريد جسرًا يختصر المسافة بيننا
يرمي بعد ترميمه كلّ الأسئلة 
ويعيدُ ترتيب الوجهة 
نحو شِقِّيَ الأيمن الذي أحب

وأريده هو 
وحيًا يرتّلُ عليّ أبجديّةَ الحب
يناجي معي بما يمكن أن يجبرَ 
خاطرنا
ليسعفنا الرب 

أريد أقلامًا ملوّنة ترسم لوحةَ شغفٍ 
ممزوجةً بعبقِ رائحتهِ السّحريّة، 
الممتدّة على مدى عشقي له

أريد وطني المسلوب 
لأخبرَهُ عن قهري في اللجوء
وعن يتمي في زواريب الحنين
وعن اللّاكتمالِ لشيءٍ في بُعده 

وأريدُني أنا 
طفلةً تبتسم للحلوى المنتظرة 
فتاةً مغترّة بشعرها البُنّي
وامرأةً يقتحم الغيبُ مدائنَ فرحِها
ويمشُق في رحيلِ حزنِها بعيدا عنها
بعيدا عن الْتِواءاتِ الغائبين
بعيدا عن مبتورِ قدمينِ يغنّي نشيدَ موطني
بعيدا عن قهرِ القبائل
بعيدا عن كل القيودِ بيننا
لأكونَ قريبةً منك