فتح ميديا - لبنان

بالتعاون مع مؤسسة "جنيفا كول" السويسرية نظمت "هيئة التوجيه السياسي والمعنوي" حفل تخريج دورة القانون الدولي والمعايير الإنسانية التي ضمت العديد من كوادر حركة "فتح" و"م.ت.ف" في قاعة مجمع الرئيس الشهيد  الرمز ياسر عرفات في مخيم البداوي الأحد 11-12-2011.

شارك في الاحتفال أمين سر إقليم لبنان الحاج رفعت شناعة ووفد من قيادة الإقليم ومفوض التوجيه السياسي في لبنان بلال أصلان وممثلي فصائل م.ت.ف واللجان الشعبية وفعاليات المجتمع المدني وكوادر تنظيمية.

وبالمناسبة ألقى منسق العمل بين هيئة التوجيه السياسي والمعنوي ومؤسسة جنيفا كول يوسف وهبه كلمة جاء فيها: "إن توجهنا الوطني والإنساني الذي نتبناه كإطار تعبوي توجيهي شريك في عملية بناء الكادر المحصن في كافة مناحي شخصيته وأداءه التنظيمي والسياسي والقانوني والإنساني، ولقد عزمنا على تخصيص جزء أساسي من برامجنا المتواصلة ليكون مكرس لموضوع القانون الدولي والإنساني وحقوق الإنسان والمعايير الإنسانية الدولية.

وأضاف وهبه "إننا مؤمنون أن تحصين الفرد الفلسطيني بمبادئ القانون الدولي بشكل عام جزء لا يتجزء من واجبنا على الصعيد السياسي لأن عدونا بكل صلابته ووحشيته وقوته العسكرية يجند جيشاً من الخبراء القانونيين لهدفين، الأول إيجاد التبريرات القانونية لممارسته أللا إنسانية بحق شعبنا، والثاني مراقبة الممارسات الفلسطينية بكل المجالات، ومحاولة برهنة مخالفتها للقوانين الدولية.

ثم ألقى كلمة الخريجين عضو قيادة منطقة الشمال مصطفى أبو حرب جاء فيها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي جنوده قبل التوجه إلى ساحات القتال بأن لا يقتلوا طفلاً ولا شيخاً ولا امرأة ولا يقتلوا متعبداً في صومعة ولا يعقروا سداً ولا يقلعوا شجرة، وان لا يجهزوا على جريح ولا يقتلوا أسير، هذه الوصايا عملت بها الجيوش الإسلامية منذ 1400 سنة وشكلت أساساً للبشرية تقتدي به إلى قيام الساعة".

وتابع "إننا قد استفدنا من دورة القانون الدولي والإنساني التي خضعنا لها، وإننا كشعب فلسطيني نسير اليوم خلف قيادتنا باتجاه المجتمع والقانون الدولي لعله ينصفنا ويبادر للاعتراف بالدولة الفلسطينية وبحق الشعب الفلسطيني بالعيش فوق أرضه وممارسة حقه الإنساني في أماكن عبادته الإسلامية والمسيحية في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

أما كلمة م.ت.ف ألقاها مسؤول حزب الشعب في منطقة الشمال أبو وسيم مرزوق جاء فيها: "نتقدم بالشكر الجزيل لمؤسسة جنيفا كول ولهيئة التوجيه السياسي والمعنوي ومدرسة الشهيد القائد ياسر عرفات التي رعت وأشرفت ونظمت هذه الدورة خاصة انها جمعت بين كادر م.ت.ف مما يعزز العلاقات الأخوية وروح التفاهم والصداقة بينهم ، وأتمنى أن تشكل هذه التجربة نظرياً وعملياً، أرضية لتوسيع الفهم والإدراك للمعاني الإنسانية والأخلاقية.

ونأمل أن يكون عنوان المصالحة الوطنية مدخلاً لحل المشكلات والتعقيدات في توحيد مرجعياتنا الأمنية والاجتماعية التي تساهم في إيجاد المناخ الملائم لحل المشاكل والارتقاء بمجتمعنا نحو الأفضل.


كلمة التوجيه السياسي والمعنوي ألقاها مفوضها العام في لبنان العميد بلال أصلان أكد فيها "أن هيئة التوجيه السياسي والمعنوي ومدرسة ياسر عرفات للكوادر معنية بشكل جدي في هذه المرحلة بتعميم الثقافة الإنسانية والقانون لأن المعركة التي تخوضها قيادتنا وشعبنا اليوم قانونية وسياسية بامتياز".

وأضاف "إن تزامن تخريج هذه الدورة مع ذكرى استشهاد القائد الخالد ياسر عرفات دلالة على السير على نهجه الوطني والإنساني الذي ألهمنا إياه منذ انطلاقة ثورتنا المجيدة".

وأشار أصلان إلى الالتزام والجدية التي ظهرت عند الكادر الذي التزم هذه الدورة فكان النقاش والحوار العقلاني والمنطقي مسيطرين من خلال تقديم أمثلة ونماذج حية عن ممارستهم اليومية التي تتوافق مع المعايير الإنسانية لا بل تفوقها بعداً إنسانياً واجتماعياً ووطنياً.

وأكد أصلان أن هيئة التوجيه السياسي والمعنوي عازمة على مواصلة العمل والتنسيق مع مؤسسة جنيفا كول وغيرها من منظمات القانون الدولي وحقوق الإنسان لأنها تعتبر التدريب على الثقافة الإنسانية وتعزيزها جزءاً من برامجنا.

واختتم أمين سر إقليم لبنان الحاج رفعت شناعة بكلمة جاء فيها: "العالم لا يعترف إلا بالقوة، فمنذ السبعينات بدأت قيادتنا تلتفت إلى الأمم المتحدة عبر العمل السياسي والدبلوماسي وبدأت القرارات تصدر من الأمم المتحدة وتعطي الحق للشعب الفلسطيني بالعيش على أرضه واستعمال مقدساته وبأن القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة، ولكن كان على القيادة الفلسطينية أن تبحث عن كيفية الاستفادة من هذه القرارات.   

وبعد أوسلو والمجازر التي ارتكبت واحتلال كل الأراضي الفلسطينية، كان على القيادة الفلسطينية ان ترسم سياسة جديدة للتعامل مع العدو، وكانت الخطوة التي أقدم عليها الرئيس أبو مازن استكمالاً لمشروع الشهيد أبو عمار بالتوجه إلى الأمم المتحدة، حينها بدأت أميركا تلعب لعبة الترغيب والترهيب لثني القيادة الفلسطينية عن قرارها بالتوجه لمجلس الأمن ولكن هذه القيادة التي آمنت بشعبها وبحقه في إقامة دولته المستقلة أبت إلا أن تستكمل هذه المعركة حتى نهايتها.

هناك هيمنة عسكرية في الوطن العربي للأمريكان ومن حق الشعب الفلسطيني رسم الاستراتيجيات الجديدة داخل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والسير باتجاه إتمام المصالحة، ونحن اليوم مسؤولون عن استكمال خطوتنا القانونية والعالم أعطانا إشارة وضوء اخضر لقبول عضوية فلسطين في الاونيسكو.

فإن المقاومة الشعبية التي اجمعنا عليها جميعاً حتى حركة حماس قد تأخذ أي طابع آخر يحدده الصراع مع العدو الصهيوني ولكن يجب ان يكون هناك تناغم بين القانون الدولي والجهد المقاوم".

واعتبر الحاج رفعت هذه الدورات التي يسجل الفضل فيها لهيئة التوجيه السياسي مهمة لانها تعد الإنسان لمواجهة المستقبل بشمولية الوعي الوطني والسياسي.