ثمة كراهية، ونظنها كراهية مبصرة، تعتمل في صدور دعاة "الإخوان المسلمين" تجاه الأحزاب والحركات الوطنية أينما كانت...! كراهية مؤدلجة، ليس بوسع التحليل السياسي، ولا الطبقي، ولا حتى الانثروبولجي، أن يفهم دوافعها، وبما يعني أن التحليل النفسي، ربما وحده يستطيع أن يوضح لنا أسباب هذه الكراهية، ودوافعها وأصولها الفكرية، التي نرى أنها كامنة في "معالم على الطريق" لسيد قطب..!!

ومع الوطنية الفلسطينية، كراهية الاخوان المسلمين لها، تبدو هوجاء إلى أبعد حد، على نحو توليف الأكاذيب كيفما اتفق، ولغاية واحدة فقط، الطعن بهذه الوطنية، والتحريض على سلطتها، والتشكيك بصواب سياساتها، ومواقفها، وحتى مشروعها التحرري..! 

ولا يجد دعاة "الإخوان المسلمين" أي حرج في تسمين أكاذيبهم، وتبهيرها حتى بالمزاعم والفبركات غير المعقولة التي تجعلها مفضوحة تمامًا..!! الاخونجي أحمد منصور مثال على ذلك، ففي تغريدة له، فبرك منصور على لسان رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق "إيهود اولمرت" تصريحا لا أساس له من الصحة، عن دوام التنسيق الأمني، وفقط ليقول منصور: "إن بنادق السلطة الوطنية تحمي أمن إسرائيل"..!! من يبرئ أحمد منصور في هذه الفبركة، إن لم يكن يبرئ حماة أمن إسرائيل الحقيقيين، لا الذين يمدون إسرائيل تحت ذريعة حقها في الدفاع عن نفسها، بكل مقومات الحرب والعدوان فقط، وإنما كذلك كل الذين يتماهون مع التحريض الاسرائيلي المتواصل ضد السلطة الوطنية، وهو تحريض يستهدف في الأساس، لا تقويض السلطة الوطنية فحسب، وإنما تقويض المشروع الوطني الفلسطيني التحرري، مشروع دولة فلسطين المستقلة، من رفح حتى جنين، بعاصمتها القدس الشرقية.

لا يريد هؤلاء المحرضون على اختلاف هوياتهم وتسمياتهم أن تقوم لفلسطين أية قائمة، اسرائيل الجيش والعدوان تريد اليوم في حربها المتواصلة ضد قطاع غزة المكلوم، والضفة الفلسطينية المحتلة، توليف نكبة جديدة للشعب الفلسطيني، والمحرضون من جماعة الاخوان المسلمين، لا يضيرهم ذلك، طالما أن الامارة تظل ممكنة (...!!) حتى وهم يرون الخيام تنصب في جنوب القطاع المكلوم...!!

في القرآن الكريم أخبرنا العلي القدير عن الذين في قلوبهم مرض، ولا نرى اليوم دعاة "الاخوان المسلمين" إلا أنهم أصحاب هذه القلوب، ولو كانوا غير ذلك لدعوا الى الوحدة، ورص الصفوف والتكاتف لمواجهة هذه الحرب الظالمة،  بدل  أن يواصلوا الفبركة، والكذب بغاية نشر الفتنة وتحريض أبناء شعبنا على بعضهم البعض، وهذا أكثر ما  لانريد اليوم، ونحن في مواجهة حرب إسرائيل الظالمة.